غزة - مارلين أبو عون - النجاح الإخباري - شابة فلسطينية ، من رحم المعاناة والحصار ترعرعت ، وكأبناء جيلها واجهت واقعاً صعباً لكنها لم تيأس.. بل فكرت وخططت وأبدعت في مجال ليس ببسيط.

جمانة النجار ابنة مدينة خانيونس، درست في جامعة الأزهر وتخصصت في الطب المخبري، وهو بعيداً كل البعد عن هوايتها وشغفها،  لكن حبها واصرارها على هذا العمل جعلها  تبدع في صنع زيوت معالجة لجميع أنواع الشعر والبشرة ،وأي مشكلات أخرى، منتجاتها مستخلصة من الزيوت الطبيعية النادرة، بعيداً عن المواد الكيماوية التي أصبحت تغزو أسواق منتجات الشعر والبشرة، فكانت في كثير من الأحيان تترك آثاراً سلبية.

جمانة التي اصطدمت كغيرها من بنات جيلها بتلك المنتجات التجميلية والعلاجية، تقول لمراسلة النجاح الاخباري أن بدايتها كانت من هذا الأمر الذي دفعها لمحاولة استكشاف هذه الزيوت ومعرفة طريقة استخراجها لعلّها تستخلص علاجاً حقيقيا لمشكلاتها، وبعد أن جربت كثير من المستحضرات والزيوت لبشرتها وشعرها فلم تجد أي نتيجة ايجابية .

وأوضحت أنها تستخرج زيوتاً من بذور النباتات وأوراقها ولقاحها عبر جهاز حديث تعبت كثيرا عندما حصلت عليه.

وللمتصفح وللوهلة الأولى حينما يطالع صفحتها التي خصصتها لمشروعها عبر الفيس بوك يظن أنها  لاحدى الشركات الكبيرة لصنع الزيوت والعطور، تقول جمانة أنها أنشأت صفحة خاصة بمشروعها على موقع "فيسبوك" لنشر أعمالها ومنتجاتها، كما تستقبل مشكلات المتابعين، وتُقدم لهم حلولاً علاجية مستخلصة من زيوت خام وأصلية ونادرة بالقطاع.

وأشارت إلى أن علاجاتها أثبت فعاليتها بالنسبة للمواطنين، فكثيرة هي عبارات الشكر والامتنان التي تتلقاها من الذين اشتروا منتوجها، وقد عبروا عن مدى ارتياحهم لأن الزيوت التي تنتجها لم تكن مثل الزيوت الكيماوية التي أضرت بها أكثر مما نفعت.

ومن المنتجات التي يكثر عليها الطلب في غزة، هي  المتعلقة بالشعر والوجه بكافة الأنواع والروائح والاشكال المحببة للنفس.

دوافعها للعمل

وعن دافعها وراء هذا المشروع، تقول جمانة إن الهدف الأول كان مادياً نظراً لقلة فرص العمل، وعدم ايجاد فرصة مناسبة لآلاف  الخريجين، فاضطرت لايجاد شي هي تبدع فيه وتتقنه ويدر عليها ربحاً يعينها في تلك الحياة الصعبة، والسبب الثاني تقديم منتجات وزيوت جيدة ومفيدة للناس.

وتذكر لنا أن في حياتها أناس تكن لهم كل الاحترام والتقدير لانهم آمنوا بموهبتها وساعدوها للوصول للهدف، منهم والدتها التي ساعدتها ماديا ومعنوياً حتى رأى  مشروعها النور،تقول ل النجاح :" طالما قدمت لي أمي الدعم النفسي والمادي ، يليها في ذلك أخي الطبيب، كان يساعدني في عمل المستحضرات والتعرف أكثر على بعض الخصائص من الزيوت والأعشاب، فهو ساعدني من ناحية العمل، وصديقتي أيضاً كانت تروج لما أعمله بين الأهل والاصدقاء والحي الذي كانت تقطن فيه وترسل لي الزبائن لشراء مايحتاحونه، فلهم جميعاً أكن احترامي وتقديري. "

مصاعب تواجه مشروعها الصغير

من أهم الأمور التي تقف في وجه مشروع جمانة وغيرها من شباب القطاع، يتمثل في الحصار المطبق على أنفاس المواطنين في غزة، فكثيراً ما تجد صعوبة في استيراد بعض المواد الخام لانتاج زيوتها المتعددة، من الخارج ، وأيضاً انعكس هذا الحصار على القدرة الشرائية لدى الناس، فقلة اقبال الناس على شراء المستحضرات الطبية والعلاجية ناتج عن ضعف الامكانات المادية.

مناشدة من شابة لها طموح

تأمل جمانة أن يتم تبني مشروعها الصغير، لما له فائدة عليها وعلى غيرها بالإضافة إلى أنها تحتاج لمكان مخصص لصنع منتجاتها، وعرضها للزبائن ،بالإضافة لتطوير هذا المشروع من قبل الشركات ذات العلاقة، لتصديره للخارج، على أنه صنع بأيدٍ فلسطينية.

جدير بالذكر أن قطاع غزة يمر بأزمة خانقة منذ ما يقارب 12 عاما، ارتفعت فيه نسبة البطالة حتى وصلت إلى ما يقارب 60%،  تلك الأزمة التي فاقمت مشاكل كثير من العائلات، والشباب الذي وضع شهادته مركونة في المنزل وأخذ يبحث عن فرص عمل مناسبة ولم يجد ،مما دفعه لايجاد أساليب وطرق بديلة عن طريق انشاء مشاريع فردية صغيرة ،بأفكار تعود بالمنفعة على أبناء شعبهم وعليه .