غزة - خاص - النجاح الإخباري - بدأ آلاف النازحين، اليوم الإثنين، بالعودة إلى مدينة غزة وشمال القطاع، عبر شارعي الرشيد الساحلي وصلاح الدين، وسط قطاع غزة، بعد أن هجّرهم جيش الاحتلال قسرا من منازلهم جراء حرب الإبادة الجماعية.
وفي تمام الساعة السابعة صباحاً، بدأ النازحون بالعودة إلى شمال القطاع مشيًا على الأقدام عبر شارع الرشيد الساحلي.
وفي تمام التاسعة صباحا، سُمح للنازحين بالانتقال بالمركبات إلى شمال القطاع، بعد اخضاعها للتفتيش، وذلك من خلال شارع صلاح الدين.
وعبر أبو مؤمن عن فرحته العارمة بعد عودته من جنوب القطاع إلى شماله، وقال لـ"النجاح الإخباري": "شعور لا يوصف فرحة كبير نشعر بها الآن، بعد السماح لنا بالعودة إلى ديارنا".
وأضاف أبو مؤمن: "16 شهراً، ونحن بعيدون عن ديارنا وحارتنا، وآن الأوان أن نعود إليها"، مشيراً إلى أنه في حال وجد بيته مقصوفاً سيضع خيمة على ركام المنزل للسكن فيها. حسب قوله.
وكان الآلاف أمضوا الليلتين الماضيتين في العراء على شارعي الرشيد وصلاح الدين، رغم البرد القارس في انتظار سماح قوات الاحتلال لهم بالعودة إلى ديارهم بعد أن أجبرتهم على مغادرتها والنزوح إلى الجنوب.
سنعمّر غزة
وافق أحمد حكيم سابقه بالرأي، بأن الفرحة اليوم كبيرة جداً، بعد السماح لهم العودة إلى ديارهم، لافتاً إلى أنه متواجد بالقرب شارع الرشيد منذ يوم السبت الماضي، أي ثلاثة أيام في البرد القارص ينتظر السماح لهم بالعبور والتوجه إلى الشمال.
وتابع حكيم في حديثه لـ"النجاح الإخباري"، آخر 3 أيام قضيتها في شارع الرشيد، كان البرد قرص جداً، لكن بحمد الله عدينا هذه الأيام".
وأردف قائلاً، "بعد سنة ونصف اليوم سمح لنا العدو بالعودة، ونقول له إن أهل غزة سيعمرونها وستكون أجمل من السابق".
ويقطع غالبية النازحين طريق العودة عبر شارع الرشيد، مسافة 7 كيلومترات على الأقل، سيرا على الأقدام.
ويمتد شارع الرشيد الساحلي من شمال القطاع إلى جنوبه، وشهد خلال حرب الإبادة على مدار 470 يوما، عشرات المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق المواطنين الذين كانوا في طريقهم للنزوح من الشمال إلى الجنوب.
شعور لا يوصف
من جانبها، قالت أم محمد إن عودتي للديار بعد 16 شهراً، أمر مفرح جداً جداً، شعور لا يوصف من الفرح والسعادة.
وأضافت في حديثها لـ"النجاح الإخباري": "رحم الله شهدائنا وشفى جرحانا، الآن علينا أن نقوم من أجل بناء منازلنا وسنصبر كما صبرنا في هذه الحرب".
وتابعت "سأضع خيمة فوق ركام منزلي، وبعدها سنعمر ما هدمه الاحتلال.. وبإذن الله سينصرنا الله لنعود إلى بلداتنا المحتلة منذ عام 1948".
وفي السابع من أكتوبر عام 2023، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد وإصابة ما يزيد على 158 ألفا، معظمهم أطفال ونساء، وخلفت ما يزيد على 14 ألف مفقود.
وتسبب عدوان الاحتلال الإسرائيلي في تهجير أكثر من 85% من مواطني قطاع غزة أي ما يزيد على 1.93 مليون مواطن من أصل 2.2 مليون، من منازلهم بعد تدميرها، كما غادر القطاع نحو 100 ألف مواطن منذ بداية العدوان.