وكالات - النجاح الإخباري - قال أمميون إن الحرب الطاحنة والحملة العسكرية الإسرائيلية المدمرة في قطاع غزة تسببت في دمار شامل وخسائر فادحة.

وأضافوا في إحاطتهم أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي الليلة الماضية، لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط "ستتردد أصداء هذه الأحداث لأجيال وتشكل المنطقة بطرق لا يمكننا استيعابها بالكامل بعد".

وأوضحوا أن الوضع الإنساني في غزة، مع بداية فصل الشتاء، "كارثي"، وخاصة التطورات في شمال غزة مع نزوح واسع النطاق وشبه كامل للسكان وتدمير واسع النطاق وتطهير الأراضي، وسط ما يبدو وكأنه تجاهل مقلق للقانون الدولي الإنساني. وأكدوا أن الظروف الحالية في غزة "هي من بين أسوأ الظروف التي شهدناها خلال الحرب بأكملها ولا نتوقع تحسنها".

وتحدث المسؤولون الأمميون عن الوضع في الضفة الغربية المحتلة، التي "لا تزال عالقة في دوامة مدمرة من العنف واليأس". وأشاروا إلى استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في المدن الفلسطينية ومخيمات اللاجئين في المنطقة (أ)، واستمرار التوسع الاستيطاني دون هوادة، حيث اتخذت الحكومة الإسرائيلية العديد من الخطوات لتسريع التقدم الاستيطاني، حيث يدعو بعض الوزراء الآن علنا إلى الضم الرسمي للضفة الغربية في الأشهر المقبلة، وإنشاء مستوطنات في غزة.

وفي السياق، نبه منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط إلى أن الخطوات التي يتم اتخاذها على الأرض في غزة والضفة الغربية المحتلة "تبعدنا أكثر فأكثر عن عملية السلام وعن الدولة الفلسطينية القابلة للحياة في نهاية المطاف".

السفير رياض منصور، المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة قال إن "العنف طريق مسدود".  وأضاف "منطقتنا لا تحتاج إلى المزيد من القتل، بل إلى حل سياسي عادل. والحل ليس في اختفاء شعب واحد، بل في القبول والوجود المتبادلين. وليس في أن تَقتُل أو تُقتَل، بل في العيش والسماح للآخرين بالعيش".

وأوضح أن مسار العمل الوحيد الذي يتعين على مجلس الأمن أن يتخذه، إذا كان له أن يحتفظ بأي قدر من المصداقية هو "المطالبة بوقف إطلاق النار الفوري وغير المشروط بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة".

وشدد على أن الاختيار بسيط، "بين الاحتلال والحرية، والضم والاستقلال، والفصل العنصري وكرامة الحقوق العالمية، والقمع والتعايش، والاختيار بين الحرب والسلام". ودعا جميع الدول إلى التحرك لحماية المدنيين، والاعتراف بدولة فلسطين، وتنفيذ الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، واحترام الالتزامات القانونية الدولية، دون استثناء، ودون خوف أو محاباة.

ودعا منصور كذلك إلى التحرك بشكل حاسم لإنهاء أنشطة الاستيطان في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، بما في ذلك اتخاذ إجراءات ضد المسؤولين الإسرائيليين، "قبل أن نرى المستوطنات تُبنى مرة أخرى في غزة".

وحض على دعم المبادرات الرامية إلى تحقيق السلام العادل والدائم، "من خلال الأفعال، وليس الأقوال فقط". وقال السفير الفلسطيني إن ما هو غير واقعي هو الاعتقاد بأن قمع أمة بأكملها سيؤدي إلى السلام والأمن، "وأن أحد الجانبين يمكنه ببساطة القضاء على الجانب الآخر".

وأكد منصور أن مسارا مختلفا ممكن، "إذا رفضنا هذا العجز الذي فرضناه على أنفسنا". وأضاف أن "التحلي بالواقعية يعني رفض الاستسلام لواقع الموت والدمار، والاحتلال والصراع، والكراهية والحرب، والعمل بدلا من ذلك معا لرسم مسار ينهي هذه الإبادة الجماعية، وينهي هذا الاحتلال ويضمن سيادة إرادتنا الجماعية من أجل الحرية والعدالة والسلام على هذا الواقع".

مندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير هادي هاشم الذي تحدث بالنيابة عن المجموعة العربية، قال إن المجموعة تجدد دعوتها "للتصدي للعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة ولبنان، ولوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة لميثاق الأمم المتحدة وللقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".

وأضاف أن المجموعة العربية تحذر من خطر التصعيد الذي يعصف بالمنطقة وتبعاته الإقليمية والدولية، ومن "توسع رقعة العدوان الذي تجاوز قطاع غزة، وامتد ليشمل لبنان".

وقال هاشم إن المجموعة العربية تدين سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها إسرائيل واستخدام الحصار والتجويع سلاحا ضد المدنيين في قطاع غزة، ومواصلة تبني وإقرار الكنيست الإسرائيلي "للقوانين العنصرية وغير الشرعية ضد وكالة الأونروا".

وأفاد بأن المجموعة العربية تدين بأشد العبارات "الجرائم الإسرائيلية المروعة في قطاع غزة في سياق جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي خاصة في شمال القطاع خلال الأسابيع الماضية".

وأوضح أن المجموعة تطالب مجلس الأمن بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة وذات مصداقية للتحقيق في هذه الجرائم، واتخاذ خطوات جدية لمنع طمس الأدلة والبراهين لمساءلة ومحاسبة مرتكبيها وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.

وأشار إلى أن المجموعة العربية تتطلع إلى المؤتمر الإنساني الذي ستستضيفه القاهرة في الثاني من كانون الأول/ديسمبر القادم، في سياق جهود توفير الدعم الإنساني الكافي للقطاع. وأضاف أن المجموعة العربية "تؤكد على أن السلام العادل والشامل في المنطقة، لا يمكن تحقيقه دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي العربية المحتلة".

وقال هاشم بصفته مندوبا دائما للبنان إن "الأساس يبقى هو وقف العدوان ووقف إطلاق النار فورا، وانسحاب إسرائيل من كافة الأراضي اللبنانية المحتلة".

ونبه إلى أنه كلما استمرت إسرائيل بخروقاتها البرية والبحرية والجوية لسيادة لبنان، وتهربت من إظهار الحدود البرية المعترف بها دوليا، "كلما ساهمت بالتأسيس لحروب مستقبلية نعمل جاهدين لتلافيها".