النجاح الإخباري - يشير استطلاع للرأي أجرته جامعة تل أبيب بالتعاون مع معهد الديمقراطية، إلى أن 74% من الإسرائيليين يعتقدون أن خطة الولايات المتحدة المنتظرة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والتي تعرف بـ"صفقة القرن" ستفشل، على الرغم من أن غالبيتهم يقرّون بأن جهود الرئيس الأميركي دونالد ترمب تصبّ في مصلحة إسرائيل.

فلماذا يعتقد غالبية الإسرائيليين أن الصفقة ستفشل رغم إيمانهم بأن من يصيغها ويرعاها يعمل لمصلحة إسرائيل؟

تكمن الإجابة على هذا التساؤل في تحليل نتائج استطلاعات رأي أخرى، أجريت مؤخرا وتعكس المناخ السياسي العام لدى الإسرائيليين، خاصة استطلاعا مفصلا أجري لصالح مجموعة ضغط تدعى "منتدى الشرق الأوسط"، وهي مؤسسة فكرية محافظة موالية لإسرائيل تنشط في الولايات المتحدة وإسرائيل.

وقد انبثق عن المنتدى مشروع سمي بـ"نصر إسرائيل"، ويقول القائمون عليه إنهم يبنون آراءهم السياسية انسجاما مع تطلعات غالبية الإسرائيليين.

صفقة القرن.. كيف يراها الفلسطينيون؟

يقف أعضاء المنتدى ومناصروه من أعضاء الكونغرس الأميركيين وأعضاء آخرين من "الكنيست" الإسرائيلية، وراء تمرير قانون "تايلور" في الكونغرس الذي تبعه قانون إسرائيلي مماثل، أدى إلى خصم مبالغ من الضرائب التي تجمعها إسرائيل من السلطة الوطنية، تقول إسرائيل "إن السلطة الفلسطينية تدفعها لعائلات الأسرى والقتلى من الفلسطينيين".

ويرى 70% من المستطلعين، "أن من الضروري أن تعترف السلطة الفلسطينية بإسرائيل كدولة يهودية قبل أن توافق إسرائيل على مواصلة المفاوضات معها. كما وافق ما يقارب 65% من اليهود الإسرائيليين على أنه "يجب على إسرائيل تحقيق نصر حاسم في المواجهات العسكرية مع الفلسطينيين من أجل إنهاء الصراع".

لكن بات واضحا للإسرائيليين من خلال جولات التفاوض مع السلطة الوطنية الفلسطينية منذ التوقيع على اتفاق أوسلو عام 1993، أنهم لن يقبلوا بأقل من دولة ذات سيادة على حدود الرابع من حزيران، وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما يسهم في توقع الغالبية بفشل الصفقة التي لم تعلن بعد، رغم الإشارات الإيجابية التي تحفظ مصالح إسرائيل، فأكثر من 70% من الإسرائيليين يعتقدون أن "صفقة القرن" لن تمنح الفلسطينيين السيادة على القدس الشرقية على سبيل المثال.

غزة تتعرض للقصف من وقت لآخر

ورغم نقل الولايات المتحدة سفارتها من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، إلا أن غالبية الإسرائيليين ما زالوا يعتقدون أن القدس وقضية اللاجئين الفلسطينيين هي العائق الأكثر صعوبة في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ومنذ إعلان ترمب عن وجود مخطط يسمى "صفقة القرن" التي اطلعت الحكومة الإسرائيلية عليها، كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معارضته للانسحاب من الضفة الغربية قائلا في خطابه لإحياء ذكرى حرب 1967، "نحن نحرس السامرة (الاسم الإسرائيلي للضفة الغربية) ضد أولئك الذين يريدون اقتلاعنا".

 انسجام الأفكار الإسرائيلية

لا تخفي القيادات والأحزاب الإسرائيلية فكرها المنسجم مع فكر مؤسسي دولة إسرائيل، الذين أقروا في مذكراتهم بأنهم كانوا على دراية بوجود سكان أصليين، وأن لهم تطلعات وطنية، وارتأت القيادات الصهيونية حينها على اختلاف منابعها سواء كانت اشتراكية أو دينية أو علمانية، أنه يجب إنهاء فلسطين تمهيدا لنهوض دولة يهودية معاصرة.

هذا الفكر هو نفس الفكر الذي يسيطر على القيادات الإسرائيلية الحالية، ولربما ينبع رأي غالبية الإسرائيليين عن فشل "صفقة القرن" من هذا الإدراك أيضا، فأي صفقة لا تضمن لإسرائيل حدودها التي تضع ستين في المئة من الضفة الغربية تحت سيادتها لتضم مستوطناتها إليها، وتحكم سيطرتها الأمنية بنشر قواتها على طول الحدود مع الأردن، ولا تضمن القدس عاصمة موحدة لها ولا تضمن اعتراف الفلسطينيين بهذا الكيان الجديد كدولة يهودية، سيكون مصيره الفشل.