النجاح الإخباري - تناول الكاتب البريطاني ديفيد هيرست في مقال تحليلي بعض ما ورد في كتاب "الغضب والنار" الذي نشر أسرارا لأول مرة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته وأسرته، ورأى أن كرة النار والغضب المتمثلة في ترامب تقدم للعالم خدمة، إذ تفرض على العالم إعادة التفكير في نظام دولي بدون الولايات المتحدة الأمريكية.

وكتب هيرست أن مؤلف الكتاب مايكل وولف "رسم صورة ذكية واستصدر غلاف كاتالوغ كاملا من الأدلة الدامغة على ترامب وإدارته".

وحسب ما توصل إليه هيرست بعد قراءته للكتاب، فقد خلص إلى بداية نهاية الإمبراطورية الأمريكية على يد ترامب، منوها بأن هذا ما يحدث الآن في واشنطن، وشدد على بعض النقاط الرئيسية في الكتاب، وأضاف، "ترامب يحب الأشياء الكبيرة والصور الكبيرة وغير مؤهل".

وحسب الكاتب، ترامب غير مؤهل لحكم البلاد فهو مغرم بالأسماء الكبيرة، يحب الصور الكبيرة وليست لديه القدرة على البت بأمر، وهو مسكون بالإعلام والصور، إنه "مغرم حرفيا بالصور الكبيرة، يحب أن يراها، يحب أن يرى الأثر المترتب عليها ..أشياء كبيرة، نحتاج إلى أشياء كبيرة"، هذا ما كان ينطق به في كثير من الأحيان وهو يهتاج غضبا، "هذا ليس شيئا كبيرا، أحتاج إلى شيء كبير، أحضروا لي شيئا كبيرا، هل تفهمون ماذا يعني أن يكون الشيء كبيرا؟"، وأضاف، "بهذا الشكل حل على الشرق الأوسط عقل ترامب الضجر والمتذمر والفارغ تماما، فهو دائم العبارة، من الذي يملك السلطة والنفوذ؟ أعطوني رقم هاتفه."

وتابع هيرست أن الكتاب يبرز وجود "تحيز يبعث على الفضول" بين ترامب ومحمد بن سلمان ولي العهد السعودي، فرحلة الرياض كانت شيئا كبيرا، إذ سارع السعوديون مباشرة إلى شراء ما قيمته 110 مليارات دولار من الأسلحة الأمريكية وما مجموعه 350 مليار دولار على مدى عشر سنوات، وبعد الزيارة اتصل ترامب بأحد أصدقائه في أمريكا ليقول له كم كانت يسيرة هذه العلاقات الخارجية وكيف أضاع أوباما الفرصة وكم أشاد بزوج ابنته جاريد كوشنر قبل بدء الرحلة، "لقد تمكن جاريد من كسب العرب إلى جوارنا بالكامل ..تمت الصفقة".

وأوضح أن الرعب بات يدب في حلفاء أمريكا لمدى عطالة وانعدام قدرة الرجل الذي يدير البيت الأبيض، فأول ما سيخطر ببال الزعماء الأجانب الذين يعتمدون على علاقات بلادهم العسكرية أو الاقتصادية مع الولايات المتحدة هو أن ينأوا بأنفسهم قدر ما يستطيعون ويبتعدوا ما وجدوا إلى ذلك سبيلا عن هذا الرجل الحارق لذاته، هذا الخاسر المتربع داخل البيت الأبيض، وأضاف، حتى لو اعتبروا أن 20% مما أورده وولف في كتابه هو من اختيارات أو مبالغات كبير الاستراتيجيين ستيف بانون، فإن الـ 80% الباقية سيقال إنها مدمرة، حسب هيرست.

وأشار إلى أن فكرة ترامب الكبرى، انتهت لتحقيق نجاح خارق في الشرق الأوسط قبل أن تبدأ برأي الكاتب، فإدارته ستقطع الخيط الأخير مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الطرف الوحيد الذي يمكن التفاهم معه بسبب قرار القدس، ولم يكن سحب التمويل الذي تقدمه الولايات المتحدة إلى منظمة غوث اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إلا البداية. 

ولفت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هو الآخر الذي من المفروض أن يكون أكثر المستفيدين من ترامب الذي ألهمه بضم المستوطنات المحيطة بالقدس، لا بد أنه بدأ يراجع نفسه بشأن الضرر الذي يمكن أن يسببه له ترامب، لن يكون باستطاعة دولة إسرائيل الاستمرار بهدوء في توسيع حدودها أكثر فأكثر داخل الضفة الغربية إذا ما سحب البساط المالي من تحت أقدام السلطة الفلسطينية، واضاف، بنفس الطريقة، لا بد أن تساور القوى الأوروبية التي ساعدت في التفاوض على صفقة النووي مع إيران هموم ثقيلة حول ما لدى ترامب من إمكانية لتحطيم ذلك الإنجاز النادر في مجال السياسة الخارجية لأي إدارة أمريكية سابقة.