نابلس - النجاح الإخباري - شهدت المواجهة بين حزب الله وإسرائيل تصعيدا غير مسبوق، حيث أعلن الحزب عن تعرضه لهجوم أدى إلى تدمير نحو 3000 جهاز اتصالات تابع لعناصره، والتي تم الحصول عليها بعد عملية "طوفان الأقصى"، حيث أسفر الهجوم عن إصابة ما يقارب 2052 شخصًا حتى الآن، بالإضافة إلى تسعة شهداء، مع احتمال ارتفاع العدد في ظل وجود حوالي 200 حالة حرجة.
وجاء هذا الهجوم على خلفية تصعيد التوتر بين حزب الله وإسرائيل في ظل تهديدات متواصلة من جانب الاحتلال الإسرائيلي.
وحول هذه التطورات السريعة، تحدث المحلل السياسي اللبناني، علي يحيى، موضحا أن هذا الهجوم يأتي في سياق التمهيد لعملية عسكرية أوسع أو لزيادة مستوى الاشتباكات بين الطرفين.
وأشار إلى أن التحالف بين المستويات السياسية والعسكرية في إسرائيل، بقيادة بنيامين نتنياهو، يسعى إلى توسيع الاشتباكات نحو الجبهة اللبنانية.
وأضاف أن الهدف من الهجوم قد يكون جرّ حزب الله إلى مواجهة مباشرة.
من جانبه، يعتقد يحيى أن الهجوم تجاوز كل قواعد الاشتباك السابقة، خصوصًا بعد استهداف قياديين بارزين في حزب الله، مثل فؤاد شكر، واستهداف مواقع أخرى في لبنان.
ورغم أن معظم المصابين من حزب الله تعرضوا لإصابات طفيفة، إلا أن الحزب قد يجد نفسه مضطرًا للرد بما يتناسب مع حجم الهجوم، و"الكرة الآن في ملعب حزب الله"، حسب تعبيره،
مما يعني احتمالية تصعيد الأوضاع بشكل أكبر.
وأشار يحيى إلى أن إسرائيل قد نجحت في إرسال رسالة قوية لحزب الله، معتبرًا أن التفجير الذي طال أجهزة الاتصال المحمولة يمثل اختراقًا نوعيًا للحزب.
وفي ذات الإطار تحدث الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات عن تفاصيل هامة تتعلق بالانفجارات التي هزّت لبنان، مشيراً إلى احتمالية أن تكون إسرائيل هي الجهة المسؤولة عن هذا الحدث الخطير.
وأكد بشارات أن المعلومات لا تزال غير مكتملة بشأن طبيعة الهجمات وأسبابها، لكن ما هو واضح هو أن طريقة الاستهداف وحجم التغطية الجغرافية، بالإضافة إلى البعد الاستخباراتي المرتبط بإيران، تشير بقوة إلى تورط إسرائيل.
وأشار بشارات إلى أن هذا الهجوم قد يكون جزءًا من "صراع حرب العقول والإرادات" بين إسرائيل وحزب الله، في ظل المحاولات السابقة للمقاومة الإسلامية لاستهداف وحدات إسرائيلية رداً على اغتيال فؤاد شكر.
ورأى بشارات أن إسرائيل ربما سعت، من خلال هذا الهجوم، إلى توجيه ضربة كبيرة لحزب الله دون ترك أدلة واضحة على تورطها المباشر، ما قد يعيق الحزب عن اتخاذ رد فعل فوري، وهذا الأسلوب ليس غريباً على إسرائيل، حيث سبق أن استخدمته في أحداث مشابهة بهدف خلق حالة من الفوضى والإرباك لدى خصومها.
وفيما يتعلق بالرد المحتمل من حزب الله، أشار بشارات إلى أنه من المبكر الحديث عن تفاصيل دقيقة في هذا السياق، ولكنه توقع أن الحزب سيكون أمام تحدٍ كبير في كيفية التعامل مع هذه الهجمات. فقد طرحت التساؤلات حول كيفية نجاح إسرائيل في اختراق الأجهزة الأمنية التابعة لحزب الله بهذا الشكل، مما يثير العديد من علامات الاستفهام حول جاهزية الحزب.
واختتم بشارات حديثه بالإشارة إلى أن حزب الله قد يجد نفسه أمام عدة سيناريوهات، إما الرد المباشر الذي قد يشعل مواجهة شاملة مع إسرائيل، أو تبني أسلوب ضبط النفس وتحليل الموقف لتحديد الرد المناسب في الوقت المناسب. بغض النظر عن السيناريو الذي سيتبناه حزب الله، فإن هذه الأحداث قد تشير إلى تحوّل كبير في الصراع بين الجانبين، مع احتمالية تصعيد المواجهة في الفترة المقبلة.
اما نزار نزال الباحث والمحلل في قضايا الصراع، فتناول التطورات الأخيرة في الصراع بين إسرائيل وحزب الله في لبنان. وأكد أن إسرائيل تهدف من خلال عملياتها العسكرية والسيبرانية إلى ضرب حزب الله وإضعافه، مشيرًا إلى أن هذا التصعيد ليس مفاجئًا.
وأوضح نزال أن إسرائيل تسعى إلى سحق حزب الله كما تحاول في غزة، وأن هناك تغييرًا في المزاج العام لدى الطبقة الحاكمة في إسرائيل.
وعن موقف حزب الله، أشار نزال إلى أن الحزب يتروى في الرد على هذه العمليات، وأن هذا الحدث سيزيد من حدة التصعيد.
وأوضح أن إسرائيل أرادت إيصال رسالة بأن يدها طويلة، سواء في الجو أو البحر أو البر، وأن هذا التصعيد قد يؤدي إلى حرب شاملة على لبنان، رغم أن الولايات المتحدة ترغب في توجيه الضربات إلى حزب الله دون أن تؤدي إلى حرب شاملة في لبنان.
وفي سياق الحديث عن اغتيال القيادي في حزب الله، فؤاد شكر، أشار نزار إلى أن الضربات المتصاعدة بين الطرفين لم تصل بعد إلى حرب شاملة، ولكن مع وجود مئات القتلى والجرحى نتيجة التفجيرات الأخيرة، فإن الأمور قد تتجه نحو تصعيد أكبر. وأكد نزال أن حزب الله قد يلجأ إلى توسيع نطاق هجماته، مما سيؤدي إلى تفاقم الوضع.
وحول موقف الاحتلال، أشار نزال إلى أن القيادة العسكرية والسياسية في حالة تأهب قصوى، وأن هناك اجتماعات مكثفة تحت الأرض تجري حاليًا في إسرائيل تحضيرًا لما هو قادم. وأضاف أن البيان الثاني لحزب الله كان أكثر حدة، مما يدل على أن الطرفين يتجهان نحو مواجهة لا مفر منها.
واختتم نزال حديثه بأن الوضع الحالي يدفع إسرائيل وحزب الله إلى حرب شاملة، وأن هذه الضربة الإسرائيلية الأخيرة ستشكل مرحلة جديدة من الصراع، حيث ستلعب دورًا رئيسيًا في دفع الطرفين نحو الاشتباك المباشر في الجنوب اللبناني وربما إلى ما هو أبعد من ذلك.