نابلس - وفاء ناهل - النجاح الإخباري - يتنافس المرشحون الأمريكيون للانتخابات الرئاسية في دعمهم لإسرائيل وأمنها بشكل كبير في محاولة منهم لاستمالة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الذي يرجح فوز أي من المرشحين الذي يدعمه، وهو ما فعله الرئيس الحالي دونالد ترامب بتقديم هدايا ثمينة لإسرائيل، وتأكيد المرشح الرئاسي من الحزب الديمقراطي جو بايدن  الولاء لإسرائيل، والذي تبين أنه من الداعمين لإسرائيل منذ أربعة عقود ماضية.

اللوبي الصهيوني الذي يتكون من مجموعة من الأفراد والمؤسسات التي تعمل على توجيه السياسية الخارجية الأمريكية بما يحقق مصالح "إسرائيل". لا يضم يهودًا أمريكيين فقط بل يدخل ضمن إطار نشاطاته أفرادًا أو جماعات ممن يعرفون بالصهاينة المسيحيين، وتعتبر لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (التي تسمى اختصارًا أيباك) من أشهر وأهم المنظمات المنضوية تحت لواء اللوبي.

اللوبي الصهيوني ضد ترامب !

المحررة السياسية بصحيفة الحياة الدولية جيهان الحسيني المقيمة في واشنطن، أكدت أن الدعم اللامتناهي الذي قدمه ترامب لنتنياهوعسكريًا واقتصاديًّا وسياسيًّا لإسرائيل لن يكون عاملاً مهمًا في الانتخابات الأمريكية أي أنَّه لن يزيد من الأصوات اليهودية لصالح ترامب، موضحة أن العامل المهم بالانتخابات الأمريكية المقبلة قضايا العنصرية والاقتصاد والأمن.

وتابعت في حديث لـ"النجاح الإخباري": ربما سيضغط نتنياهو على يهود أمريكا لضغط ترامب، معربة عن اعتقادها بأنَّ سقوط ترامب سيسقط نتنياهو الذي تراجعت شعبيته كثيرًا، واليهود يدركون أنَّ ترامب دعم نتنياهو ولم يدعم "إسرائيل"، وهناك إحصائية أكَّدت أنَّ ثلثي اليهود بأمريكا ضد صفقة القرن".

وحول دور اللوبي الصهيوني بالانتخابات القادمة قالت الحسيني:" اللوبي الصهيوني،  له نفوذ قوي جداً ليس لدى الجمهوريين فقط، وإنَّما بكل مؤسسات صنع القرار والبنوك والإعلام والكونغرس، وهذا الأمر ليس جديدًا، كما أنَّ تنبي الإدارة الأمريكي للموقف "الإسرائيلي" ليس بالأمر الجديد، لكن إدارة ترامب تختلف عن غيرها لانحيازها قلبًا وقالبًا مع إسرائيل".

وحول الدعم الذي سيتلقاه كل من ترامب وبايدن، أشارت إلى أنَّ الجمهوريين سيدعمون ترامب والديموقراطيين سيدعمون بايدن بالرغم من وجود خلافات داخلية، لكل كل طرف يدعم مرشحه، والأصوات الأخرى هي التي ستحكم، لكن ربما نشهد أي مفاجأة بالانتخابات الأمريكية هذا ما اعتدنا عليه.

وأضافت الحسيني: "ترامب يسعى لتكون "إسرائيل" المهيمنة بالمنطقة؛ لأنَّ الانسحاب الأمريكي سيخلق حالة من الفراغ بالمنطقة، ولكن من المؤكَّد أنَّ اللوبي الصهيوني يتحكم بأمريكا والحزبيين الديموقراطي والجمهوري وهو مسيطر، لكن مواقف ترامب لن تزيد الأصوات اليهودية لأنَّهم يعتبرون دعمه شخصي لنتنياهو وليس لإسرائيل".

استمالة اللوبي الصهيوني

استاذ علم الاجتماع السياسي، د.بدر الماضي قال:" إنَّ الدعم الذي قدَّمه ترامب لإسرائيل هو جزء من سياسته، فهو يقدم دائمًا ما يساهم في إرسال رسائل للوبي الصهيوني المؤثر بالولايات المتحدة الامريكية، وهذا اللوبي منحاز لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتيناهو.

وتابع الماضي في حديث لـ "النجاح الإخباري": أنًّ جزءًا من تقديم ترامب هذه الخدمات للطرف الاسرائيلي هو نوع من العوامل التي يعتمد عليها للعودة للبيت الأبيض مرَّة ثانية في ظلِّ ظروف استثنائية، من جائحة كورونا والعنصرية في الولايات المتحدة، التي تجمعت ضده، لذلك يبحث عن خيارين دعم "إسرائيل" بشكل غير مسبوق ودعم توجه العديد من الدولة في المنطقة لخيار التطبيع مع "إسرائيل".

وحول اذا ما كانت إجراءات ترامب الداعمة لاسرائيل ستجعله ينجح بكسب دعم اللوبي الصهيوني قال الماضي:" إذا ما قرأنا الاستطلاعات الأولية حتى اللحظة نجد أنَّ هناك تقدمًا لمنافسه جو بايدن بـ (10) نقاط، وهناك حالة ارتباك حصلت عقب إصابة ترامب بكورونا، ومغادرته المستشفى بسرعة كبيرة، ما أعطى انطباعًا سلبيًّا يؤكِّد على أنَّ الرجل ما زال يفكر بنفس الطريقة التي أدَّت لوفاة ما يقارب (200) ألف امريكي بكورونا نتيجة سياسته".

وأضاف:" برأيي كل المؤشرات تفيد بأن فرص ترامب بالعودة للبيت الابيض ضئيلة جداً، ولكن لا ننسى أنَّ الانتخابات الأمريكية دومًا تحمل المفاجآت".

وحول دور اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة في دعم ترامب، أشار الماضي إلى أنَّ اللوبي الصهيويني، سيبذل كلَّ جهده لدعم ترامب،  لكن هناك عوامل كثيرة لن تساعد ترامب، مضيفًا: "علينا أن لا نذهب بعيدًا بالرهان على خصم ترامب الديموقراطي جو بايدن فالمصالح "الإسرائيلية" دوما كانت الأولوية في السياسات الامريكية".

الأصوات اليهودية تذهب للديمقراطيين

في ذات السياق، أكَّد المحلل السياسي د. بدر ماضي، أنَّ اللوبي الصهيوني أداة من أداوت التأثير بالسياسية الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، ولكن اللوبي الصهيوني أكثر اللوبيات تماسكًا بسبب المؤسساتية التي استطاع أن يفرضها من خلال اعتلاء المنظمات اليهودية الصهيونية هناك، لذلك دوره لا يقتصر فقط على التأثير بالانتخابات الأمريكية وإنَّما بالسياسة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة الامريكية وخاصة فيما يتعلق بالصراع العربي الفلسطيني.

وتابع ماضي في حديث لـ "النجاح الإخباري": اليهود بالولايات المتحدة الأمريكية هم بالأصل يصوتون للحزب الديموقراطي، لذلك نتحدث عن أن الأصوات اليهودية بأمريكا تذهب للحزب الديموقراطي، وذلك لأسباب سياسة واقتصادية وثقافية وتاريخية، ولكن الآن أصبح هناك تحول كبير فيما يخص هذه الأصوات حيث إنَّ اللوبي الصيهوني استطاع أن يتغلغل بشرائح اليهود بالولايات المتحدة ويغير اتجاهات الرأي العام لهم، من الحزب الديموقراطي للحزب الجمهوري، والسبب الرئيس أنَّ ترامب استطاع أن يفعل لليهود والصهاينة ما لم يفعله أيّ رئيس آخر".

وأضاف: "سيكون هناك تأثير كبير ودعم من قبل اللوبي الصهيوني بالانتخابات لصالح ترامب، ولكن السؤال هل سيكون هذا الدعم دائمًا أم مؤقتًا؟ وهل سيكون فقط في فترة ولاية دونالد ترامب؟".

وأشار ماضي إلى أنَّ جزءًا كبيرًا من إدارة ترامب إما مناصرين للمنظمات الصهيوينة وإسرائيل بالولايات المتحدة الامريكية، أو جزءًا من المنظمات الصهيونية التي تخدم بالإدارة الأمريكية نفسها، وخير دليل على ذلك السفير الأمريكي بإسرائيل ديفيد فريدمان وقوته الهائلة بالتأثير على ترامب، وأرجح أنَّ هذا التحول من اللوبي الصهيوني تجاه ترامب سيكون مؤقتًا فقط خلال ولاية ترامب.

تأثير اللوبي في الكونغرس أكبر من الانتخابات الرئاسية

المختص بالشأن الأمريكي د.رويد أبو عمشة، أكَّد أنَّ اللوبي الصهويني له قوته بالولايات المتحدة الامريكية، مشيرًا إلى أنَّ تأثيره الأكبر يكمن بانتخابات الكونغرس أكثر من الرئاسية والتي يعد تأثيره فيها محدوداً.

وتابع في حديث لـ "النجاح الإخباري": اللوبي الصهيوني قريب بشكل مباشر من اليمين الصهيويني في "إسرائيل"،  لذلك لم يجلب لجانبه كأصوات يهودية سوى قلة من اليهود المتزمتين من الناحية الدينية والسياسية".

وأضاف أبو عمشة: "ثلثي اليهود بالولايات المتحدة هم من الحزب الديموقراطي، لكن ما يكسبه ترامب في حال تأييده للوبي الصهيوني، أنَّه سيكسب الفئة الإنجيلية المتصهينة وهي الصفوة بالحزب الجمهوري والتي تصوت بالانتخابات وهؤلاء يشكلون ثلث الأصوات بأمريكا أي ما يقارب (70) مليون صوت، وهؤلاء يهمهم العلاقة مع "إسرائيل" ودعمها والانحياز لها، وبذلك ترامب يكسب هذه الفئة لجانبه بالانتخابات، ولكن ما هو مؤكد أنَّ دور اللوبي الصهيوني بالانتخابات الإمريكية ليس حاسمًا بالمطلق.

ورغم ما يمتلكه اللوبي الصهيوني من قوة وتأثير في مجريات السياسات الداخلية والخارجية للولايات المتحدة إلا أنَّ المفاجآت في الانتخابات الأمريكية تنسف كل الحسابات، كما حدث في الانتخابات الماضية بين ترامب وهيلاري كلينتون.