النجاح الإخباري - يستعد الشعب الفلسطيني وعائلات الأسرى لمرحلة جديدة من الأمل والانتظار، حيث ينتظر أن تبدأ إجراءات صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي بعد أن أُعلن عن تسليم ثلاث إسرائيليات من قبل حركة حماس إلى الاحتلال.
تبادل الأسرى
يقول المتحدث باسم نادي الأسير في نابلس، مظفر ذوقان، في تصريحاته لـ" النجاح"، إن هذه الصفقة هي خطوة مهمة لكنها تحتاج إلى وقت لتنفيذها بشكل كامل. " بناء على تسليم 3 إسرائيلييات للاحتلال ستبدأ إجراءات الصفقة، التي ستشمل في مرحلتها الأولى 1860 أسيرًا وأسيرة، بداية بالأسيرات والأطفال، ومن ثم عدد من الأسرى الذين قضوا سنوات طويلة في سجون الاحتلال."
وأكد ذوقان أنه في المراحل اللاحقة، ستشمل الصفقة الأسرى من المناطق كافة، حيث يتوقع أن يتم الإفراج عن حوالي 1000 أسير إلى قطاع غزة، مع توجيه ترحيل بعض الأسرى إلى مصر وقطر وتركيا. وفي هذا الصدد، دعا ذوقان الجميع إلى التحلي بالصبر، مشيرًا إلى ضرورة الانتظار حتى إعلان الإعلام الرسمي عن أسماء الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم.
الضغوط الدولية
من جهته، تحدث المختص بالشأن الإسرائيلي عصمت منصور عن المشهد السياسي المعقد الذي يواجهه الاحتلال الإسرائيلي بعد اتفاق وقف إطلاق النار. وأوضح منصور أن إسرائيل تواجه عدة تحديات داخلية، أبرزها الضغوط التي يمارسها اليمين الإسرائيلي، خاصة من قبل شخصيات مثل بني غفير وسموتريتش، الذين أعلنوا رفضهم للاتفاق. وقال منصور: "الضغط الأمريكي لتنفيذ الاتفاق هو العنصر الحاسم، لكن هناك تعقيدات داخلية في الحكومة الإسرائيلية، حيث يشهد حزب الليكود انقسامًا، ما يخلق حالة من عدم الاستقرار السياسي."
وأشار منصور إلى أن حكومة الاحتلال لن تسقط إذا انسحب بني غفير من الحكومة، كون أن نتنياهو لا يزال يحظى بأغلبية كافية للبقاء في الحكم، رغم الضغوط السياسية القائمة.
مقاومة وصمود
على الجبهة الفلسطينية، أكد المختص في الشأن الإسرائيلي خالد معالي أن هذا الاتفاق لم يكن نتيجة إرادة الاحتلال، بل هو نتيجة صمود المقاومة الفلسطينية. وأضاف معالي: "نرى أن القصف استمر رغم دخول الاتفاق حيز التنفيذ، وهو ما يعكس نية الاحتلال في نقض الاتفاقات. الاحتلال يعلم أنه على باطل، ومن هنا يأتي تمسكه بالتصعيد."
وأشار معالي إلى أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا متواصلة على حكومة الاحتلال لإجبارها على الالتزام بالاتفاق، لكن هذا لن يغير من واقع المقاومة التي أثبتت قدرتها على إفشال مخططات الاحتلال.
العواقب السياسية
من جانب آخر، أشار معالي إلى الخلافات المستمرة داخل الحكومة الإسرائيلية بين حلفاء نتنياهو، مثل بن غفير وسموتريتش، وبين باقي الأحزاب. وقال معالي: "إسرائيل تواجه تحديات سياسية داخلية حيث لا يحظى سموتريتش وبني غفير بالدعم الشعبي الذي كانوا يتوقعونه، والضغط على حكومة نتنياهو قد يؤدي إلى تراجع بعض السياسيين عن موقفهم."
وأكد معالي أنه من غير المتوقع أن تؤدي الخلافات الداخلية إلى سقوط الحكومة، إذ يسيطر حزب الليكود على الأغلبية في الكنيست، وبالتالي فإن أي تهديد من بني غفير وسموتريتش لا يمثل خطراً حقيقياً على استقرار الحكومة.
وحول الأجواء من قطاع غزة بعد 15 شهرًا من الصمود نقل الزميل الصحفي ثائر عابد أجواء الفرح مشيرًا إلى أن هناك حالة من التفاؤل والأمل تسود بين الناس. "منذ الصباح، تحتشد أعداد كبيرة من الناس في غزة استعدادًا لوقف إطلاق النار، مع العلم أن هناك بعض الخروقات من قبل الاحتلال، لكن الأجواء العامة تظل إيجابية."
وقال عابد إن الفلسطينيين في غزة يشعرون بتوجس من ممارسات الاحتلال، ولكنهم يترقبون تحقق الهدوء والعودة إلى حياتهم الطبيعية بعد أيام من القصف والدمار.
تتوالى الأحداث في ظل هذه الصفقة التي قد تغير مجرى الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وما زالت العديد من الأسئلة مطروحة حول التزام الأطراف بالاتفاقات ونجاح تنفيذها. لكن، يبدو أن الضغوط الدولية، وخاصة من الولايات المتحدة، ستظل تلعب دورًا حاسمًا في تحديد مصير هذه الصفقة وتنفيذ بنودها. وبينما يواصل الاحتلال ممارسة سياسته الماكرة، يبقى الشعب الفلسطيني ثابتًا في صموده، مؤكدًا على أن أي اتفاق لا يمكن أن يكون على حساب حقوقه وحريته.