هاني ابو رزق - النجاح الإخباري - ساحة السرايا الواقعة وسط قطاع غزَّة  تحوّلت مجدَّدًا مأوى للعائلات المشرَّدة من المنازل التي كانوا يقطنونها بالإيجار، بسبب تراكم الأجارات وعدم قدرتهم على الدفع.

حال كالمستجير من الرمضاء بالنار، فساحة السرايا وسط غزة أصبحت ملجأهم المتخم بالخيم المتلاصقة لأسر وأطفال يحاولون ستر عوراتهم بقطع قماش بسيط لا يدفع حر الصيف ولا برد الشتاء.

أربع خيام أوقفتنا الأولى للمواطن تامر حسين والذي جاء برفقة زوجته وطفليه للساحة بعد أن طردهم صاحب المنزل يقول : "كنت مستأجرًا في منطقة معسكر الشاطئ الشمالي وتراكمت علي الأقساط فطردني المالك ولم أجد إلا السرايا قبل ما يقارب الـ 5 أيام وتحديًا الأحد الماضي،  وتابع حسين:" صاحب المنزل حجر على أثاثي لحين سداد المبلغ المطلوب"، مشيرًا إلى أنَّه توجه إلى ساحة السرايا كونها فارغة ومن الممكن أن ينظر المسؤولين لهم خاصة أنَّه مكان حيوي في غزة.

وأضاف: " أعاني من مرض نفسي واشتغلت في أعمال لا تتطلب جهدًا"، مطالبًا المسؤولين بإيجاد حلّ له ولعائلته المشردة بلا مأوى ففصل الشتاء بات على الأبواب.

الخيمة الثانية لتعود لممواطن عمر أبو نمر  والذي تحدى الاحتلال والظروف مصرًّا على أن يكون عريسًا خلال أيام العدوان على غزّة عام (2014) في أحد مراكز الإيواء مثبتًا أن الحرب ليست ساحة للحزن والويلات فقط.

تنقّل أبو نمر وزوجته بين مدارس الإيواء قرابة خمسة شهور كان آخرها

مدرسة في حي تل الهواء إلى أن تمَّ طردهم بالقوة، تنقل بين منازل الأجار، وخلال تلك الفترة رزقه الله بطفلين "محمد ويوسف"  يقول أبو النمر :" كنت أعمل سائقًا وبالكاد أوفر أجرة السكن وقوت عيالي لكن بعد تعطلي عن العمل لم أعد قادرًا على سداد الأيجار لذا لجأت مع "عفش" منزلي من ثلاجة وبعض الملابس ومستلزمات المطبخ وافترشت بها ساحة السرايا الملجأ الوحيد لنا .

 وتابع :" خلال الفترة التي مكثتها أتى أفراد من حركة حماس واخبروني بضرورة إزالتها، فجنَّ جنوني وصرخت "أحرق حالي يعني، وين أروح فش إلي مكان ثاني ".

هذا  وطالب عمر الملقب بـ "عريس الحرب" بتوفير سكن له ولو بشكل مؤقت خاصة أن زوجته حامل.

الخيمة الثالثة لأكرم البهلول( 34) والذي يقيم وأفراد عائلته الخمسة هناك قال :"مضى على وجودي هنا خمسة أيام بعد أن طردني صاحب المنزل وحجز أثاثي حتى أدفع ما علي من ديون . وتابع البهلول "لمراسل النجاح " قائلًا : "كل ما حملته من بيتي  بعض الاقمشة البسيطة حتى أصنع منها خيمة أستر بها عائلتي، وأخذتها عنوة عن صاحب المنزل الذي تشاجرت معه وصفعني على وجهي، مشيرًا إلى أنَّه كان يعمل بمهنة الخياطة التي تراجعت بشكل كبير.

على بعد أمتار قليلة تقف آخر الخيام للمواطن محمد أبو جياب والذي يعيش بها مع أبنائه الأربعة.

 لقبه البعض برجل المقابر التي عاش بينها قال :" بعد مغادرتي للمنزل الذي أسكن به لم أجد مأوى فقصدت المقابر ومكثت فيها أكثر من تسعة شهور ولم يكترث لي أحد" مطالبًا بمنزل يؤويه وأبناءه"، مشيرًا إلى انفصال زوجته عنه إثر الأوضاع الاقتصادية والتشرد.

ويبقى السؤال الأهم هنا، هل سيواصل المواطنون احتشادهم في ساحة السرايا بلا مأوى؟

 ماذا لو تمَّ  توزيع المشاريع الاسكانية بشكل عادل ودون واسطة أو محسوبية .