نابلس - هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - صرَّح الناطق الرسمي باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين سامي مشعشع بأنَّ قرار دولة الاحتلال حول إغلاق مدارس "الأونروا" في القدس، اعتبارًا من مطلع العام الدراسي القادم، مجرد حديث إعلامي إسرائيلي لم يتم تأكيده بشكل رسمي حتى اللحظة.

وأكَّد في تصريح لإذاعة "صوت النجاح" أنَّ الأونروا تسعى للحصول على توضيح رسمي حول حقيقة إغلاق مدارس الأونروا ومنشآتها.

وأوضح أنَّ الوكالة تتعرض لهجمة تسعى لإنهائها وليس فقط إضعافها في القدس وكافة المناطق الخمس التي تعمل بها في الشرق الأوسط.

وأشار إلى أنَّ ردَّ المجتمع الدولي على الهجمة الشرسة على الأونروا وإفشالها، دفع الاحتلال للتركيز بقوة على القدس كمحاولة لتهويد البلدة القديمة، ومن ثمَّ انتقلت إلى مخيم شعفاط وحاول الاحتلال بأي طريقة طرد الوكالة منه وفشل بذلك.

وحذَّر مشعشع من مغبة استخدم ورقتي القدس والأونروا لزيادة الأصوات في الانتخابات الإسرائيلية.

واعتبر مشعشع أنَّ ما تتعرض له الأونروا التي تعمل على الميدان منذ (1950) وفي القدس منذ (1967)، أمرًا مقلقًا وخطيرًا.

ولفت إلى أنَّ (6) مدارس مهدَّدة بالإغلاق في القدس ضمن محيطها المباشر، وعدد من المدارس بباقي القدس، إضافة للعيادات والخدمات الصحية والإغاثية والإجتماعية.

وقال: "التهديد يطال وجود الوكالة ككل وليس فقط الخدمات، علمًا بأنَّ الخدمات في القدس محصورة لـ (100) ألف لاجئ".

وأضاف أنَّ ملف اللاجئين يعاني الأمرين منذ سنوات سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا وخاصة  في لبنان وسوريا والأردن وحرمانهم من أبسط الحقوق.

وأكَّد أنَّ لدى الاحتلال نيَّة مبيَّتة بجعل ملف اللاجئين في (2019) ساخنًا.

ولفت إلى أنَّ الوكالة بعد انهائها للعجز المالي بقيمة (446) مليون دولار العام الماضي، سيكون لها جهود في (29) من الشهر الجاري لإطلاق نداء استغاثة للضفة وغزَّة والقدس وسوريا من أجل الحصول على الدعم المالي، مؤكِّدًا أنَّ الأمور مبشّرة حتى اللحظة.

وأضاف أنَّه سيتم تجديد ولاية الأونروا هذا العام، وبالتالي ستكون هذه السنة مهمة وصعبة عليها.

وصرَّح بوجود صخب وتفاعل دولي من المتبرعين والدول المضيفة، جميعها تقف وراء الأونروا بقوة وتعزز من وجودها في القدس أمام محاولات إضعافها.

وقال: "يوجد تحرّكًا كبيرًا ليس فقط على مستوى ردود الفعل بل من خلال التحركات الناشطة لدعم الأونروا سياسيًّا وماديًّا".

وعن احتمالية تنفيذ الاحتلال لقرارها بإغلاق المدارس، عقب مشعشع قائلاً: "يوجد اتفاقية ملزمة على ضرورة حماية حصانة عمل الوكالة في القدس والاحتلال طرف موقع فيها، فإن لم تلتزم بها سيتبع ذلك ردود فعل قوية".

وذكرت القناة (13) العبرية أنَّ قرار الإغلاق جاء بعد أسابيع من اجتماع سرّي لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي في مكتب رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لإقرار خطّة لإغلاق وطرد المؤسسات التي تديرها الأونروا من القدس المحتلة.

يذكر أنَّ الوكالة الدولية تدير مخيم شعفاط شمالي القدس، وهو المخيم الوحيد في المدينة، ولكن لها عشرات العيادات الطبية والمؤسسات التعليمية وعشرات المدارس في المدينة نفسها.

وفي تشرين أول/أكتوبر الماضي، كشفت وسائل إعلام إسرائيليّة عن مخطط بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس، يهدف إلى سلب جميع صلاحيات الأونروا وإنهاء عملها وإغلاق جميع مؤسساتها في المدينة المحتلة، بما في ذلك المدارس والعيادات ومراكز الخدمات المعنية بالأطفال، بالإضافة إلى سحب تعريف شعفاط كـ"مخيم للاجئين" ومصادرة جميع الأرض المقام عليها المخيم.

يُذكر أنَّ رئيس بلدية الاحتلال في القدس السابق، نير بركات، كان قد صرّح بداية أيلول/ سبتمبر الماضي، أنه سيعمل على طرد الأونروا من المدينة المحتلة.

ومن المتوقع أن تؤثّر إجراءات الاحتلال بشكل مباشر وأساسي على (1200) طالب في مدرستين للبنات وأخرى للبنين في شعفاط، وعلى (150) طالبًا وطالبة في مدرسة الوكالة الابتدائية في وادي الجوز، بالإضافة إلى مدرسة الوكالة الابتدائية للبنات في سلوان التي تضم حوالي (100) طالبة، ومدرستي الوكالة الابتدائية والثانوية للبنات في صور باهر اللتان تضمّان نحو (350) طالبة.

ويأتي ذلك في أعقاب وقف المساعدات المالية الأميركية المقدَّمة للوكالة الأممية التي يعمل فيها آلاف الفلسطينيين وتوفر خدمات صحية وتعليمية وتزود الغذاء لمعظم اللاجئين، وسط مساع أميركية إسرائيلية إلى تغيير تعريف اللاجئين الفلسطينيين، ليقتصر على الجيل الأول من اللاجئين الفلسطينيين الذين أخرجوا من بلداتهم الفلسطينية قسرًا عام (1948)، دون الالتفات إلى الأجيال التالية التي أوصلت عدد اللاجئين إلى خمسة ملايين لاجئ في جميع أنحاء العالم.