بيروت - ميرنا حامد - النجاح الإخباري - الإيمان بالموهبة هو النجاح، والتمسك به هو التفوق. فالشخصية الناجحة هي التي تتخيل النجاح الذي تريده وتمضي نحوه. هذا ما عاشته بالفعل طالبة فلسطينية لم تتجاوز السابعة عشر عاماً، درست وثابرت حتى تفوقت على زملائها وزميلاتها من الجنسيتين الفلسطينية واللبنانية في مسابقة تعليمية.

مؤخراً، استطاعت ربى أيوب الطالبة الفلسطينية في ثانوية "حكمت الصباغ الرسمية للبنات" في مدينة صيدا جنوب لبنان، الفوز في "أولمبياد الفيزياء" على صعيد مدارس صيدا، لتتأهّل للمنافسة في الأولمبياد على مستوى لبنان، ممثلةً مدينة صيدا.

ابنة قرية الرأس الأحمر قضاء صفد، كرَّست حبَّها للقراءة والعلم في سبيل التفوق وتحقيق إنجازات علمية لعلها تكون دافعاً أقوى لتحقيق ما هو  أجدر، بخاصة في ظلّ الأوضاع المعيشية والظروف التي تحيط  باللاجئ الفلسطيني في لبنان.

تحضير مكثَّف للمشاركة في المسابقة   

وحول التحضيرات التي قامت بها للمشاركة في أولمبياد الفيزياء على صعيد مدارس صيدا، تقول الطالبة ربى أيوب في حديث لموقع "النجاح الإخباري": إنَّ "التحضير للامتحان كان بوقت قصير، عملنا سويًّا أنا وطالبة أخرى من مدرستي كانت مشاركة في المسابقة، وذلك بالتعاون مع أساتذة الفيزياء في مدرستنا الذين ساعدونا في التمرُّس على الدروس، ودربونا على التجارب وكان لهم دوراً مهماً بالتأكيد. بالإضافة إلى أنَّنا درسنا جيداً وبحثنا قدر المستطاع حتى الدقيقة الأخيرة قبل المسابقة لأنَّ الامتحان كان يتضمن دروسًا من هذه السنة والسنين التي مضت".

وتتابع: "مادة الفيزياء مجال يجذب الإنسان لأنَّها تفتح آفاقاً واسعةً للفكر والفهم، وتطوّر القدرات التحليلية. ولهذا السبب شجعني أفراد عائلتي وبخاصة والدَي على السعي والمثابرة في مجال الفيزياء".

هذا بالنسبة لـ "أولمبياد صيدا"... أما حول التحضيرات للمشاركة في "أولمبياد الفيزياء" على مستوى لبنان، تلفت إلى أنَّ "الامتحان النهائي في أيّار مايو المقبل، وسأبدأ بالتحضير و الدراسة من الآن، وسأعمل جاهدة حتّى أنال مرتبة على صعيد لبنان".

الإنجاز يثبت وجودنا كفلسطينيين

وتشير الطالبة ربى إلى أنَّ "كونها فلسطينية هو بالتأكيد دافع لها في سبيل محاولة تحقيق إنجازات وتقدم بمجالات العلم. فالتقدم والإنجاز هو نوع من أنواع إثبات الوجود للشعب الفلسطيني، ودليل على قدراتنا وصمودنا في الشتات، واستمرار لوجود الهوية الفلسطينية".

وتقدّم نصيحة للطلاب الفلسطينيين في الشتات، قائلة إنَّه "لا يجب أن يستسلم أي طالب أو طالبة، وأن يدركوا قيمة المعرفة. فأقوى سلاح نمتلكه هو العلم، وهو الذي يوصلنا لمراتب عالية، ويعطينا القدرة على الصمود والاستمرار. ورسالتي  لكلّ طالب وطالبة العلم يفتح أبواباً كثيرة أمامكم، فلا تغلقوها".  

عندما لا يكون أمامك خيار إلا النجاح فيما تفعله، فإنَّ المعجزات تتساقط عليك من السماء. هذه المعادلة يؤمن فيها كلّ فلسطيني لاجئ يعيش في مخيمات لبنان في ظلّ الحرمان من العشرات من الحقوق، ولديه طموح.. واقع يجعله ربما عرضة للإحباط في ظلّ التخبط مع ذلك الواقع المرير، ما يجعل الكثير من اللاجئين الفلسطينيين يتحدون هذا الواقع بالإبداع والتميّز.