وكالات - النجاح الإخباري - أثار الرئيس التونسي قيس سعيّد جدلاً واسعاً بعد تصريحات جديدة هاجم فيها المعارضة التي قال إن مكانها في القمامة، بعدما حمّلها مسؤولية الوضع البيئي المتردي في ولاية صفاقس (جنوب شرق).

 

وخلال استقباله، مساء الأربعاء، وزيرة البيئة ليلى الشيخاوي، تطرّق سعيّد إلى الوضع البيئي في ولاية صفاقس، التي تشهد حالياً احتجاجات كبيرة بسبب تراكم أطنان من القمامة في الشوارع.

 

وقال “صفاقس تشكو منذ عشرات السنين من الوضع البيئي المتردي، وكان يمكن أن تكون مدينة سياحية جميلة، فضلا عن أنها مدينة صناعية”.

 

واتّهم الرئيس المعارضة بالتسبّب في الوضع البيئي المتردي داخل المدينة، وخاصة بعدما قام البعض بإشعال الحرائق في مكبّات القمامة، وهو ما تسبب بتلوّث بيئي واسع.

 

وأضاف “تونس دولة موحّدة، وهناك إجراءات عاجلة لا بدّ من اتّخاذها، ومن يتحدث اليوم عن إسقاط الدولة فهو في مزبلة التاريخ ومكانه القمامة التي تركها تتراكم على مدى أسابيع وأشهر”، في إشارة إلى المعارضة.

 

وأثارت تصريحات سعيد جدلاً واسعاً، إذ اعتبرت المعارضة أن الرئيس يحاول التنصّل من المسؤولية عن الوضع البيئي المتردي في صفاقس وتحميلها للمعارضة، بعد “عجزه” عن حل مشكلة القمامة المتواصلة في المدينة.

 

وكتب عبد الوهاب الهاني، رئيس حزب المجد، “تصريح تآمري وغير موفَّق لرئيس الجمهوريَّة أمام وزيرة حكومته للتَّدابير الاستثنائيَّة للبيئة، بعد العجز التَّام للسُّلطات في تأمين في رفع القمامة ومعالجة أزمة النَّفايات المنزليَّة وبعد التَّصريحات اللَّا مسؤولة لوالي التَّدابير الاستثنائيَّة على صفاقس العاصمة للاقتصاديَّة للبلاد العاجز عن معالجة الأزمة البيئيَّة وعن التَّحدُّث والتَّصرُّف كمسؤول محترم في دولة محترمة”.

 

 

وكتب القيادي في حركة النهضة، رفيق عبد السلام، “أكبر انجاز عمله قيس سعيد أنه عطّل كل المؤسسات واستولى على الدولة ثم جوّع الشعب ونكل به شر تنكيل، ثم أضاف الى كل ذلك -بمعية ولاته الميامين- تكديس القمامة في المدن، ولعلّ أبرز مشهد لذلك هو محنة صفاقس المنكوبة، حتى لكأن شعار المرحلة التي يقودها قيس هو “القمامة في كل مكان”. والغريب في الأمر أنه يتوهم نفسه نبياً مرسلاً وملاكاً ملهماً نزل علينا من السماء، لحل أزمات البشرية “المعذّبة ” في كل مكان وليس في تونس المحروسة فقط”.

 

 

ودوّن هشام العجبوني، القيادي في حزب التيار الديمقراطي، “أوّل ملفّ واجه قيس سعيّد مباشرة بعد 25 جويلية (تموز) هو ملف النفايات في صفاقس. وبعد حوالي 16 شهراً من الحكم المطلق والسلطات الفرعونية مازال هذا الملفّ يراوح مكانه، بل زاد تأزّماً وتعقيداً، مثل كل الملفّات التي وضع قيس سعيد يده عليها!”.

 

وأضاف “لو خصّص قيس سعيّد 1 في المئة من الوقت الذي خصّصه لشتم معارضيه والتحريض عليهم لملفّ النفايات في صفاقس لتمّ إيجاد حلّ له”.

 

وتابع بالقول “صرّحت منذ يومين أن قيس سعيّد رئيس جمهوريّة “على وجه الخطأ” وأجزم الآن أنّه غير مؤهّل حتى لإدارة “عُطريّة” (حانوت صغير)، فما بالك بدولة؟ سيرحل قيس سعيّد، عاجلاً أم آجلاً وبإرادته أو بدونها، وكونوا متأكدين أنّه سيخرج من الباب الصغير وغير مأسوف عليه، تماما كمن سبقوه”.

 

 

يُذكر أن اتحاد الشغل نظّم، الخميس، وقفة احتجاجية -شارك فيها المئات- أمام مقرّ ولاية صفاقس للتنديد بتواصل أزمة النفايات والغازات السامة الصادرة عن حرائق مكبّات القمامة في المدينة.

 

ومنذ إعلانه عن “تدابيره الاستثنائية” في تموز/يوليو 2021، دأب الرئيس قيس سعيّد على كيل “النعوت” والاتهامات للمعارضة، على غرار “التآمر على البلاد” و”محاولة تفجير الدولة من الداخل” و”الدعوة للتدخل الأجنبي في البلاد”، وردت المعارضة باتهام سعيّد بـ”الانقلاب على المسار الديمقراطي” و”إعادة الديكتاتورية للبلاد”.