النجاح الإخباري - أشارت محللة الشؤون الحزبية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، سيما كدمون، إلى أن  هزيمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية ستشكل ضربة شديدة لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو .

وقالت : "ليس صدفة أن نتنياهو يماطل قبل أن يقرر بشأن انتخابات. لأن نتنياهو يخشى انتخاب بايدن، وأن تمارس الإدارة الجديدة قيودا وتحاول التأثير على الرأي العام الإسرائيلي وحدثت أمورا كهذه في الماضي".

وتابعت"الأمر المؤكد هو أن إدارة بايدن لن تمنح نتنياهو هدايا مثلما فعل ترامب، وخاصة في الفترات المصيرية بالنسبة لنتنياهو، مثل الاعتراف بالقدس وهضبة الجولان قبل انتخابات نيسان/أبريل 2019، ’صفقة القرن’ قبيل انتخابات آذار/مارس 2020، وفي فترة الحضيض (الأزمة السياسية الإسرائيلية) منحه ترامب الإمارات".

و نقلت كدمون عن مصادر في حزب الليكود، الذي يتزعمه نتنياهو، قولهم إن "محفزات نتنياهو لجر "إسرائيل" إلى انتخاب ستتراجع جدا الآن، إلا إذا قرر إجراء انتخابات خاطفة ويستغل وجود ترامب في البيت الأبيض حتى كانون الثاني/يناير 2020".

ولكن كدمون استبعدت حدوث أمر كهذا، خاصة وأن اليمين الإسرائيلي سيعارض انتخابات خاطفة. "فحتى لو بقيت العلاقات العلنية والإستراتيجية للإدارة الجديدة في واشنطن كما هي، بالإمكان التقدير أنها ستعود إلى تراث أوباما بالتوصل إلى اتفاقيات مع إيران، ورؤية حل الدولتين، والسياسة الصارمة في موضوع المستوطنات، وربما تغيير التوجه لمؤسسات الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. والسياسة ستكون أقل صرامة، وبالتأكيد أقل تطرفا وهجومية".

وقالت "العودة إلى النهج السياسي الأميركي التقليدي، سيؤدي إلى توتر في معسكر اليمين. وعلينا أن نتذكر أن معظم كتلة الليكود (في الكنيست) يعارض حل الدولتين، حتى بموجب خطة ترامي. وبرحيل الرئيس الأكثر ودا لـ "إسرائيل"، وستختفي السمات الرسمية والمراسم في البيت الأبيض التي رفعت من شأن نتنياهو، والقدرات الرائعة لتسويق الدعم الأميركي الحازم. والمفهوم السائد لدينا، بأن ما هو جيد للفلسطينيين سيء بالضرورة للإسرائيليين، وأنه لن يكون هناك رئيس ودي لـ "إسرائيل" وفي الوقت نفسه يتعامل بنزاهة مع الفلسطينيين، سيتغير".

ورأت كدمون أن "موضوع المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية، التي تُبحث اليوم في معاهد الأبحاث والأكاديميا فقط، سيعود إلى الأجندة السياسية وقد يدب الحياة في جمرات معسكر السلام الخامدة. وثمة احتمال ألا يكون رد الفعل الفلسطيني على انتخاب بايدن خاليا من المنطق والعقلانية كما في الماضي، وسيعود الموضوع إلى الطاولة".

واعتبرت كدمون أن "انتخاب بايدن هي بشرى سارة لحزب كاحول لافان، وقد يزداد وزنهم داخل حكومة الوحدة. والترجيح هو أن علاقات (رئيس كاحول لافان بيني) غانتس مع الحزب الديمقراطي عموما ومع بايدن خصوصا، هي كنز بالنسبة لنتنياهو. لكن ليس مؤكدا أن هذا كاف".

فيما أشار محلل الشؤون الحزبية في صحيفة "هآرتس"، يوسي فيرتر، إلى أن تصريحات ترامب حول تزوير الانتخابات مماثلة لتصريحات نتنياهو في انتخابات الكنيست العام الماضي، عندما قاد حملة التزويرات في صناديق الاقتراع في البلدات العربية. واتهم هو وابنه لجنة الانتخابات التي يرأسها قاضي محكمة عليا بـ’سرقة الانتخابات’. ولم يزود أبدا أي دليل لاتهاماته المثيرة للغضب. ولم يعتذر أو يتراجع أبدا. قائلا "إنهما توأمان".

وتوقع فيرتر ايضا أنه في حال أصبح بايدن رئيسا، فإن "هذه ستكون النقاط الرئيسية التي ستسيطر على الأجندة في الجبهة الإسرائيلية – الأميركية.. الموضوع الإيراني سيعود، وعلى الأرجح أن يطلب بايدن العودة إلى الاتفاق (النووي)، والقيادة الفلسطينية ستحظى بالوصول مرة أخرى إلى واشنطن، البيت الأبيض ووزارة الخارجية، وستفتح ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية في المدينة مجددا، ومبعوثون أميركيون سيحضرون إلى رام الله".

وأضاف فيرتر أن "نتنياهو سيضطر إلى قضاء فترة تأقلم غير سهلة. بسبب عارض (ما بعد) دونالد. ولا يتوقع صداما مباشرا بينهما. فهو وبايدن يعتبران أصدقاء جيدون. ولا يوجد أي عداء كالذي ساد بين نتنياهو وأوباما، أو تجاه الزوجين كلينتون. لكن بايدن والحزب الديمقراطي لا ينسون طبعا تسلل نتنياهو إلى الكونغرس، من وراء ظهر الرئيس (أوباما)، عشية انتخابات العام 2015. وسيذكرونه بما كان يرغب بنسيانه".

وتابع فيرتر "البيت الأبيض لن يعد البيت الثاني للسفير الإسرائيلي، رون ديرمر، ومن حظ نتنياهو أن لم يضم المناطق (الضفة الغربية)، مثلما سمحت له صفقة القرن. وبذلك أعفى نفسه من مواجهة شديدة مع الإدارة الجديدة. والضم، الذي كأنه لا يزال ’على الطاولة’، لن يتم ذكره بعد الآن".

وفيما يتعلق بانتخابات إسرائيلية مبكرة، أشار فيرتر إلى أن "معركة انتخابية بوجود ترامب رئيسا كانت ستمنح نتنياهو زيارات أسبوعية في واشنطن لحضور مراسم توقيع مع دول إسلامية أو خليجية أخرى. وبوجود بايدن، هذا لن يحدث. وسينتظر الزعماء العرب من أجل أن يروا ماذا سيحدث في الجبهة الأميركية – الإيرانية. والاتفاقيات ستدخل إلى الأدراج".