الخليل - أحمد زماعره - النجاح الإخباري -  العديد من المؤسسات والمراكز تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة،أحدها جميعة "إكرام المسنين" التي تعنى بتقديم الخدمات للمسنين.

هذه الجمعيّة التي بدأت فكرة وتعرَّضت لسيل من الانتقادات إذ قامت على أساس الخلط بين تقديم المساعدة والعون للمسنين في منازلهم، وبيت للعجزة يأوي المسنين.

ولتوضيح الفكرة، قال المدير التنفيذي لجمعية إكرام المسنين أكرم مشعل لـ"النجاح الإخباري": "إنَّ الجمعية تعنى بتقديم المساعدات والخدمات والمعونات للمسنين وهم في منازلهم، وخاصة المهمشين منهم، نافيًّا بالمطلق أن تكون ملجأ للعجزة أو بيتًا للمسنين".

وأوضح مشعل أنَّ إكرام المسنين يتمّ من خلال الوفاء لهم والمحافظة على كرامتهم، ورفع مستوى معيشتهم والاهتمام بهم، بالتعاون مع المؤسسات الخيرية والمجتمع المحلي.

وبيَّن أنَّ الجمعية بدأت عملها بتنفيذ مسح ميداني لكبار السن المحتاجين في مدينة حلحول شمال الخليل، للتعرف على الوضع الاجتماعي والصحي والاقتصادي للمسنين، ومن ثمَّ انطلقت لباقي بلدات وقرى ومخيمات شمال محافظة الخليل.

وحول سؤال عن الاختلاف بين الخدمات التي تقدّمها جميعة "إكرام المسنين" وبيوت العجزة، أشار أنَّ الجمعية تذهب للمسنين في منازلهم وأماكن سكناهم، وتقدِّم لهم كلَّ ما يحتاجونه من أدوية وكراسي للمقعدين وسماعات أذن، ونظارات طبية وفرشات بشكل دوري، من خلال فريق متطوعين يتبعون للجمعية، ولم يتم استقبال أيَّ مسن داخل الجمعيَّة.

كما أشار إلى أنَّ الجمعية تقوم بتوفير المأوى والمسكن الصحي والأمن للمسنين في أماكن إقامتهم، والخدمات المعيشية، والصحية، والاجتماعية، بالإضافة للخدمات الترفيهية والتأهيلية، وأنَّ الجمعية وفريق متطوعيها يقومون بجولات توزيع المساعدات والخدمات على مسنين بين  فترة وأخرى.

وأضاف أنَّ "إكرام المسنين" نظَّمت العديد من الأيام الطبية المجانية التي استهدفت المسنين، وتمَّ من خلالها تقديم الفحوصات الطبية المجانية، اشتملت، فحص العيون، وفحوصات شاملة للأمراض التي تغزو الجسد في مرحلة الشيخوخة، كل  ذلك تمَّ خلال الثلاثة الشهور الأولى من عمر الجمعية حديثة النشأة، بحسب مشعل.

وتابع مشعل: "طبيعة الخدمات التي تقدّمها الجمعية لم تقف على الخدمات المادية الملموسة التي نقدمها لكبار السن، بل تعدا ذلك إلى تبني مشاكلهم، والعمل على حلها، من خلال تلبية احتياجاتهم والدفاع عن حقوقهم، والمشاركة في سن القوانين الخاصة بهم".

وأردف قائلًا: "مساعينا تمتد أيضا لزيادة الوعي المجتمعي لمشكلة المسنين واحتياجاتهم، والعمل على تقوية الروابط الاجتماعية والعائلية فيما بينهم".

وتحاول جمعية إكرام المسنين الاستفادة من الموروث الكبير والخبرات المتراكمة التي حصل المسنون عليها من تراكم الحياة والتجارب التي مروا فيها، وإشراكهم في الأنشطة الحياتية.

وقال المدير التنفيذي لجمعية إكرام المسنين، إنّ الاهتمام بكبار السن يحتاج إلى تعاون مشترك بين عدَّة مؤسسات منها الصحية والخدماتية والممولة، لتشكل في المحصلة عناية فائقة وحزمة خدمات متكاملة.

وأضاف: "تعاونت الجمعية مع العديد مع المؤسسات الطبية والصحية لتنفيذ أيام طبية استهدفت المسنين، لمتابعة أوضاعهم الصحية بالدرجة الأولى، ومواجهة مشكلاتهم الناتجة عن كبر سنهم، ووقايتهم من أمراض الشيخوخة.

وفي ذات السياق أشار مشعل إلى أنَّ بنك الأهداف الذي في جعبة الجمعية مليء بالخدمات والأنشطة التي تستهدف المسنين، من خلال إنشاء نادي كبار المسنين الذي يشمل متنزَّهًا بمواصفات عالية الجودة، كذلك ملاعب صغيرة لتوفير جو من الترفيه والتسلية لكبار السن، وبرك سباحة خارجية وداخلية لتنفيذ برامج العلاج الطبيعي لكبار السن، بإشراف طاقم طبي متخصص.

كما ستوفِّر الجمعية العديد من الجوانب الترفيهية التي ربما ستكون الأولى من نوعها  لكبار في السن في فلسطين، من خلال بناء مكتبة إكرام المسنين تضم كتب التراث الشعبي الفلسطيني الذي يعيد لأذهان المسنين أمجاد ماضيهم الذي عاشوه، ما يضفي عليهم جوًا من الراحة والانبساط، واستذكار الزمن الجميل الذي عايشه البعض منهم.

وتمتد الخدمات التي تطمح الجمعية لتوفيرها إلى إنشاء جناح التراث الشعبي والفلكلوري الفلسطيني الخاص بمحافظة الخليل، والذي يوفّر جوًا أصيلًا يستهوي كبار السن.

وأكَّد على أنَّ تلك الطموحات والخطط المستقبلية التي تصبو الجمعية للوصول إليها تحتاج دعمًا مستمرًا  تطمح الجمعية بالحصول عليه من التبرعات وأهل الخير، منوّهًا إلى أنَّ الجمعية حصلت على فتوى من دار الإفتاء الفلسطينية بجواز حصولها على أموال الزكاة والصدقات والتبرعات.