نابلس - النجاح الإخباري - رأى المحلل السياسي عماد بشتاوي، أن نتنياهو استفز الشارع الإسرائيلي قبيل انتهاء الانتخابات الاسرائيلية قائلاً لهم، إذا لم تهبّوا لصناديق الاقتراع فالعرب في طريقهم للوصول بعدد أكبر.

وقال بشتاوي "للنجاح"، إن هذه سياسة نتنياهو المعروفة في أسلوب الدعاية خاصة في الساعات الأخيرة من الانتخابات.

وفيما يتعلق بنسبة الإقبال المنخفضة على صناديق الاقتراع الإسرائيلية، أضاف: "سيكون هناك إشكالية تواجه حزب الليكود وباقي الأحزاب الإسرائيلية المشاركة في حال لم يكن إقبال على صناديق الانتخابات".

وتابع: " ممكن أن يفوز غانتس كحزب أغلبية، لكن المتوقع أن يعجز عن تشكيل الحكومة، خاصة إذا لم يقُنع أحزاب اليمين بالانضمام اليه، وإذا اقنع أحزاب اليمين بالانضمام، فانه لن يختلف عن نتنياهو في شيء".

 وأوضح، أن غانتس في هذه الحالة سيشكل حكومة مما يسمي "اليسار"، إضافة لحزب يميني وهذا الحزب اليميني سيشكل بيضة القبان، وبالتالي سيسقط الحكومة بأي شكل".

ولفت بشتاوي أنه في حال عجز غانتس عن تشكيل الحكومة هو وحزب الأغلبية ستتحول الكرة الى نتنياهو ونتنياهو قادر على تشكيل حكومة.

 أما الكاتب الصحفي والمحلل السياسي هاني حبيب، فقال "إن الليكود برئاسة نتنياهو تحدث عن الحل باعتبار ذلك ضم مستوطنات الضفة الغريبة المحتمل على ضوء صفقة القرن هو الحل والورقة الأقوى له، وأن هناك تهدئة ودولة لحركة حماس، بينما "الأزرق والأبيض"، يشير الى حل الدولتين المُفرغ من جوهره بعد عملية ضم المستوطنات الكبرى وبقاء القدس عاصمة لإسرائيل".

وأكد حبيب أن غانتس يتمسك شكلا بحل الدولتين، وربما يتعهد وفقا لبعض المعطيات أو الخطط التي قام بها معهد الامن القومي الإسرائيلي، والذي أيّده غانتس بالانسحاب من جانب واحد من أراضي الضفة الغربية دون مفاوضات.

 وتوقع حبيب، أن هذا الحل الممكن في حال تسلم حزب الأزرق والابيض الحكم في إسرائيل.

وفي حديثه حول المفاوضات التي جرت بين إدارة سجون الاحتلال والأسرى الفلسطينيين قبل الانتخابات الإسرائيلية، أوضح حبيب، أنه ما كان لها أن تؤتي ثمارها على ضوء استخدام قوات الاحتلال المفرط للقوة في تعامله مع أسرانا، معتبراً أن التصريحات التي صدرت عن نتنياهو ووزير الامن الداخلي جلعاد أردان، هي دليل على التمسك بإجراءاتهم العقابية دون التراجع عنها.

وشدد على أن نتنياهو وأردان سيرضخون في كثير من الملفات فيما يتعلق بالمفاوضات مع أسرانا الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

من جهته قال المتخصص في الشأن الإسرائيلي نضال وتد، إن الفرق بين نتنياهو وغانتس فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية هو مستوى التصريح، موضحا "أن نتنياهو أعلن عن رفضه إقامة دولة فلسطينية وضم المستوطنات الإسرائيلية".

ولفت وتد، إلى أن غانتس وحزبه يريدان تسوية سياسية إقليمية، دون الإقرار بوجود فريق فلسطيني مفاوض وبالتالي فان المهمة الملحة من وجهة نظر الحزب، هي مهمة تعزيز الاستيطان وهذا لا يختلف كثير عن سياسية الليكود.

وكشف، أن هناك من يريد منح الفرصة لتسوية إقليمية في حالة توافرت أجواء مريحة لإطلاق مبادرة سياسية، لكن الشروط الأساسية لحزب "أزرق وأبيض"، لا تختلف عمليا عن حزب الليكود وهي في اقصى حد تمنح الفلسطينيين حكم ذاتي لا أكثر.

وحول المشاركة العربية في الانتخابات الإسرائيلية وانخفاض نسبتها الى 27% ، أكد وتد، ان الأحزاب الفلسطينية في الداخل الفلسطيني أعلنت انها في حالة طوارئ وأن نسبة التصويت لا تتعدى  37 % .

وقال: "الآمال معلقة في ارتفاع نسبة التصويت كي تجتاز الـ 40 %، لأنه اذا لم تصل لهذه النسبة سيهدد ذلك بقاء القائمتين العربيتين.

ولفت إلى إعلان وزيري الأمن الداخلي جلعاد اردان ووزير تعليم الاحتلال نفتالي بينيت، الذين قالوا فيه انه كي ينجح اليمين لا بد من سقوط قائمة عربية، مشددًا على ضرورة المشاركة الفلسطينية لدعم القوائم العربية.

في ذات السياق توقع الخبير في الشأن الإسرائيلي حمد الله عفانة، انضمام غانتس الى الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو، قائلاً إن "هذا الأسلوب استخدمه حزب العمل ضد غانتس في الحملة الانتخابية لزيادة مقاعد حزب العمل".

وتسائل عفانة أنه في حال لم تسعف الأصوات الانتخابية نتنياهو وحزبه، كيف سيكون حال الرئيس الأمريكي ترامب حين يطرح مبادرته للسلام؟  معتبرًا، أن نتنياهو لا يستطيع الحديث عن مسيرة السلام وحكومته حكومة يمين متطرف.

وأشار أن هناك سيناريوهات ومخاوف من قبل نتنياهو وهذا ما دعاه كما في انتخابات عام 2015، حين اتهم العرب انهم يهرولون للانتخابات واليمين في خطر، واليوم يستخدم نفس الأسلوب.