غزة - مارلين أبوعون - النجاح الإخباري - لحظات الفرح الكاملة، هذا ما يفتقده المواطن الفلسطيني، في مختلف المناسبات التي تتخلل تفاصيل حياته، ففي قطاع غزة على وجه الخصوص، فرحة العيد تأتي منقوصةً، كيف لا وهي محملة بالكثير من الهموم والالتزامات التي تثقل كاهل المواطن في ظل الظروف  الصعبة التي يعيشها قطاع غزة.

قطاع غزة لم يشهد تحضيرات العيد التي يعيشها الكثيرون، من شراء الملابس الجديدة والاضاحي، فالحصارٌ المفروض عليه منذُ (12) عاماً ، كفيل بأن تتراجع الأوضاع الاقتصادية كل عام بشكل أكبر.

 وفي ظل أنصاف رواتب، وعدم صرف شيكات الشؤون الاجتماعية للعائلات الفقيرة ،والعام الدراسي الذي أصبح على الأبواب ، كل هذه الظروف والالتزامات الموسمية، أرهقت المواطن اقتصادياً بشكل كبير.

الخبير الاقتصادي، مصطفى عيسى، أكد  أن عمليات البيع والشراء في قطاع غزة في حالة تراجع وهذا يعد مؤشراً خطيراً.

وأوضح في حديث لـ"النجاح الاخباري:"  أنه وفي ظل تزامن العديد من المناسبات، هذا الأمر أرهق جيب المواطن، الذي يعيش أوضاعاً اقتصاديةً أقل ما يقال عنها بأنها مأساوية، فكيف سيستطيع الإيفاء بإلتزامات عيد الاضحى المبارك؟ والمدارس التي أصبحت على الأبواب.

وأضاف عيسى" في أسواق قطاع غزة تجد الكثير من المواطنين يتجمهرون حول الأماكن المخصصة لبيع الأضاحي داخل الأسواق، لكن الكثير منهم يكتفون بالنظر، وكأن لسان حالهم يقول: "العين بصيرة.. واليد قصيرة، فالوضع الاقتصادي الصعب، جعلهم يفكرون بأمور أخرى أكثر أهمية بدلاً من شراء أضحية العيد التي باتت بالنسبة للكثير لهم حلمًا يصعب تحقيقه".

المواطن الأربعيني، (م.ر) قال لـ"النجاح الاخباري" أنا أب أعيل 7 أفراد ،لدي 4 منهم في المدارس ،وآخر يدرس بالجامعة، كما أنني عاطل عن العمل ، وأنتظر شيك الشؤون الاجتماعية بفارغ الصبر ،لأشتري لأولادي مايلزمهم ،ولاسدد ديوني التي تراكمت، بسبب تأخر صرف الشؤون، وأصبحنا قريبين من فتح ابواب العام الدراسي الجديد ومصاريفه الكثيرة ، بالإضافة إلى العيد".

يقول أحد المواطنين:" أنا مسؤول عن أسرة مكونة من 10 أفراد، و منذ سنوات وانا عاطل عن العمل، أعمل بين الحين والآخر في حال توفر أي فرصة عمل، واعتمادي الكلي على شيك الشؤون الاجتماعية، لأسدد ديوننا التي تتراكم علينا بشكل مستمر".

وأضاف في حديث لـ"النجاح": لا أستطيع ان اشتري الاضحية، لكن أهل الخير والجمعيات ترسل لنا نصيبنا من اللحوم، تكفي أبنائي المحرومين من تذوقه طيلة السنة."

الكثير من العائلات في قطاع غزة، تفتقد الشعور بلذة وفرحة قدوم عيد الاضحى المبارك، في ظل اوضاع معيشية صعبة، تلقي بظلالها على عائلات تعتمد على معيل لربما ليس لديه عمل، وفي الكثير من الاحيان، هناك عائلات لا معيل لها، لتتزاحم كل الظروف والأسباب والعوامل التي تجعل من الأعياد فرحةً منقوصةً، في ظل اوضاع اقتصادية أقل ما يقال عنها بالمزرية".