إسراء بشارات - بمشاركة منال الزعبي - النجاح الإخباري -

وحدها القراءة  التي تعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة، لأنها تزيد هذه الحياة عمقًا.

وتعتبر القراءة  من الأنشطة التي تثري حياتنا وتغذي الذهن بكميات كبيرة من المعلومات والمعرفة، فضلًا عن أهميتها في الترفيه والتسلية، فثمَّة الكثير من الكتب والروايات التي تصبح في أغلب الأحيان ملاذًا للكثير من القراء لخلق  خيال يتعايش مع  الحالة النفيسة للقارئ بعيدًا عن ضغوطات الحياة اليومية.

عندما نقرأ، فإننا لا نحسّن عمل ذاكرتنا فحسب، بل أظهرت الأبحاث أنَّها تجعلنا نشعر أفضل وتجعلنا أكثر إيجابية، فالعلم أظهر أنَّ للقراءة منافع صحية رائعة، فهي تساعد على مواجهة الإحباط، وخفض التوتر.

ومن خلال سؤال الطلبة عن القراءة الخارجية اعتبرت طالبة في قسم القانون في جامعة النجاح الوطنية القراءة مصدر الهام لها، للهروب من ضغوطات الدراسة والواجبات الجامعية، فتتنوع قراءتها بين الكتب والروايات السياسية والقانونية والتاريخية؛ لتثري ذاكرتها بالمعلومات وتغذي روحها بما هو مفيد وتقول: "آخر كتاب قرأته كان كتاب( الأبواب الموصدة) ، وكل كتاب يستغرق معي ثلاثة أيام لقراءته."

ومن جهته يقول طالب آخر في كلية القانون في جامعة النجاح: "أنا أفضّل قراءة الكتب البوليسية والرومانسية، والقراءة من الكتب أفضل من القراءة الإلكترونية لأنَّها أريح للعين وتجعلني أكثر تركيزًا، ويضيف أنا أحب القراءة كثيراً وأميل بين الحين والآخر لكتابة القصص القصيرة والمقالات، فالقراءة تزيد من الحس الفني للشخص وتزوده بمصطلحات ومفردات جديدة .

وطالبة أخرى في كلية الإعلام تقول: "أنا أميل كثيرًا لقراءة الكتب بالمقارنة مع الروايات وخصوصاً الكتب التاريخية والدينية (كسيرة خديجة وكتاب الفارس) وهما آخر كتب قرأتهم في العطلة وأستغرقت في قراءة كل كتاب من ثلاثة لأربعة أيام وأفضل القراءة من الكتب عن القراءة الإلكترونية."

وأشار البعض إلى أنَّنا نشهد اليوم تراجعًا كبيرًا في الإقبال على اللغة العربية، وقد يُقْبِلون بدلاً منها على غيرها من اللغات، فهناك فئة من القرّاء لا سيما الشباب تجذبهم  الكتب ذات الطابع الخفيف والمباشر، وأغلبها باللغة العامية، واللهجات المحلية، وكثيرًا ما يقع البعض منهم في حفرة التجريب حيث يختارون رواية لعنوانها البرَّق فيجدون فحوًا سخيفًا.

ويبيّن مؤشر القراءة العربي الذي أطلقته (قمة المعرفة 2016) بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والذي يسلط الضوء على واقع القراءة في العالم العربي، أنَّ العرب يقرأوون بمتوسط 35 ساعة سنويًا، ويفيد بأنَّ الجيل العربي الجديد لم يعد يقرأ الكتب، إلا نادرًا، لأسباب عدة في مقدمتها أساليب التعليم والنشأة، ووسائل الإعلام المتعددة، وضيق الوقت، ومشاغل الحياة اليومية، وارتفاع أسعار الكتب، وضعف التوجيه والانتقاء.

مشكلات عديدة تواجه صناعة الكتاب في الوطن العربي وتفرض عليه قيودًا كثيرة مثل الرقابة السياسية، والعزوف عن القراءة، والسرقات الأدبية، والكتب الرديئة التي تسيء إلى الكتاب الجيد، وعدم الاهتمام من المؤسسات الثقافية حكومية ومدنية، إلى جانب عدم وجود دار وطنية تُعنى بالنشر وتعمل على تسويق الإبداعات المحلية والتعريف بالكُتَّاب والعمل على ترجمة نتاجهم إلى لغات عالمية، كل هذه العوائق وغيرها تساهم بل تقف حاجزًا أمام صناعة الكتاب.

وعلى الصعيد الآخر تقف الإلكترونيات ومواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت تجتاح حياتنا اليومية، فنحن نعيش في عصر تنوّعت فيه طرق الحصول على المعرفة السمعيّة والبصريّة ألا أنَّ الكتاب يبقى الوسيلة الأفضل للقراءة فهل سيصمد كثيرًا؟