نابلس - زهرة اشتية و منال الزعبي - النجاح الإخباري - منذ نعومة أظفارها تعاملت الشابة أرجوان نزال مع ما حولها بنظرة مختلفة، قادرة على تفنيد الألوان ودمجها لتحيك اللوحات الفنية.

استطاعت نزال، ابنة بلدة قباطية قضاء جنين تحويل أي مشهد للوحة ناطقة، ما لفت مدرساتها ومن حولها فوجدت كل الدعم والتشجيع .

وعن موهبتها قالت نزال لـ"النجاح الإخباري": "المدرسة احتضنت موهبتي، كنت أجد الكثير من التشجيع وخصوصًا من معلمة الفن جمالات سليط، حيث  أقامت معرض بإسمي في المدرسة ودعت شخصيات من وزارة التربية والتعليم لحضوره ما أعطاني حافزًا لأستمر وأتطور".

وأضافت نزال: "كنت أشارك بمسابقات على مستوى المديرية وأفوز بالمركز الاول، وأؤمن أن الموهبة التي لا تنمو تموت، لذا أطوّر نفسي باستمرار، حاليًّا انتقلت من الرسم على الورق للرسم  على الملابس وجكيتات الجينز تحديدًا".

هذا الشغف في الفن والتمسك بالموهبة استطاع انتشال أرجوان من الفشل، حيث شكّل لها دافعًا لإعادة الثانوية العامة، لتتمكن من دخول تخصص رسم وتصوير في جامعة النجاح، وفعلا بالريشة شقّت طريقها ووصلت لحلمها.

ولفتت نزال إلى أنَّهااستثمرت موهبتها بالرسم في أعمال يدوية لاقت استحسان الجميع، "بدأت الرسم على الجبصين، أصنع القوالب وأزينها بالرسم، ثم توسعت بعمل قطع الأنتيكا والإكسسوارات والسناسيل، وتعليقات متنوعة ومختلفة لسيارات محفورة بالخشب".

بدورها معلمة الفنون الجميلة في مدرسة قباطية الثانوية للبنات قالت: "أكثر ما يميز أرجوان موهبتها بتنسيق الألوان والتظليل منذ الصغر، وكانت مميزة جداً عن طالبات صفها، ولثقتي بها وبموهبتها عرضت رسوماتها بمعرض المدرسة، وكان حافزًا لها لتتقدم، هنا أؤكد على دور البيت والمدرسة باحتضان المواهب وتغذيتها".

وتطمح نزال لتغيير نظرة الناس للفن وأنه لا يقل عن غيره من التخصصات، كالهندسة او الطب مثلاً، فهو قادر على إحداث فرق في شخصية المتعمق فيه و نظرته للأمور، فهو يغذي الجانب الروحاني والحسي في آن.

ولفتت إلى أنَّه باب رزق حيث وجدت فرصة العمل وهي على مقاعد الدراسة في جامعة النجاح، "طالب الفنون ليده فرصة للعمل وهو بالجامعة، من خلال مشروعه الخاص بحيث يكون مصدر دخل له".

وحول الصعوبات التي واجهتها قالت: "واجهت الكثير من الصعوبات، كلام الناس المحبط  الذي يقلل من شأن الفن، والنقد غير البناء، كلها عوامل إحباط تحديتها ونجحت".

في السياق أشادت الأستاذة في كلية الفنون بجامعة النجاح، لينا حرب بقدرات الشابة أرجوان ووصفتها بـ"متعددة المواهب، بالرسم، والغناء والاشغال اليدوية، ولشغفها الذي لا حدود له وحبها لتحقيق أحلامها، أتوقع لها مستقبلا باهرًا".

أحلام وطموحات نزال لا ترى حدًا فهي تطمح بالحصول على ماجستير فنون بإيطاليا، ودخول عالم الموضة، وأن يكون لها معهدًا خاصًا يتبنى مواهب الطلبة ويلبي احتياجات الراغبين بالحصول على قطع فنية مميزة فيها أذواقهم ولمسة من روح راسمها.