نابلس - النجاح الإخباري - إيران وحزب الله اللبناني يظهران تأنيًا واضحًا في الرد على عمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل مؤخراً، مما  وذلك يعكس استراتيجية دقيقة لتجنب تصعيد سريع في المنطقة.

وحول ذلك تحدث الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات لـ"النجاح الإخباري"، وناقش التصريحات الأخيرة للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله حول التأني في الرد وأبعاد هذا التأني وتأثيره على الوضع الإقليمي.

استراتيجية التأني في الرد

حيث أوضح عبيدات أن فترة الانتظار التي تلازم الرد هي جزء من الحرب النفسية التي يشنها محور المقاومة، والذي يضم حزب الله اللبناني وإيران وجماعة أنصار الله اليمنية، ويرى أن خطاب نصرالله الأخير يشير إلى أن الرد قادم وأن "الكلمة للميدان". وأكد عبيدات أن الرد سيكون قوياً وفعالاً، وسيستهدف أهدافاً استراتيجية داخل إسرائيل مثل المصانع والموانئ والمطارات والقواعد العسكرية، بالإضافة إلى منشآت حيوية أخرى كمنصات الغاز ومحطات الكهرباء والمياه.

حدود الرد وتأثيره الإقليمي

وفيما يتعلق بمدى محدودية الرد، أشار عبيدات إلى أن هناك احتمالية لتصاعد الأمور إلى حرب إقليمية. وأكد أن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، وضح أن الرد الإيراني سيكون قوياً ومؤثراً، خصوصاً بعد رفع الأعلام الحمراء في قم كرمز للثأر، واعتبر عبيدات أن هذه المعركة قد تتطور بناءً على حجم الضربة المتوقعة من محور المقاومة والرد الإسرائيلي عليها.

دور الولايات المتحدة وتصاعد التوترات

كما ناقش عبيدات دور الولايات المتحدة في التصعيد الحالي، مشيراً إلى أن الأمريكيين يرغبون في توسيع نطاق الحرب، وذكر أن وزير الدفاع الأمريكي ليون أوستن وقائد الجيوش المركزية الأمريكية مايكل كوريلا يقومان بالإشراف على إعادة انتشار القوات الأمريكية في المنطقة، مما يعكس نية الإدارة الأمريكية في الدفاع عن مصالحها وليس فقط عن إسرائيل.

وأوضح عبيدات أن الولايات المتحدة تسعى لمنع تقدم روسيا والصين في المنطقة، وأنها تدعم إسرائيل في هذا الصراع لتحقيق هذه الأهداف. وأوضح أن المعركة مع الصين انتقلت إلى الشرق الأوسط، وأن أمريكا معنية بالتصعيد لمنع تقدم الصين وروسيا وملء الفراغ في المنطقة.

وفي الختام أكد عبيدات أن الأمور تتجه نحو تصاعد كبير في التوترات، وأنه لم يعد هناك ثقة بأن الولايات المتحدة تسعى لتهدئة الأوضاع، وخلص إلى أن المحور المقاوم يستعد لرد قوي ومؤثر، وأن التصعيد الحالي قد يتسع ليشمل حرباً إقليمية واسعة النطاق.