الخليل - محمد أبو شقرة - النجاح الإخباري - لملمت ضعفها، وحملت على كاهلها وزر الظروف الصعبة، أبت الاستسلام، فغرست أقدامها في مجالات متعددة، واستطاعت أن تحول المعيقات لسلم نجاح، وتمكنت من كسر تقاليد عشوائية واحتضنت حلمها وتبنته كطفل يتيم.. صقلت موهبتها في مجال تصميم الأزياء والرسم والهندسة لتدمج العلم والموهبة، وجعلت من نفسها شخصية قيادية.. إنها المهندسة روان عزمي الشيوخي31 عاما من محافظة الخليل.

وتقول الشيوخي خلال حديث لـ "النجاح الإخباري": بداياتي اقتصرت على رسم المناظر الطبيعية والشخصيات والفساتين وحبي للملابس استحوذ على الجانب الاكبر لدي".

بدأت تطبق ما يجول في خيالها الفني على الأشغال اليدوية، حيث صنعت "السلاّت وكاسات الأفراح" وعملت على تنسيق الورد، لتصنع فرحةً بداخلها وفرحاً ظاهراً على وجه الآخرين.

وتضيف شيوخي:" بعد تنسيق الورود، دخلت تصميم الملابس، فامتلكت ماكينة خياطة عام 2011 واستطاعت أن تجيد صناعة قطعة الملابس كاملة وبدقة وجودة أعلى من ناس آخرين يعملون في مجال الخياطة".

وتابعت :" أول ما بلشت (بدأت) واجهتني صعوبة من وين أجيب هاي الأدوات (أين أحصل على هذه الأدوات)، وعندما عرفت الأماكن كانت تبيع الأدوات بالقطاعي وكان سعرها غالي جدا جدا، ومع مرور الوقت تمكنت من الوصول لأماكن تبيع بأسعار أقل".

واستطاعت أن تربط بين دراستها للهندسة في جامعة بولتيكنك فلسطين واحترافها تصميم الأزياء فخلقت تمازجاً ينتج عنه ثوب يندر الحصول عليه.

وأكدت شيوخي:" كوني مهندسة معمارية فكانت دراستي على علاقة متينة مع تصميم الأزياء، والهندسة هي علم وفن ، والفن في الأصل هو العمارة".

وأضافت: " تمكنت من الفوز بجائزة سفيرة فلسطين للموضة والأزياء أثناء مشاركتي بمعرض دولي أقيم في تركيا عام 2018، وحصلت على الميدالية الفضية في المطبخ الفلسطيني في مهرجان القدس للتراث والإبداع عام 2014".

روان لا تكتفي فقط بما تملك فهي دؤوبة في التفتيش والتنقيب عن علوم تزيد من رجاحة العقل وفصاحة اللسان وبناء الذات فكانت تعمل أن يسطع نورها أينما حلّت.

قالت: "لدي طريقتي في الكتابة الأدبية والنثر تمكنت من استغلالها في عملية الترويج والتسويق لتصميماتي وأعمالي بطريقة تجذب الآخرين".

وأضافت الشيوخي " في عام ٢٠١٩ مثلت جامعة بولتيكنك فلسطين في مؤتمر اتحاد الجامعات العربية برعاية اليونسكو واتحاد الأثريين العرب في مصر، واشتركت هذا العام في بحث علمي يترأس افتتاحية مؤتمر مصر".

خطوة أكبر تهدف الوصول إليها، تريد تتويج عملها بشيء يبقي اسمها راسخاً، تريد أن تخلق أفقاً يغذي ويمنح أملاً لأحلام الفنان والإنسان الفلسطيني.

وأكدت شيوخي " بصدد العمل على مشروع الأوبرا الفلسطينية، التي تشمل على دار أزياء فلسطينية ومسرح والعديد من الفنون المختلفة والتي تهدف إلى تطوير الموهوبين واحتضانهم".

وأشارت" أنه حال أتممت فكرة وتصميم المشروع سأقوم بعرضه على الغرفة التجارية، راجية ومتمنية أن يلاقي اهتمام العديد من الجهات والمؤسسات المختلفة".

إيمانها بنفسها وثقتها بما تعمل كانتا بمثابة حزام أمني لأي عوائق قد تواجهها، استطاعت ترويض صعوباتها وتحويلها إلى طريق مفتوح تفرش فيه أحلامها.

نموذج سوي يحمل في خزينته ترسانة من التحدي والإصرار، يحمل ضوءاً نحو جيل متطور و فعال يستطيع البناء والمنافسة على كافة الأصعدة.