وفاء ناهل - النجاح الإخباري -  (700) أسير مريض من بينهم (110 ) أسرى مصابون بأمراض تهدد حياتهم، إقتحامات واعتداءات يومية، هجمة شرسة تشنها مصلحة سجون الاحتلال بحق الأسرى.

مختصون بشؤون الاسرى، أكدوا أن ما يحدث في السجون سياسة ممنهجة من حكومة اليمين المتطرف، الذي يريد إضعاف إرادة الأسرى والنيل من عزيمتهم، فما الذي يدفع حكومة الاحتلال لشن هذه الهجمة بحق الأسرى؟ وما الرسالة التي يريد الاحتلال أن يمررها للرأي العام الإسرائيلي؟ وما الذي يجب فعله لمواجهة هذه الإنتهاكات والجرائم المستمرة بحق الأسرى؟

أوضاع قابلة للإنفجار

رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة، أكد أن الأوضاع داخل السجون مزرية ومعقدة جراء الاجراءات المتتالية، خلال السنوات الأخيرة، في ظل حكومة اليمين المتطرف، التي حولت قضية الأسرى لرأي عام وتتخذ كافة الإجراءات إستجابةً للرأي العام الإسرائيلي.

وأضاف خلال حديثه لـ"النجاح الاخباري": حكومة الاحتلال ليس لديها أي إنجازات، لذلك تشحن الرأي العام بمعلومات تحريضية، ما يجعل المجتمع الإسرائيلي يمارس ضغوطاً، تستجيب لها حكومة الاحتلال وكل ذلك في إطار تسابق  على أصوات الناخبين بإسرائيل،  خاصة خلال الاونة الأخيرة وبعض الوزراء يريدون تحسين فرصهم داخل أحزابهم، وهم يتنافسون على من يتطرف بشكل أكبر ضد الشعب الفلسطيني وفي مقدمتهم الأسرى".

وتابع قدورة:" من المتوقع أن يتخذ الاحتلال سلسلة من الإجراءات بعد إنتهاء الأعياد اليهودية، وخلال العام الماضي شارك في الإضراب ما بين (1200-1300) أسير، لكن هذه المرة وإذا نفذت حكومة الاحتلال اجراءاتها التي تتحدث عنها، سيكون هناك إنفجاراً وردة فعل سيشارك كل الأسرى والذين يصل عددهم الى (6000) أسير، فما ينوي الاحتلال القيام به غير مسبوق وإعتداء مباشر على حقوق سبق أن أنجزها الأسرى على مدار سنوات طويلة بالإضراب عن الطعام وبجهدهم وليست منةً من أحد، وأن تصادر مرة واحدة سيكون فوق طاقة إحتمالهم لذلك فالأوضاع قابلة للإنفجار".  

وحول الاوضاع الصحية للأسرى، قال قدورة:"  هناك ما يقارب (700)  اسير مريض، منهم ما يقارب (110) أسير مصابون بأمراض تهدد حياتهم، كأمراض القلب والسرطان والكلى والكبد، وبعظهم أطرافه مقطعة، والاحتلال يقدم الحد الأدنى من العلاج، أي بما يبقيهم على قيد الحياة، لكي لا يستشهدوا فهذا الأمر يخيف اسرائيل من الرأي العام الدولي".

وحول عدد الاسرى الاداريين تابع:" هناك (430) أسير إداري داخل السجون، منهم (3) أسرى يخوضون إضراباً عن الطعام على خلفية إعتقالهم الإداري".

وشدد  قدورة:" ما  يحدث مع الإسرى في إطار إستراتيجة إعتمدتها دولة الاحتلال ولم تعتمدها مؤسسة بعينها حتى تتمكن مؤسسات فلسطينية من مواجهتها، لذلك فنحن كهيئة شؤون الأسرى نقوم بما يمكن ولكن لن نستطيع بمفردنا أن نتصدى للمخطط الذي ينفذ بحق الأسرى، وطالما أن إسرائيل تواجهنا بإستراتيجية يجب أن تقوم إستراتجية وطنية "الشعب الفلسطيني بمواجهة المؤسسة الاسرائيلية".

هجمة شرسة

من جهته قال مستشار هيئة شؤون الأسرى والمحررين لشؤون الإعلام، حسن عبد ربه:" الأسيرات في سجن "هشارون" وعددهن ما يقارب (32) أسيرة  يمتنعن عن الخروج الى ساحة الفورة إحتجاجاً على تشغيل وتفعيل كاميرات المراقبة، فهذا الإجراء يمس بكرامة الاسيرات وخصوصيتهن بشكل لا أخلاقي، وكان هناك موقف تضامني من قبل الاسرى  في عدة سجون".

وتابع في حديث لـ"النجاح الاخباري": وهناك مطالبات قانونية من خلال المحامين وخطوات الأسيرات وتضامن الاسرى معهن".

وأضاف عبد ربه:" الاسرى يتعرضون لهجمة شرسة من مصلحة السجون من خلال لجنة شكلها ما يسمى بوزير أمن الاحتلال جلعاد أردان، هدفها  العمل من أجل تضييق الخناق على الاسرى، بمصادرة ومنع إدخال الكتب للسجون، وعمليات الاقتحام والتفتيش، ونحن أمام هجمة شرسة من قبل مصلحة سجون الاحتلال وهذا تصعيد عنصري، هدفه النيل من عزيمة وإرادة الأسرى".

إستهداف ممنهج

مدير مركز حريات حلمي الاعرج، أكد أن هناك استهدافاً ممنهجاً من قبل الاحتلال للاسرى وتحريض غير مسبوق من قبل الحكومة الاسرائيلية على حقوقهم، فالاحتلال يحاول تارةً وسم نضالهم بالإرهاب وتارةً أخرى يسن قانوناً لقطع وسرقة مخصصات الاسرى وعائلاتهم،  والان اللجنة التي شكلها اردان تحت مسمى" سحب الإنجازات" بتوجيه من الحكومة الاسرائيلية،  وكأن هناك إنجازات! فما يعيش في كنفه الاسرى حقوق منصوص عليها في القانون الدولي الانساني وإتفاقية جينيف الرابعة، وهي دون الحقوق المطلوبة.

وتابع خلال حديثه لـ"النجاح الاخباري": ظروف الأسرى غايةً بالصعوبة وفي اضراب الـ( 17) من نيسان الاخير خلال العام الماضي، شكلت لجان من قبل الاحتلال لتحسين شروط ظروف إعتقال الأسرى، أما أن يتم تشكيل لجان لسحب الإنجازات، هذا يعني أن هناك هجوماً مبرمجاً لتضييق الخناق على الأسرى لإرضاء النزعة اليمينية المتطرفة والمتنامية، في صفوف المجتمع الإسرائيلي، والتنافس الحزبي من أجل الإنتخابات".

وأضاف الأعرج:" ما اعلن عنه من قبل اللجنة التي شكلها أردان،  سحب الكتب التعليمية،  وإخراج الأسرى للفورة أثناء عملية التفتيش الامني للغرف، والتي ربما تصل لثلاث مرات يومياً صيفاً وشتاءً، بما في ذلك الحالات المرضية، حيث تتراوح فترة التفتيش لما لا يقل عن ساعة، إضافةً لمنع الأسرى من شراء المواد الغذائية المجمدة، وإلغاء الزيارة الثانية للأسرى والتي كانت مطلباً أساسياً بالأضراب الاخير الذي إستمر (41) يوماً".

وأكد :" ما يحدث  بإختصار استهداف لحقوق الأسرى في الحركة والدراسة والغذاء والعلاج، كوسيلة للضغط على الأسرى من أجل الجنود الاسرائيليين الأسرى في محاولة لإستعادتهم".