نابلس - النجاح الإخباري - شهدت الساعات الأولى من دخول الاتفاق حيز التنفيذ انتشاراً واسعاً للمواطنين في الأزقة والشوارع، تعبيراً عن فرحتهم بانتهاء التصعيد، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي لم يسمح لهذه الفرحة أن تكتمل، حيث استهدف المدنيين بشكل مباشر حتى اللحظة الأخيرة من دخول اتفاق وقف اطلاق النار حيز التنفيذ.
وحول ذلك أوضح الناطق بإسم الهلال الأحمر الفلسطيني رائد النمس في حديث خاص لـ"النجاح الإخباري، أن فريق الهلال الأحمر بدأ في محافظتي رفح وشمال غزة بتقييم الأضرار وإعادة تنشيط الأقسام لتقديم الخدمات مرة أخرى. وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي خلف وراءه دمارًا كبيرًا شمل المرافق البلدية والصحية، إضافة إلى شبكات الصرف الصحي والمنشآت التعليمية والجامعية. وأكد أن قطاع غزة بحاجة ماسة إلى دعم دولي حقيقي لإنقاذ الوضع الإنساني هناك.
جهود التبادل والتنسيق:
وفيما يتعلق بملف الأسرى الإسرائيليين، أشار النمس إلى أن هذا الملف يقع تحت مسؤولية اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بينما يركز الهلال الأحمر الفلسطيني على ضمان استدامة وقف إطلاق النار. الهدف الرئيسي، وفقًا له، هو تمكين الفرق الطبية والإغاثية من أداء دورها للتخفيف من معاناة السكان. وأضاف أن الهلال الأحمر وضع خطة استجابة تشمل إعادة تفعيل مقره في رفح وتجهيز مستشفى القدس الميداني الثاني في منطقة السرايا بمدينة غزة.
التحديات الصحية:
وفي ظل الانهيار الكامل للمنظومة الصحية، أكد النمس على صعوبة تحقيق الأهداف بشكل كامل، لكنه شدد على ضرورة البدء في تنفيذ الخطط الموضوعة، وأشار إلى الحاجة الملحة لفتح المعابر وضمان تدفق المساعدات الدولية والمحلية بشكل دائم للتخفيف من معاناة السكان.
المساعدات الإنسانية:
وعن دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، أوضح النمس أن الهلال الأحمر في حالة جاهزية تامة لاستقبال المساعدات وتوزيعها على المتضررين بالتعاون مع الجهات المحلية والدولية. لكنه أكد أن نجاح هذه الجهود يعتمد بشكل أساسي على التزام الجانب الإسرائيلي بالسماح بدخول المساعدات دون عوائق.
واختتم النمس حديثه بالتأكيد على أهمية العمل الجماعي وتضافر الجهود الدولية والمحلية لإعادة الحياة إلى طبيعتها في قطاع غزة وتلبية الاحتياجات العاجلة للسكان، مشددًا على ضرورة التدخل السريع لإنقاذ الوضع الإنساني المتدهور.
الدفاع المدني أمام تحديات كبيرة
وفيما يتعلق بدور الدفاع المدني، أشار محمود بصل الناطق بإسم الدفاع المدني، إلى أن هناك خطة واضحة تم إعدادها بالتنسيق مع الجهات المختصة لتأمين المناطق المتضررة، تفقد المنازل، وإزالة مخلفات الاحتلال. إلا أن استمرار القصف وعمليات الاستهداف حال دون تنفيذ هذه المهام بشكل كامل.
وأوضح أن الطواقم تواجه صعوبة في انتشال الشهداء، خاصة في شمال القطاع، حيث يُقدر عدد الشهداء تحت الأنقاض بأكثر من 12 ألفاً. وأضاف أن تنفيذ هذه المهام يتطلب معدات وأدوات متخصصة، مشيراً إلى أن غياب هذه المعدات يعيق الجهود الرامية لإغلاق هذا الملف الإنساني.
وفي الختام دعا بصل الأطراف الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار إلى الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف انتهاكاته المتواصلة وضمان تنفيذ الاتفاق بشكل كامل، محذراً من أن استمرار هذه الأعمال يُفاقم من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة.