نابلس - متابعة خاصة - النجاح الإخباري - تطرح العمليات العسكرية الفردية في الأسابيع الأخيرة في غزة قراءات متباينة وسط تساؤلات كبيرة بين كونها فردية بحتة أم موجهة من قبل الفصائل في قطاع غزة في وقت لم يعلن فيه أحد مسؤوليته المباشرة عنها.

بدوره، يؤكد الكاتب الصحفي ياسر خليفة أن مثل هذه العمليات التي وصل عددها خلال أقل من شهر الى أربع ستدفع بشكل أو بآخر المشهد الى التسخين وتحرك رياح سيناريوهات معقدة في قادم الأيام.

وأشار خليفة لـ"النجاح الإخباري" يوم الاثنين الى توقيت مثل هذه العمليات مع اقتراب موعد انتخابات "الكنيست" في أيلول/ سبتمبر المقبل لتشكل ضغطا كبيرا على رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو وإحراجه أمام الرأي العام الاسرائيلي وتدخله بالتالي في "دوامة انتخابية" كبيرة.

واللافت بحسب خليفة الحذر الشديد في التعامل مع هذه العمليات من قبل "حماس" من جهة والاحتلال من جهة أخرى وحتى الوسطاء الذي يعملون على خط تثبيت وقف اطلاق النار.

مأزق نتنياهو حقيقي

من جهته، رأى المحلل السياسي نضال سلامة أن العمليات الفردية المتزايدة ستدخل نتنياهو في "مأزق حقيقي" على الساحة الداخلية من خلال ما تؤكده – العمليات- على اخفاق منظومة أمن نتنياهو في التعامل مع غزة، خاصة أن غالب خصومه السياسيين يملكون تاريخاً دموياً مع غزة، مما يعرض فرص نتنياهو بحسم الانتخابات للخطر ويهدد بالتالي مصيره السياسي المختل أصلا بقضايا الفساد.

وردا على سؤال يتعلق بخيارات نتنياهو في التعامل مع "سيناريو العمليات الفردية" ما قبل الانتخابات قلل سلامة من إمكانية الذهاب الى تصعيد مبكر مع القطاع.

وأكد سلامة أن حراك الوسطاء في المنطقة كان له دورا كبيرا في "خفض سقف التصعيد" من خلال مواصلة البحث عن تفاهمات مع غزة للتخفيف من الحصار في ظل العقبات التي يضعها الاحتلال أمام إتمام مشاريع تحسين واقع الكهرباء في غزة والتي تأخر تنفيذها عدة أشهر.

 "حالة الغليان التي تسيطر على الفلسطينيين في القطاع تدفعهم للقيام بأي شيء للخروج من عنق زجاجة الحصار المستمر" أضاف سلامة.

ورجح سلامة سعي الفصائل في قطاع غزة الى تعزيز ما أسماه بسيناريو" قواعد اشتباك" جديدة مع الاحتلال قد تختلف مع موجة التصعيدات الأخيرة.

واستدرك سلامة بالقول:"  لكن تبقى التطورات على الأرض هي العامل الحاسم الذي من الصعب التنبؤ به"

تحرك فصائلي

بدورها،حملت فصائل المقاومة الاحتلال مسؤولية استهداف الشباب المنتفض في غزة بسبب تماديه في حصار غزة واعتداءاته المتكررة بحق المدينة المقدسة والمسجد الاقصى وجرائمه المتلاحقة بحق الأسرى.

وقال ممثلوها في ختام اجتماع لها في مخيم ملكة شرق مدينة غزة "ان الشباب الفلسطيني المنتفض في غزة هو نذير الانفجار، فلا يمكن السكوت على جرائم الاحتلال المتكررة ضد الشعب والمقدسات محذرة الاحتلال من التمادي في جرائمه واللعب في النار :" فغزة بركان يغلي سوف ينفجر في وجه قيادة العدو وجنوده".

وشددت في مؤتمر صحفي على أن ما يحدث في المسجد الأقصى والقدس يستوجب تصعيد المواجهة مع المحتل.

وقال المختار سليمان المغني في كلمة الهيئة " قررنا التحضير لانشاء منتزه العودة على أرض مخيم ملكة وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية من البلديات وفاء لدماء الشهداء والجرحى وان المسيرة مستمرة حتى تحقق الاهداف التي انطلقت من اجلها."

تدحرج العمليات

وبدأت باكورة العمليات بصورتها الفردية على حدود قطاع غزة في الأول من آب/ أغسطس الجاري، حينما نفذ مسلح اشتباك جرح خلاله ثلاثة من جنود الاحتلال قرب السياج الفاصل لمدينة خانيونس جنوب القطاع.

ومن ثم أعلنت قوات الاحتلال في 10 آب/ أغسطس استهداف أربعة مقاومين بحجة اقترابهم من السياج الفاصل شرق مدينة دير البلح وسط القطاع، وسحب الاحتلال جثثهم وعرض أسلحة ثقيلة وخفيفة كانوا يحملونهاز

 وفي اليوم التالي (11 آب/ أغسطس)، استشهد شاب بعد خوضه اشتباكا مسلحا مع قوات الاحتلال قرب السياج الفاصل شمال قطاع غزة.

وفي ظل تكرار هذه العمليات المسلحة، جاء الاشتباك الرابع مساء السبت (17 آب/ أغسطس)، حينما أعلنت قوات الاحتلال أن مجموعة من الفلسطينيين خاضوا اشتباكا مسلحا مع قوات إسرائيلية شمال قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد ثلاثة منهم.

يأتي ذلك في وقت تتواصل فيه مناورات قوات الاحتلال في "غلاف غزة".

وذكر موقع مفزاك لايف العبري، أن مناورات عسكرية ستجري فيما يسمى منطقة المجلس الإقليمي "إشكول" سيتخللها حركة نشطة لقوات الاحتلال وطيرانه الحربي.