نابلس - منال الزعبي - النجاح الإخباري - قالت جداتنا: "من رقّعت ما عريت ومن دبّرت ما جاعت"، تثبت الفلسطينية كلّ يوم ارتباطها بالأرض، لديها عزيمة لا توقفها صخور الدنيا ولا عثراتها، فهي المنتجة الخلّاقة، المناضلة، مربيّة الأجيال، ومصنع الرجال.

في مهرجان التسوّق الوطني الثالث الذي تحتضنه جامعة النجاح الوطنية، زاوية تروي قصة نجاح حاكتها المرأة الفلسطينية، مجموعة خريجات لم يحالفهن الحظ الوظيفي، لكنَّ عزيمتهن وأرادتهن كانت أكبر من الإحباط.

حول هذا تحدّثت سوسن صوافطة لـ"النجاح الإخباري، قالت: "نحن مجموعة خريجات أسسنا جمعية نسوية في بلدة برقين، بدأنا منها مشروعنا الخاص في التصنيع الغذائي، تحدينا الصعاب وخضنا التجربة فحصدنا نتائج النجاح".

على طاولات المعرض في مهرجان التسوق الثالث امتدت منتجاتهن بفخر فهي من خيرات الأرض المباركة، جبنة ولبنة وزيت  وزعتر والزيتون بألوانه، إلى جانبها المخللات بأشكالها وألوانها التي تفتح الشهية وتحتل مكانة عالية بين الأطباق على السفرة الفلسطينية خاصة في شهر رمضان.

وعن المنتجات قالت صوافطة: "منذ البداية واجهتنا صعوبات تكمن في عدم استدامة الانتاج، ومحدوديته، بالإضافة لعدم ثبات الجودة، فاتجهنا لتدريب سيدات وفتيات على عملية تصنيع المنتجات لنضمن جودة أفضل وانتاج منتظم يلبي الطلب المتزايد".

ولفتت صوافطة إلى أنّهن ابتكرن أنواعًا وأطعمة جديدة وجدت استحسانًا بين الناس، كالزيتون الأخضر والأسود محشو باللبنة، وكذلك اللبنة المنكهة بالزعتر الأخضر، والشطة، وعلى صعيد الخلطات بيّنت أنَّهن ابتدعن خلطة تمكّن ربة المنزل من الاستفادة من ثمار الباذنجان الكبيرة من خلال تقطيعها وإضافة الجزر والثوم والفلفل الحلو والحار والبقدونس وكذلك المكسرات ثمَّ غمرها بزيت الزيتون، وهي خلطة عليها الكثير من الطلب بحسب صوافطة.

هؤلاء الخريجات نهضن بمشروعهن، فبعد مشاركتهن مع مؤسسة كير بمعرض خاص، تمكّن من تحديد رؤية العمل، والسعي لخلق مشروعهن، من مؤقت إلى دائم، فكانت خطوة جدية نحو شركة ومصنع نسوي ينتج منتجات تهم الأسرة الفلسطينية، فتحت الآفاق لاستثمار مواد خام من ربات البيوت اللواتي تهافتن على الشركة لتزويدها بالألبان والخضروات، والزيت، والجبنة، والزعتر الأخضر.

وأكّدت صوافطة أنَّ عشر سنوات من الجد كانت كفيلة في تطوير المشروع وخلق هوية باتت معروضة في السوق الفلسطيني، ووجدت المنتجات طريقها للتربع على رفوف المحلات حتى أصبح هناك شركات وتجّار ثابتون لتسوّق المنتجات بالإضافة إلى نقاط بيع في مختلف المناطق.

سوسن صوافطة التي أشادت بمشاركتها في مهرجان التسوق الثالث على أرض جاكعة النجاح الوطنية، قالت: "فخورة جدًا أنني اليوم في أحضان جامعتي الحبيبة، هذا المكان الأكاديمي الذي يخرّج الشباب ثمّ يضعهم وجهًا لوجه أما الأفكار والمشاريع والقطاع الخاص، رسالتي لكل خريج ألخّصها بأنَّ الوظيفة تملكك أما المشروع فأنت تملكه، فلا تقفوا مكتوفي الأيدي خاصة ونحن نواجه واقعا صعبًا وسوق عمل أصعب".

النجاح هدف يقف في آخر طريق شاق، ولا يمكنك الاكتفاء منه، لذا تسعى سوسن وزميلاتها حثيثًا ليظلّ منتجهن ناجحًا ومرغوبًا، ويخططن لإيجاد مقرّ لمصنع متطوّر يرقى بمنتج فلسطيني بيتوتي.