وكالات - النجاح الإخباري - أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، في كلمة، الثلاثاء، بمناسبة إكمال إنهاء الوجود الأميركي في أفغانستان أنه يتحمل “مسؤولية” قرار الانسحاب، واعتبره أنه “القرار الأفضل والصحيح للولايات المتحدة”.

وقال بايدن للصحفيين في البيت الأبيض: “إننا بعيدون عن انتهاء المهمة” مشيرا إلى أن أولويته في المرحلة المقبلة هي ضمان عدم استخدام أفغانستان لشن هجمات على الولايات المتحدة.

وقال: “سنتابع أفعال طالبان وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها، ولا مصلحة لنا بالبقاء في أفغانستان باستثناء ردع أي هجوم على الولايات المتحدة.. سنواصل الكفاح ضد الإرهاب في أفغانستان وفي كل مكان”.

وأكد الرئيس الأميركي بعد إنجاز الانسحاب الأميركي من أفغانستان أن الخيار الذي كان متاحا أمامه كان “إما المغادرة أو التصعيد. لم أكن مستعدا لإطالة أمد هذه الحرب إلى ما لا نهاية وأمد الخروج إلى ما لا نهاية”.

وقال: “الأول من مايو كان موعد الرحيل الذي أقره سلفي (دونالد ترامب). منذ تولي منصبي كانت طالبان في أفضل وضع منذ 2001 واستحوذت على حوالي نصف البلاد. البعض كان يرى الاستمرار فيما نفعله لكن الحقيقة كل شيء تغير. الخيار كان إما الرحيل أو عودة عشرات الآلاف من الجنود للحرب”.

وأكد أن كبار مستشاريه العسكريين والمدنيين والقادة على الأرض نصحوه بضرورة عدم البقاء هناك وسحب الجنود المتبقين.

وأضاف الرئيس في معرض تبريره لقرار الانسحاب، إنه لا يعتقد أن “الأمن والأمان في أميركا سيتعززان من خلال استمرار الوجود العسكري في أفغانستان”، مشيرا إلى أنه نفذ تعهدا انتخابيا قطعه على نفسه بإنهاء الحرب. وأضاف: “بعد 20 سنة من الحرب، أرفض ذهاب جيل جديد هناك.. أنفقنا 2 تريليون دولار.. حوالي 300 مليون دولار كانت تنفق يوميا. جرح أكثر من 27 ألف عسكري وتوفي أكثر من 2400 “.

وقال إن الولايات المتحدة بقيت في أفغانستان لمدة 10 سنوات بعد تحقيق الهدف من الذهاب إلى هناك وهو القضاء على أسامة بن لادن في أيار 2011.

وأكد بايدن على ثقته في أن الولايات المتحدة قادرة على التعامل مع خطر الإرهاب دون وجود جنود على الأرض، و”قد أظهرنا قدرتنا على ضرب “داعش” بعد الهجوم الأخير في كابل”.

ووصف الرئيس الجسر الجوي الأميركي لإجلاء أكثر من 120 ألف شخص من أفغانستان بأنه “نجاح استثنائي”، وقال: “لقد أنجزنا واحدا من أكبر الجسور الجوية في التاريخ… لم تنجز أي دولة شيئا مثله قط، فقط الولايات المتحدة لديها الإمكانية والإرادة والقدرة على القيام بذلك”.

وتعهد الرئيس الأميركي بمساعدة المواطنين الأميركيين الذين لا يزالون في أفغانستان على المغادرة، وقال “بالنسبة للأميركيين الذين لا يزالون (في أفغانستان) نقول إنه لا مهلة زمنية. نحن ملتزمون بإخراجهم إذا كانوا راغبين بذلك. 90 في المئة خرجوا ومن تبقوا لايزالون قادرين على ذلك إن أرادوا”.

وأكد أن واشنطن لديها القدرة على التأكد من وفاء طالبان بالتزاماتها بشأن “ضمان سلامة مرور الأميركيين وأي شخص عمل معنا”.

وتوعد الرئيس تنظيم “ولاية خراسان” التابع لـ”داعش” بمزيد من الرد، وكان التنظيم قد نفذ هجوما قرب مطار كابل الخميس الماضي أودى بحياة 13 عسكريا أميركيا وعشرات الأفغان. وقال بايدن “سنواصل الحرب ضد الإرهاب في أفغانستان ودول أخرى”، مضيفا “إلى تنظيم “ولاية خراسان.. لم نفرغ منكم بعد”.

وقال:” أي شخص يريد إلحاق الأذى بنا أو حلفائنا أو ينخرط في الإرهاب، لن نرتاح. لن ننسى، ولن نسامح، وسوف نلاحقكم إلى آخر أصقاع الأرض وستدفع الثمن النهائي”.

وتعهد بالاستمرار في مساعدة الأفغان عبر “الدبلوماسية والنفوذ الدولي والمساعدة الإنسانية” مضيفا” “سننخرط في بدبلوماسية تمنع عدم الاستقرار والعنف، وسوف نستمر في الدفاع عن الحقوق الأساسية للشعب الأفغاني خاصة النساء والفتيات”.

وأسدل بايدن الستار على حرب العشرين عام ، الأكثر كلفة (ماليا) في تاريخ حروب الولايات المتحدة ماليا، وسط انتقادات شديدة يتعرض لها الرئيس الأميركي من قبل معارضيه في الحزب الجمهوري، وحلفائه في الحزب الديمقراطي، والأغلبية الساحقة من وسائل الإعلام، بسبب الفوضى و”ضعف” قيادة بايدن لعملية الانسحاب.

وتظهر الاستطلاعات الأولى للرأي بعد خطاب بايدن تراجع طفيف في معدل رضاء الأميركيين عن قيادة بايدن للانسحاب.