نابلس - أحمد ابراهيم - النجاح الإخباري - تتواصل ردود الفعل السياسية في لبنان عقب التفجيرات التي ألمت بمرفأ بيروت، خاصة مع توالي التداعيات الاستراتيجية والسياسية عقب هذا الانفجار وزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت واجتماعه مع كبار القيادات السياسية اللبنانية مؤخرا.

وأشارت بعض من التقارير الصحفية سواء اللبنانية أو الدولية إلى دقة المشهد السياسي بالبلاد على أثر هذا الحادث، الأمر الذي كان له بدوره تداعياته الأمنية على الوضع التنظيمي للكثير من الأسلحة الموجود بالبلاد، وتشير بعض من التقارير الصحفية الدولية الصادرة يوم الجمعة الماضي إلى صدور تعليمات إلى الأجهزة الأمنية اللبنانية على إثر انفجار مرفأ بيروت.

وقالت صحيفة لوموند الفرنسية أن هذه التعليمات تركز بضرورة إخضاع أي شكل من أشكال التخزين سواء للبضائع أو للمواد بمختلف أنواعها إلى الجهات الرقابية بمختلف أنواعها.

وأوضحت الصحيفة أن التعليمات صدرت أيضا بإمكانية البحث في بعض المواقع المخصصة للتخزين من أجل استكشاف أي متفجرات أخرى من الممكن أن تتواجد بها أي من المواد التي يمكن أن تشكل خطراً بأي صورة، وسيكون الهدف الرئيسي من هذا التوجه هو منع وقوع أحداث مماثلة في المستقبل.

اللافت أن التليفزيون الفرنسي تناول بالتحليل والبحث هذا التقرير ، مشيرا في ذات الوقت إلى صدور تعليمات أخرى متزامنة للعمل ضد أي تخزين للسلاح الذي تستخدمه أي من الفصائل أو حركات المقاومة اللبنانية (حزب الله) والفلسطينية (حماس والجهاد الإسلامي) في لبنان والتي أشارت تقارير في الماضي إلى استخدامها الكثير من أشكال تخزين السلاح بصورة غير آمنة.

ونبه التليفزيون إلى وجود الكثير من مخازن السلاح في المخيمات الفلسطينية تحديدا ،وهو ما يزيد من خطورة الوضع الأمني بها بالنهاية، ويفرض ضرورة وضعها بالرقابة تحت عين الدولة اللبنانية.

وتهدف السلطات الأمنية في لبنان بالنهاية إلى العمل جديا على تفكيك جميع مخازن الأسلحة الخطرة التي يمكن أن تتعرض لها البلاد والتصدي لأي شكل من أشكال الخطر الذي يمكن أن تشكله هذه الأسلحة.

وأشار مصدر سياسي لبناني في حديثه إلى موقع "النجاح" إلى تزايد الدعوات اللبنانية لضرورة تنظيف البلاد والتخلص من أي شكل من أشكال المتفجرات أو الأسلحة الخطرة التي تحتفظ بها بعض الفصائل.

وقال المصدر أن هذا بات واضحا خاصة مع اتفاق الكثير من المواطنين اللبنانيين من مختلف الأحزاب والأطياف السياسية في لبنان على ضرورة التخلص من هذه المخازن وما يمكن أن تحتويه في مواقعها المترامية في البلاد.

وأشار إلى توجيه الدعوات إلى الحكومة من أجل العمل على منع حدوث مآسي مماثلة، وتركز هذه الادعاءات أيضا على مخازن الأسلحة لحركات المقاومة، خاصة وأن هذه المخازن الخاصة بالمقاومة لا تخضع للإشراف في لبنان، الامر الذي دفعه للتأكيد على ضرورة الانتباه للحذر من تأثير هذه المخازن ووضعها على لبنان واستقراره.

من جانبه أكد مصدر لبناني آخر على ضرورة الانتظار لحين انتهاء التحقيقات، حتى يمكن حصد أي نتائج وعلى ضوء ذلك يمكن التصرف، خاصة في ظل دقة الوضع الذي يتطلب تروي بدلا من الاندفاع لأي حل غير مدروس.

من جانبه أشار الكاتب اللبناني "عماد مرمل" في مقال له نشرته صحيفة الجمهورية اللبنانية أن الوضع خطير للغاية إزاء هذه المخازن، قائلا : " إلى حين انتهاء لجنة التحقيق من أعمالها، سيبقى الانفجار - الزلزال الذي أصاب مرفأ بيروت وجزءاً واسعاً من العاصمة خاضعاً لروايات متضاربة واستنتاجات متباينة.

وأضاف مرمل "غالب الظن انّ النتائج التي سيصل اليها التحقيق اللبناني ستكون هي أيضاً مادة للتجاذب، بعدما جاهَرت قوى سياسية عدة مُسبقاً بعدم ثقتها فيه، داعية الى تشكيل لجنة تحقيق دولية لمعرفة الأسباب الحقيقية الكامنة خلف الانفجار المدمّر."

عموما فإن الانفجارات التي ألمت بمرفأ لبنان بالتأكيد ستعيد ترتيب الكثير من المرافق الداخلية بلبنان، وهو ما بات واضحا الان مع متابعة التطورات الحاصلة بعد هذه الانفجارات.