النجاح الإخباري - تحررت عائلة أبو حميد في مخيم الأمعري برام الله من قيود الاحتلال مجددًا، حيث أفرج أمس عن الأشقاء نصر ومحمد وشريف أبو حميد، ضمن المرحلة الثانية من صفقة "طوفان الأحرار"، بعد أن قضوا عقودًا خلف قضبان السجون الإسرائيلية. لكن الحرية جاءت مقرونة بالوجع، إذ سيُبعد الأشقاء الثلاثة إلى خارج فلسطين المحتلة.
تضحيات مستمرة
عائلة أبو حميد ليست كبقية العائلات الفلسطينية؛ فقد شهدت تضحيات جسيمة على مدى العقود الماضية. من بين سبعة أبناء للعائلة، استشهد اثنان وأمضى الأربعة الآخرون أحكامًا بالسجن المؤبد. أما الشقيق السابع، إسلام، فما زال معتقلًا منذ 2018.
الأسير نصر (51 عامًا)، الذي اعتقل منذ طفولته وأمضى ما مجموعه 30 عامًا في سجون الاحتلال، كان محكومًا بخمس مؤبدات. شقيقه شريف (49 عامًا) اعتقل منذ 2002 وصدر بحقه حكم بالسجن أربع مؤبدات، في حين حُكم محمد (42 عامًا) بمؤبدين و30 عامًا.
فقدت العائلة ابنها الشهيد القائد ناصر أبو حميد في نهاية 2022 نتيجة الإهمال الطبي المتعمد داخل السجون، ولا يزال الاحتلال يحتجز جثمانه حتى اليوم. كما استشهد شقيقهم عبد المنعم في 1994، وتعرض منزل العائلة للهدم خمس مرات، كان آخرها عام 2019.
تفاصيل المرحلة الثانية من صفقة "طوفان الأحرار"
تضمنت المرحلة الثانية من الصفقة، التي جاءت بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية، الإفراج عن 200 أسير فلسطيني، بينهم 121 محكومون بالسجن المؤبد، و79 بأحكام متفاوتة. كما شهدت هذه المرحلة إبعاد 70 أسيرًا إلى الخارج، و16 إلى قطاع غزة، بينما عاد الآخرون إلى منازلهم في الضفة الغربية.
وفق بيان مكتب إعلام الأسرى، فإن الأسرى المحررين توزعوا على الفصائل الفلسطينية كالتالي:
- 137 أسيرًا من حركة حماس.
- 26 أسيرًا من حركة فتح.
- 29 أسيرًا من حركة الجهاد الإسلامي.
- 3 أسرى من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
- 1 أسير من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
رمزية الصفقة وتأثيرها
صفقة "طوفان الأحرار"، التي تهدف لتحرير 1737 أسيرًا على مدار ستة أسابيع، تحمل دلالات عميقة، ليس فقط في تحقيق الحرية للأسرى، ولكن في ترسيخ وحدة العمل الفلسطيني بمواجهة الاحتلال. وقد جاءت هذه الصفقة بعد سنوات طويلة من التضحيات، لتعيد الأمل لعائلات الأسرى الذين انتظروا هذه اللحظة بفارغ الصبر.
تحرير الأشقاء أبو حميد يشكل رمزًا للصمود الفلسطيني، ويعكس التحدي المستمر الذي تخوضه العائلات الفلسطينية في وجه سياسات الاحتلال الممنهجة ضدها. ومع دخول الصفقة حيز التنفيذ، تبقى قصص الأسرى المحررين شاهدة على المعاناة، والصمود، والتضحيات التي لا تنتهي.