النجاح الإخباري - على مدار عام كامل، انشغلت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بجولات مكوكية في الشرق الأوسط، قادها أبرز مسؤوليها، بما في ذلك وزير الخارجية أنتوني جون بلينكن، الشعار المعلن لهذه الزيارات كان "وقف الحرب".

زيارات ماراثونية، وتصريحات متكررة صدرت عن بايدن ورجاله على غرار: "نأمل بالتوقيع" و"نحن قريبون" و"الصفقة قريبة".

وهي تصريحات فسرها الكثير من المراقبين بأنها للاستهلاك الإعلامي، وذهب البعض إلى اتهام إدارة بايدن بالتواطؤ في إطالة أمد الحرب، لكن في خطوة مفاجئة، وخلال اجتماع واحد، تمكن مبعوث الرئيس المنتخب دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، من تحقيق ما عجزت عنه إدارة بايدن بأكملها طوال العام.

فقد نجح ويتكوف، قطب العقارات الذي عيّنه الرئيس السابق دونالد ترامب مبعوثًا خاصًا إلى الشرق الأوسط، خلال اجتماعه الوحيد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من دفع مسار الاتفاق، وفقاً لتقرير ومسؤولين عدة.

ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مسؤولين عرب قولهم: "ويتكوف بذل المزيد من الجهود في اجتماعه الوحيد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدفع إسرائيل نحو التوصل إلى اتفاق، مقارنة بما فعله بايدن طوال العام".

ويقول مايكل أورين، السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة: "يبدو أن ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص، حقق في اجتماع واحد مع نتنياهو ما عجز عشرات المسؤولين في إدارة بايدن عن تحقيقه".

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال، عن سانام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس، وهي مؤسسة بحثية في لندن:أعتقد أن الضغط الأمريكي، القادم من الرئيس ترامب مباشرة، كان حافزًا كبيرًا، وخاصة لرئيس الوزراء نتنياهو. لكن هذا الاتفاق هش للغاية".

وعلى منصة "إكس"، كتبت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية القادمة للبيت الأبيض في إدارة ترامب: "لنتحدث بوضوح: هذا الاتفاق لم يكن ليتم لولا اليد القوية للرئيس ترامب ومبعوثه الخاص [ستيف ويتكوف]. مرة أخرى، ينتصر السلام من خلال القوة."

ووصفت صحيفة "نيوزويك" ويتكوف بأنه رجل أعمال يتحرك بسرعة لتحقيق اتفاقيات، ونقلت عن دبلوماسي قوله: "إنه (ويتكوف) رجل أعمال يسعى للتوصل إلى اتفاق بسرعة ويمضي قدمًا بشكل غير معتاد في عدوانيته."

وقال ترامب قبل أسبوع إن "الجحيم سوف يندلع في الشرق الأوسط" إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة بحلول موعد تنصيبه في العشرين من يناير/كانون الثاني.

ولم يشرح ترامب ما يعنيه بذلك، ولكنه قال الأسبوع الماضي إن هذا لن يكون مفيداً لحماس أو "بصراحة، لأي شخص آخر".

-تأثير ترامب ودور ويتكوف -

وتقول شبكة "فوكس نيوز ديجيتال إن الاجتماع الذي عقد بين نتنياهو وويتكوف نهاية الأسبوع الماضي كان بمثابة "نقطة تحول".

وأوضحت الشبكة أن التأكيدات التي قدمها ويتكوف أقنعت نتنياهو بالموافقة على الصفقة، على الرغم من تهديدات أحزاب يمينية بالانسحاب من ائتلافه الحكومي.

كما ذكرت صحيفة "هآرتس" أن ويتكوف "أوضح لمضيفه خلال الاجتماع مع نتنياهو بشكل لا لبس فيه أن "ترامب يتوقع منه الموافقة على صفقة".

-من هو ستيف ويتكوف؟  -

ويتكوف هو مستثمر يهودي بارز في مجال العقارات ومؤسس مجموعة "ويتكوف".

تبلغ ثروته الشخصية نحو خمسمائة مليون دولار، وهو واحد من المقربين لترامب منذ تسعينيات القرن الماضي.

يمتلك ويتكوف حاليًا واحدًا وخمسين عقارًا، تشمل مباني في لندن وميامي ونيويورك، ويقيم في ميامي بيتش لمدة أربعة أشهر سنويًا

وقال ترامب عن اختياره للمبعوث: "ستيف قائد يحظى باحترام كبير في مجالي الأعمال والخدمة المجتمعية، وقد جعل كل مشروع ومجتمع شارك فيه أقوى وأكثر ازدهارًا. سيكون ستيف صوتًا لا يلين من أجل السلام، وسيجعلنا جميعًا فخورين".

أما ويتكوف نفسه، فقد كتب الأسبوع الماضي: "يشرفني العمل لصالح الرئيس @realDonaldTrump والولايات المتحدة في أسمى مسعى في حياتي. قوة الرئيس ترامب وقيادته ستكون إشارة للجميع لإعادة الرهائن إلى ديارهم وتحقيق السلام في المنطقة. شكراً لله على انتخابه".