النجاح الإخباري -  يعيش جنود في جيش الاحتلال حالة من القلق المتزايد في ظل مخاوفهم من ملاحقتهم قضائيًا واعتقالهم في دول مختلفة حول العالم، وذلك على خلفية ارتكابهم جرائم حرب خلال العمليات العسكرية ضد قطاع غزة ولبنان.

الجنود الإسرائيليون الذين يخططون للسفر إلى دول مثل البرازيل لحضور المهرجان السنوي في ريو دي جانيرو، الشهر المقبل، يسعون لتفادي الملاحقات القانونية بحذف حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

بحسب تقارير لقناة "12" العبرية، بدأ عشرات الجنود في جيش الاحتلال الذين شاركوا في الحرب على غزة وحرب لبنان في اتخاذ إجراءات وقائية، حيث يقومون بحذف جميع مقاطع الفيديو والصور التي نشروا بها على فيسبوك وإنستغرام.

ويرجع هذا التحرك إلى التهديدات التي تواجههم بعد تقديم دعاوى قضائية في محاكم برازيلية ضد أحد الجنود الذين رُصدوا في البرازيل بعد نشر صور لهم أثناء الحرب في غزة. هذا الجندي تم ملاحقته في البرازيل مما اضطره إلى الهروب.

وأوضح جندي في جيش الاحتلال يُدعى "غاي" أنه سيشارك في السفر مع أصدقائه الذين خدموا في الحرب على غزة ولبنان، قائلًا: "حذفنا كل الصور والفيديوهات من فيسبوك وإنستغرام خشية من اعتقالنا في البرازيل".

وأضاف: "لقد رأينا ما حدث للجندي الذي وصل إلى البرازيل واضطر للهروب بعدما تقدم أحدهم بدعوى قضائية ضده. نحن لا نريد أن نكون هدفًا للمنظمات المعادية لإسرائيل".

الجنود في جيش الاحتلال الذين لم يشاركوا في القتال المباشر، مثل طباخين أو عناصر في وحدات اللوجستية والصيانة، يتبعون نفس الإجراءات. وقال أحد الجنود المسرحين ويدعى "طال": "كنت في غزة وشاركت صور سيلفي من هناك، لكني فهمت أنه ليس مهمًا ما فعلناه خلال خدمتنا العسكرية. لذلك محوت الصور من فيسبوك".

في ضوء تزايد المخاوف من المحاكمات الدولية، أصدر رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هليفي، تعليمات مشددة تقضي بإخفاء هويات جميع الجنود والضباط المشاركين في العمليات العسكرية في غزة. كما تم فرض قيود على نشر أي صور أو مقاطع فيديو قد تُستخدم كأدلة ضد الجنود في التحقيقات المتعلقة بجرائم الحرب.

في ظل هذه الظروف، يتزايد القلق بين جنود جيش الاحتلال من إمكانية ملاحقتهم قضائيًا في دول أخرى بسبب تورطهم في جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ارتكبها جيش الاحتلال.

ويسعى العديد منهم إلى تجنب هذه الملاحقات عبر تصفية حساباتهم الشخصية على الشبكات الاجتماعية قبل السفر، خاصة في دول مثل البرازيل التي تتبنى مواقف صارمة ضد الاحتلال.