نابلس - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - المشهد الأمريكي القادم برئيس ديمقراطي يطرح تساؤلا مركزا، كيف سيكون حضور الملف الفلسطيني في حال فوز جو بايدن في الانتخابات المقررة في الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، حيث سيقرر الناخبون الأمريكيون ما إذا كان الرئيس الحالي دونالد ترامب سيحظى بولاية ثانية عن الحزب الجمهوري، لأربعة أعوام أخرى أم أن منافسه الديمقراطي جو بايدن سيعتلي كرسي "البيت الأبيض".

تعامل مختلف وإحياء لعملية السلام

محللون سياسيون ومختصون بالشأن الأمريكي أكدوا أنه في حال فوز بايدن بالانتخابات الأمريكية، سيكون مختلفا في التعامل مع الملف الفلسطيني، على غرار الرئيس الجمهوري الحالي دونالد ترامب.

وتحدث المختصون لـ "النجاح الإخباري" أنَّ بايدن سيعيد إحياء عملية السلام على مبدأ حل الدولتين، خصوصًا وأنَّه كان نائبًا للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الذي تعامل مع هذا الملف.

ويشير أحدث استطلاع في الولايات المتحدة الأمريكية إلى تقدم المرشح الديمقراطي بايدن بنسبة 51% مقابل 43% فقط لمنافسه الجمهوري ترامب.

صفقة القرن.. الاختبار القادم

من جهته، ذكر المحلل السياسي، مخيمر أبو سعدة، المختص بالشأن الأمريكي، أنَّه إذا ما فاز بايدن بانتخابات أمريكا الرئاسية فإنَّه بحاجة إلى 6 أشهر لمتابعة الملفات لديه، حول كيفية التعامل سواء مع روسيا أو الصين أو الشرق الأوسط وغيرها.

وقال أبو سعدة لـ "النجاح الإخباري": إنَّ "بايدن يختلف بالتأكيد عن ترامب في التعامل مع الملف الفلسطيني، فهو وعد بإعادة التمويل للفلسطينيين وفتح مكتب المنظمة في واشنطن"، مشيرًا إلى أنَّه لن يأخذ بما جاء في صفقة القرن الخاصة بترامب لتصفية القضية الفلسطينية.

وأضاف أنَّه غير متوقع أن يعيد بايدن السفارة الأمريكية لتل أبيب، بعد أن نقلها ترامب للقدس، أو يلزم "إسرائيل" بوقف الاستيطان.

وبيَّن أبو سعدة أنَّ هناك مبادئ عامة في أمريكا يتم التوافق عليها بين الجمهوريين والديمقراطيين، مستدركًا، "لكن أعتقد أنَّ الولايات المتحدة ستتجه إذا ما فاز بايدن للسياسة الأمريكية التقليدية في محاولة إدارة الصراع "الفلسطيني - الإسرائيلي"، وعدم الذهاب إلى صفقات تؤدي إلى حل الصراع بشكل كامل.

المشكلة بالاحتلال

وفيما يتعلق بإعادة إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، شدَّد المحلل  أبو سعدة على أنَّ المشكلة ليست مع أمريكا، وإنما مع الاحتلال الإسرائيلي، منوِّها إلى أنَّ باراك أوباما الرئيس الأمريكي السابق حاول مرارا وتكرارا مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو من خلال وزير خارجيته آنذاك جون كيري، ونتنياهو أفشل الجهود الأمريكية.

وكان بايدن قد وعد في حال فوزه الالتزام بحل الدولتين ومعارضته أيضا لأي خطوات أحادية الجانب بما فيها خطوة الضم، بالإضافة إلى إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقي، وإعادة السماح لبعثة منظمة التحرير بالعمل في واشنطن.

أساس استعماري

في الإطار ذاته، قال المحلل السياسي طلال عوكل، إنَّ الأساس الذي

 تقوم عليه الإدارة الامريكية بصفة عامة سواء إن كانت بإدارة الجمهوريين أو الديمقراطيين أساس استعماري، دولة تمارس الفوقية على المجتمع الدولي.

وأضاف عوكل في حديثه لـ "النجاح الإخباري": أنَّ "سياسة الديمقراطيين أكثر عقلانية من سياسة الجمهوريين"، لافتًا إلى أنَّ الجمهوريين عرفوا بتبني السياسة الإسرائيلية بكل تفاصيلها واستراتيجياتها وشن حرب على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.

ويرى أنَّ بايدن أقل عدوانية من ترامب خصوصًا بالنسبة للقضية الفلسطينية، ولفت إلى أنَّه كان من الملاحظ خلال فترة أوباما أنَّ الإدارة الأمريكية عمليًّا قدمت مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي بشأن الاستيطان".

وتابع المحلل عوكل: "لا أعتقد أن بايدن سيتبنى صفقة القرن وإنما سيحاول إعادة بناء العلاقة مع الفلسطينيين من جديد، وبحث إمكانية تقدم المفاوضات على المستوى السياسي"، موضحًا أنَّ بايدن تحدَّث عن أنه سيعيد القنصلية للقدس وأنه غير راضٍ على طريقة معالجة ترامب لموضوع السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

الجدير بالذكر، أنَّ ترامب اتخذ قرارات ضد الفلسطينيين أولها الاعتراف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل"، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب للقدس وقطع المساعدات الامريكية عن السلطة الفلسطينية وعن وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين، بالإضافة إلى إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، ودعمه لحكومة الاحتلال الإسرائيلي وتشجيع التطبيع العربي مع الاحتلال.