النجاح الإخباري - أثار "صمت" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول التصعيد العسكري الأخير بين إيران وإسرائيل، العديد من التساؤلات خصوصًا أن العلاقات بين الاحتلال وواشنطن شهدت تحسنًا كبيرًا في عهد ترامب بعد حالة من الفتور إبان فترة حكم باراك أوباما.

وشنّت إسرائيل، أمس السبت، سلسلة غارات جوية في سوريا على أهداف سورية وإيرانية، ردًا على اختراق طائرة إيرانية دون طيار مجالها الجوي، أُطلقت من سوريا، وذلك بحسب الجيش الإسرائيلي، لكن طهران نفت هذا الأمر.

وأعقب ذلك سقوط مقاتلة إسرائيلية "إف-16"، للمرة الأولى منذ عام 1982.

وذكر موقع "ديلي بيست" الأمريكي، أنه "بعد 12 ساعة من دخول إيران وإسرائيل في أول مناوشات عسكرية فعلية في تاريخ علاقاتهما المضطربة، ما أسفر عن إسقاط المقاتلة الإسرائيلية f-16، ظلت الولايات المتحدة الأمريكية صامتة".

وأشار الموقع إلى "قضاء ترامب يوم السبت في البيت الأبيض ينشر مجموعة من التغريدات على حسابه في تويتر عن الرجال المتهمين بالاعتداء على النساء، فضلًا عن مهاجمة الحزب الديمقراطي، ومكتب التحقيقات الفيدرالي إف بي آي، ووزارة العدل، ومدير إف بي آي السابق جيمس كومي".

ونقل الموقع عن السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل دان شابيرو قوله إن "ما حدث يؤكد أن البيت الأبيض في أزمة.. من الواضح أن الرئيس ترامب مشتّت بالتحقيق الروسي وانهيار موظفي البيت الأبيض"، وأضاف شابيرو: "لأن وزارة الخارجية غابت عن الدخول في المناقشات مع إسرائيل، أصبحت العلاقة الأمريكية الإسرائيلية يديرها 3 أو 4 أشخاص تحت حكم ترامب، وهذا لا يصلح لإدارة الأزمات في الوقت الحالي نظرًا لضرورة تنسيق الردود على الصعيد السياسي، والاستخباراتي، والعسكري، والدبلوماسي"، وتابع بقوله: "تؤثر فوضى الإدارة الأمريكية على مصالح الولايات المتحدة في الخارج ومصالح الحلفاء الرئيسيين أيضًا"، على حد تعبيره.

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية أصدرت بيانًا، وصفه موقع "ديلي بيست" بالغريب، أكد أن الولايات المتحدة "لم تشارك في العمل العسكري الإسرائيلي في سوريا، بينما تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات التي تتعرّض لها أراضيها وشعبها".

بدورها، أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن "مخاوف واشنطن العميقة من تصاعد العنف على الحدود الإسرائيلية"، لكنها أعربت أيضًا عن "دعمها لحق إسرائيل في الدفاع عن سيادتها".

وقال القنصل العام الإسرائيلي السابق في نيويورك ألون بينكاس، إن الولايات المتحدة "لم تعد شرطة منطقة الشرق الأوسط"، وأضاف بينكاس أن "الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بدأ تلك السياسة ويواصلها ترامب حاليًا لكن بإيقاع مختلف"، معتبرًا أن "هذا واضح في التعامل مع مصر، وليبيا، والحرب الأهلية السورية، واليمن.. لذا ما يحدث ليس مفاجئًا".

نزاع مع بوتين

وبحسب الموقع، فإنه بعدما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أيضًا بعد ظهر أمس السبت إسقاط إحدى مروحيات القوات التركية في سوريا أثناء مهمة ضد القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، أثيرت الاحتمالات القديمة للحرب بالوكالة بين حلفاء أمريكا وروسيا.

ورأى الموقع أن “أحداث السبت الماضي وقع ضحيتها أيضًا آلية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعدم نشوب نزاع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الحليف الأول للرئيس السوري بشار الأسد".

وأشار الموقع إلى "زيارة نتنياهو إلى موسكو في 30 يناير/ كانون الثاني الماضي عندما قال: أعتقد أن أهم شيء هو التأكد من أننا نفهم بعضنا البعض ولا نسقط طائرات بعضنا البعض، وقررنا أيضًا عدم إطلاق النار على بعضنا البعض واتباع آلية تضمن حفاظنا على ذلك".

وسارعت وزارة الخارجية الروسية، السبت، إلى إصدار بيان "يحمل -بحسب ديلي بيست وجهين دبلوماسيين، إن لم يكن يدعم الرئيس السوري بشار الأسد دعمًا صريحًا".

وقال بيان الخارجية الروسية إننا "نحث جميع الأطراف المعنية على ضبط النفس وتجنب أي خطوات من شأنها أن تؤدي إلى تردي الوضع، ونعتبر من الضرورة الاحترام الكامل لسيادة وسلامة أراضي سوريا وغيرها من دول المنطقة، ومن غير المقبول على الإطلاق خلق تهديدات على حياة وأمن العسكريين الروس المتواجدين في سوريا تلبية لدعوة من حكومتها الشرعية من أجل مساعدتها في الحرب ضد الإرهابيين".

وعلّق المحلل السياسي زفي بارئيل في مقال له بصحيفة "هآرتس" العبرية، قائلا إنه "يمكن للخلافات والتصدعات أن تظهر حال افترضنا أن روسيا تسيطر على جميع التحركات العسكرية والدبلوماسية في سوريا.. روسيا لم تتمكن من إيقاف تركيا عن غزو شمال سوريا، وفشلت في أن يكون مؤتمر سوتشي في أواخر يناير/ كانون الثاني خطوة مهمة لوقف إطلاق النار بشكل شامل للتفاوض فيما بعد على تأسيس حكومة انتقالية، فضلًا عن أنها لم تعترض على نشر قوات موالية لإيران في جنوب سوريا ما يثير المخاوف الإسرائيلية".

ومع نهاية يوم المواجهة الإيرانية والإسرائيلية، أبلغ نتنياهو الإسرائيليين أنه "قال لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، إن سياسة إسرائيل واضحة، وإنها سوف تدافع عن نفسها ضد أي عدوان وأي محاولة لانتهاك سيادتها".

وطبقًا لمصادر حكومية الإحتلال الإسرائيلية، فإن بوتين رد على ذلك قائلًا: "يجب تجنب التحركات التي تؤدي إلى تصعيد العنف في المنطقة".