منال الزعبي - النجاح الإخباري - يحتفي الفيسبوك بمئوية نيلسون مانديلا الأفريقي الأسود، رغم أنَّ مارك أبيض إلا أنَّه خيرًا يفعل إذ يُذكِّر العالم بهذه الشخصيّة التي حملت لواء العدل، وقامت من تحت أنقاض الظلم مشرعةً نفسها رمحًا في قلب كلِّ مُضطَهد، ولد أسود وعانى الكثير من الظلم إلا أنَّه ما استسلم وكان مُلهمًا فترك أثرًا نُقِش في ذاكرة البشريّة.

في الذكرى المائة لمولد نيلسون مانديلا الرئيس الأسبق لجنوب أفريقيا، نتذكر هذا الرجل كأحد أبطال الدفاع عن حقوق الإنسان والكرامة والحرية. نقف عند سيرته بهدوء ولنا أن نتخيَّل التأثير الذي يمكن لكلٍّ منّا تحقيقه إذا شرَّعنا أبواب الحكمة في قلوبنا، إذا دقّقنا النظر في أحوالنا وحاولنا إحداث فارق في حياة الآخرين.

وقد احتفلت منظمة "ذا ايلدرز"، بمئوية الرئيس والزعيم الجنوب أفريقي الراحل، نيسلون مانديلا، في احتفالية ضخمة بالعاصمة جوهاينسبرج.

وزرعت المنظمة،( 100) شجرة باسم (100) شرارة أمل حول العالم، في الدفاع عن الحريات وحرية التعبير والديمقراطية.

مكث مانديلا (27) عامًا في السجن، أولاً في جزيرة روبن آيلاند، ثمَّ في سجن بولسمور، وسجن فيكتور فيرستر. وبالموازاة مع فترة السجن، انتشرت حملة دوليَّة عملت على الضغط من أجل إطلاق سراحه، الأمر الذي تحقق عام (1990) وسط حرب أهلية متصاعدة. صار بعدها مانديلا رئيساً لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي ونشر سيرته الذاتية وقاد المفاوضات مع الرئيس دي كليرك لإلغاء الفصل العنصري وإقامة انتخابات متعددة الأعراق في عام (1994)، الانتخابات التي قاد فيها حزب المؤتمر إلى الفوز. انتخب رئيساً وشكَّل حكومة وحدة وطنية في محاولة لنزع فتيل التوترات العرقية. كرئيس، أسس دستوراً جديداً ولجنة للحقيقة والمصالحة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في الماضي، وركَّز على قضيّة التعليم وأهميته في بناء الأمم والارتقاء بها.

كرجل صُنِّف من حكماء الدولة، أنشأ مؤسسة نيلسون مانديلا ركز فيها على العمل الخيري في مجال مكافحة الفقر وانتشار الإيدز، ومحاربة العنصرية، وفرض العدل وإقامته ومناصرة المضطهدين.

أثارت فترات حياته الكثير من الجدل، وتلقى أكثر من (250) جائزة، منها جائزة نوبل للسلام (1993) و ميدالية الرئاسة الأمريكية للحرية ووسام لينين من النظام السوفييتي. يتمتع مانديلا بالاحترام العميق في العالم عامة وفي جنوب أفريقيا خاصة، حيث غالباً ما يُشار إليه باسمه في عشيرته (ماديبا أو تاتا) ، وفي كثير من الأحيان يوصف بأنَّه "أبو الأمة".

الأبطال الملهمون أمثال مارتن لوثر الأوروبي،  أو ألمهاتما غاندي الهندي، أو نيلسون مانديلا الإفريقي، يستحقون أن نقف على أثرهم ونتأنى قليلًا ونحن ندرس خطواتهم في هذه الحياة.