نابلس - النجاح الإخباري - قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية إن الضغط الزائد الذي قامت به "إسرائيل" قاد لفقدان وسيلة الضغط الفعالة في قطاع غزة.

وأضافت الصحيفة العبرية، إن "إسرائيل لن ترى صور دخول الدولارات لغزة، إلا أن حركة حماس هي من حققت المكسب من وراء ذلك، وبعد الحدث الأمني القادم حماس غير ملزمة بضبط النفس".

وتابعت: "الشيء الطبيعي الأول الذي يعلو للذهن بعد انتهاء مرحلة حقائب الأموال القطرية لقطاع غزة هو توقف دفع رسوم الحماية لحركة حماس، ولن نرى بعد اليوم الصور لحقائب الدولارات التي تدخل لقطاع غزة لشراء الهدوء لأنفسنا، ولكن لن يكون شك لدى أي شخص أن إسرائيل لم تحقق مكاسب، بل العكس حركة حماس هي من حققت بعض المكاسب".

وجاء في التحليل: "لشرح هذه المسألة يجب العودة قليلاً للوراء، قبل عدة أسابيع، وقبل دخول الدفعة الثانية من الأموال القطرية، فإسرائيل هددت بعدم إدخال الدفعة الثانية إن ارتفعت وتيرة العنف في المظاهرات على الجدار، السفير القطري محمد العمادي وصل بنفسه لقطاع غزة من أجل فحص مدى ضبط حركة حماس للمتظاهرين".

وقالت الصحيفة: "في حينه، العمادي خرج مع القيادي في حركة حماس خليل الحية لجولة في أحد مواقع المواجهات، وتم التوثيق بالصوت والصوت (دون علم الاثنين) طلب العمادي من الحية أنه يريد هدوء على حدود قطاع غزة، ورد الحية بالموافقة على طلب العمادي، توثيق حديث العمادي والحية تحول لسلاح لمعارضي دخول الأموال القطرية لقطاع غزة، وقالوا أن الهدف منها شراء المقاومة بحفنة من الدولارات، الشريط تسبب في إحراج حركة".

وأضافت: "بالتزامن مع ذلك، بدأت تظهر خلافات خطيرة بين القائمين على مسيرات العودة وحركة حماس، حيث طلب حماس تخفيض مستوى العنف في المسيرات، وضبط المتظاهرين، العناصر المتطرفة في مسيرات العودة اتهمت حركة حماس ببيع الحملة مقابل الدولارات، حركة حماس أصبحت حساسة تجاه نقدها في هذه القضية، حتى أنها اعتقلت شخص عبر بطريقه هزلية عبر الفيسبوك عن قضية حقائب الدولارات."

وأوضحت الصحيفة، أنه مع موعد الدفعة الثالثة من الأموال القطرية، "إسرائيل" أجلت دخولها مرة تلو الأخرى حتى وصل لدرجة أن حركة حماس لم يعد بمقدورها تحمل محاولات الابتزاز الإسرائيلية، فأعلنت في الدقيقة 90 رفضها استلام الدفعة الثالثة بالشروط الإسرائيلية، وأن كرامتها أغلى من ال 15 مليون دولار.

وتابعت الصحيفة العبرية، "خمسة لاعبين شاركوا في هذه الرقصة الناعمة، وغير المباشرة، ممثل الأمم المتحدة ميلادنوف الذي حمل راية المقاول المنفذ، محمد العمادي السفير القطري الذي يتحرك ما بين غزة وتل أبيب، وكميل أبو ركن ممثل إسرائيل، ومن طرف حماس وإسماعيل هنيه يحيى السنوار".

وعن أثر رفض حركة حماس لاستلام الدفعة الثالثة من الأموال القطرية على الاحتلال الإسرائيلي قالت الصحيفة العبرية، "إسرائيل وفرت لنفسها صور الغزاويين وهم يلتقطون صور السلفي مع الدولارات، لكنها فقدت وسيلة الضغط الفعالة التي كانت بيدها ضد حركة حماس، وربما هذه النتيجة الطبيعية لزيادة حالة الضغط، الضغط أصبح غير محتمل، وحركة حماس وصلت نهاية الأسبوع لهذه النقطة".

وعن أثر الرفض على حركة حماس نفسها قالت، حركة حماس أعادت الاحترام لذاتها، وحررت نفسها من الضغوطات، ولم يعد هناك حاجة لضبط النفس من أجل الحصول على الأموال، وهناك مشاريع بنية تحتية ستنفذها الأمم المتحدة بأموال قطرية، وجميع الفصائل بما فيها الجهاد الإسلامي أثنوا على خطوة حماس وساندوها.

وختمت الصحيفة العبرية تقريرها حول الرابحين والخاسرين من حقائب الأموال القطرية بالقول، الآن، علينا النظر ليوم آخر، لأسبوع أو أسبوعين، ولليوم الذي سيكون فيه الحدث الأمني على الجدار، حينها ستجد "إسرائيل" نفسها مضطرة للرد، في حين أن حركة حماس لن تكون ملزمة بكبح نفسها، حينها ماذا سيحدث؟