نابلس - النجاح الإخباري - تشهد فلسطين منذ منتصف شهر يونيو/حزيران الماضي ارتفاعا باعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد إضافةً لارتفاع حالات الوفاة، كما واتسعت رقعت انتشار الفيروس لتشمل كافة مدن الضفة والقدس وقطاع غزة.

محاولات متواصلة من الجهات المخصتة للحد من انتشار الفيروس،  من خلال تشديد الرقابة على المحال والمؤسسات والشركات العاملة ودعوة الجميع للالتزام بالتدابير الصحية والوقائية لكن استهتار البعض  وتهاونهم في التعامل مع هذا الفيروس، رفع عدد الاصابات بشكل كبير.

الاغلاق الذكي

 أكد مدير الطب الوقائي بوزارة الصحة د. علي عبد ربه، أن التوجه القادم هو الى ما يسمى بـ "الاغلاق الذكي" من خلال توزيع المناطق حسب الحالة الوبائية وارتفاع عدد الاصابات بفيروس كورونا ومن ثم تصنيفها الى مناطق (خضراء وصفراء وحمراء) وذلك اعتبارا من يوم الاحد المقبل.

وأضاف في حديث لـ"النجاح الاخباري": " المناطق الخضراء هي مناطق لا يوجد فيها خطورة ولا يوجد فيها اصابات، أما الصفراء فهي مناطق متوسطة الخطورة فيها لغاية خمس اصابات لكل الف نسمة، في حين ان المناطق الحمراء هي التي يوجد فيها اكثر من خمس اصابات لكل الف نسمة".

وأوضح عبد ربه بأن الإجراءات المتخذة تختلف بحسب الوضع في كل منطقة على حدا (مدينة قرية مخيم)، بحيث قد نصل الى كل الاجراءات في المناطق الحمراء من اغلاق شامل ومنع الخروج من المنازل وتقيد الحركة اي نفس القيود والاجراءات التي كان معمول فيها فترة الاغلاق الشامل، مشيرا الى ان ما ينطبق على المناطق الحمراء لا ينطبق على المناطق الصفراء وكذلك بالنسبة للمناطق الخضراء".

وبالنسبة لفرض اغلاق شامل على كامل محافظات الضفة يرى عبد ربه انه اجراء غير منطقي، مضيفا:"حتى لو فرضنا الاغلاق الشامل والكامل الى متى سيستمر نحن نريد حل المشكلة وليس تأجيلها".

وأردف قائلا:" تفشي الفيروس أصبح مجتمعيا والمواطنين هم من اوصلو انفسهم لهذه المرحلة باستهتارهم وتهاونهم وعدم تقيدهم بكل ما يحميهم ويقيهم من انتشار هذا الفيروس."

وتايع:" نحن مقبلون على فصلي الخريف والشتاء والقادم سيكون اسوأ اذا لم يلتزم المواطن بالتدابير الوقائية والصحية بالوضح يعتمد عليه بالدرجة الاولى."

ولفت الى ان جبهة اخرى  ستفتح من فيروسات الانفلونزا الموسمية وبالتالي زيادة العبء، فالاعراض تتقاطع في اكثر من 95% من فيروسات الانفلزنزا الموسمية وفيروس كورونا المستجد لكن الهدف هو الحد من الزيادة في عدد الاصابات

قدر من الوعي والمسؤولية وتطبيق الاجراءات رحمة بالاباء والابناء وكفانا استهتارا

وطالب بضرورة التحلي بالمسؤولية المجتمعية، وبالالتزام بالتعليمات والإجراءات وعدم الاستهتار بحياة الاخرين.

لا جدوى من الاغلاق

من جهته أكد أخصائي الأحياء الدقيقة والمناعة في جامعة النجاح د. وليد الباشا، أن لا جدوى من الإغلاق، في ظل هروب المواطنين من الاجراءات الوقائية المتبعة، وعدم الالتزام بها.

وأوضح خلال حديث لـ"النجاح"، أن الإغلاق غير مجدي بسبب أنه يتم اليوم اغلاق وغدا يقومون بالفتح وتعود الحياة طبيعية، مشيرا إلى أن عدم التزام المواطن سيزيد من تسجيل أعداد الاصابات.

وأشار إلى ان بعض المواطنين يتداولون عبر منصات التواصل الاجتماعي أخبار مفبركة حول الفيروس وبات عدد لا بأس به يؤمن أنه مؤامرة، لافتا إلى أن ذلك يسبب اشكالية كبيرة في عدم الالتزام باجراءات الوقائية.

ودعا  الباشا إلى عدم منع اقامة الأفراح، لكنه شدد على ضرورة تحديد الأفراد المشاركين وضمن الاجراءات الوقائية المتبعة من قبل الصحة.

وبين أن المنع التام يؤدي إلى اقامة الأفراح بصورة غير قانوينة بالتهرب من الجهات الأمنية.

وشدد على  ضرورة تأجيل الفصل الدراسي الأول، نظرا لحالة الاضطراب في المدارس ما بين الفتح والإغلاق، موضحا أنه يمكن استبداله بأنشطة تعليمية منزلية.

واضاف الباشا:"  أننا مقبلون على شهر أكتوبر الذي تنتشر فيه الإنفلونزا والرشح وما شابه، منوها إلى أنه من الممكن حدوث عدم تفرقة بين المصابين بكورونا والإنفلونزا بين المواطنين.

 الوضح الوبائي سيزداد سوءا في الشتاء

بدوره قال رئيس قسم الصحة العامة والوبائية عبد السلام الخياط:" ان الوضع الوبائي سيزداد سوءاً بسبب عدم الإلتزام، كما وانه لا يوجد رقابة ولا استراتيجية او تخطيط، ولم يتبقى ما يمكن فعله الان سوى اخذ الحيطة والحذر من قبل كل مواطن، والالتزام باجراءات السلامة، لان الامور خلال فصل الشتاء ستصبح أسوأ وسترتفع وتيرة تسجيل الاصابات".

وأضاف في حديث ل " النجاح الاخباري" الخياط:" التعويل على وعي المواطن اثبت عدم نجاعته، والوعي دون مراقبة وتشديد لا يمكن التعويل عليه، ولا بد من إجراءات جداً حازمة دون تراخي فالوضع ببدايته وهناك فرصة ذهبية للسيطرة على الفيروس".

هذا وأكد أنه لا جدوى من الاغلاق فالعدوى أصبحت مجتمعية وبات من الصعب السيطرة على الوباء، لان المواطن لم يلتزم بالاجراءات اللازمة لحمايته وعائلته من هذا الفيروس".

يذكر ان اللجنة الوطنية للوبائيات واللجنة الوطنية لكورونا مستجدات، بحثت مساء اول أمس الوضع الوبائي وانتشار فيروس كورونا في فلسطين، في ظل تسجيل أعداد متزايدة للمصابين في المحافظات الشمالية بما فيها مدينة القدس والمحافظات الجنوبية.

 وناقش الاجتماع خطوات المرحلة المقبلة إذا استمر تسجيل الأعداد المتزايدة للإصابات، فيما خرج الاجتماع بتوصية باعتماد نظام التصنيف الوبائي للمناطق وتقسيمها إلى مناطق حمراء وصفراء وخضراء، حيث يتم التعامل مع كل منطقة وفق تصنيفها الوبائي واللون.

يشار الى ان مجمل عدد الاصابات بفيروس كورونا في فلسطين بلغت حتى الان حوالي 40298 اصابة في حين بلغ عدد الوفيات 255 حالة وفاة منذ بدء تفشي الفيروس في البلاد.