شوق منصور - النجاح الإخباري - دفع ارتفاع ضحايا ضحايا لعبة "الحوت الأزرق" التي انتشرت في الأونة الأخيرة على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ومختلف ألعاب الموت عبر الشبكة العنكبوتية،دفعت الكثير من المراقبين للدعوة للتدخل بشكل عاجل من قبل وزارة التربية والتعليم ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بصفتها المسؤولة عن حماية الطفولة لاتخاذ إجراءات تحجب موقع اللعبة أو التطبيق للحد من مشاركته وتحميله في الهواتف النقالة للأطفال والمراهقين.

وفي هذا الصدد، أكَّد مدير أكاديمية الصحفي الصغير فضل سليمان أنَّ الأكاديمية بصدد توجيه دعوة مفتوحة لكل أولياء الأمور لجهة المزيد من الاهتمام بما يجري من علاقة قوية  ومؤثرة بين أنواع الأجهزة الإلكترونية كافّة عمومًا، والمواقع المختلفة وتحديدًا المواقع والألعاب الضارة والمخيفة والتي لها انعكاسات نفسية واجتماعية على الطفل.

 وقال سليمان إنَّ الأكاديمية بصدد توجيه دعوة مباشرة إلى الجهات المسؤولة كوزارة التربية والتعليم لتتخذ الاحتياطات والإجراءات بعد أن تقوم برصد وجمع معلومات والتحقق من المخاطر النفسية والتربوية عل الأطفال وأن تعمل على حجب أية مواقع فيها مخاطر على أبنائنا.

على من تقع المسؤولية؟

ويؤكد سليمان أنَّ المسؤولية الأولى تقع على أولياء الأمور،تليها وزارة التربية والتعليم.

وأضاف : " وحين تطالب وزارة التربية والتعليم أو وزارة الصحة بإغلاق المواقع الخطرة، تتحمل وزارة الاتصالات المسؤولية في حال عدم إغلاقها من قبل الشركات المزودة طبعًا،وعلى النيابة العامة أن تتحرك لتقوم بواجبها كما قامت بالمطالبة بإغلاق المواقع الصحفية ولكن كل ذلك على أثر المطالبة من قبل جهات المجتمع المدني ووزارة التربية والتعليم صاحبة الاختصاص".

واتفق ناشطون في أحاديث منفصلة مع "النجاح الإخباري": "أنَّه يجب تكافل وتكثيف الجهود بين مختلف القطاعات من وزارة التربية وحتى وزارة الاتصالات وتكنولوجيات المعلومات وحتى وزارة العدل، من أجل التصدي للعواقب الوخيمة الناجمة عن استعمال الأطفال والمراهقين للألعاب الالكترونية التي درجت في الفترة الأخيرة وباتت في متناول الأطفال".

ويرى الناشط بسام داوود  أنَّ المسؤولة أيضًا تقع على دور الإعلام ومنظمات حماية الطفولة والمجتمع المدني للتحسيس بخطورة هذه الألعاب القاتلة للتحكم في الوضع قبل انفلاته في الحالة الفلسطينية.

مصدر في وزارة التربية والتعليم أكَّد بدوره أنَّ المدرسة والمعلمين لن يستطيعوا وحدهم التصدي للظاهرة ومحاربتها.

وصرح لـ"النجاح الإخباري" الأحد :"الأولياء يتحملون جزءًا من المسؤولية وعليهم مراقبة أولادهم".

وواصل كلامه: "على الأسرة أن تراقب الهواتف الذكية وتحرص على أن يكون استعمال الطفل للانترنت تحت عيونها".

"النجاح" يقرع الجرس

تسليط الضوء على المشكلة يأتي في إطار التقارير التي تتحدث عن تسبب هذه اللعبة في أقل من شهر في مقتل ست حالات بانتحار مريب لأطفال ما بين (11) وحتى لمراهقين بين (15- 18) سنة، ما تسبب في حالة ذعر وذهول الشارع الجزائري.

وكانت صحيفة "ديلي ميل"  كشفت سر اللعبة وما أثير عن الاتهامات الموجهة لمؤسس اللعبة فيليب بوديكين من أنَّه، السبب وراء انتحار (16) تلميذة على الأقل.

 وقالت ديلي ميل: إنَّ بوديكين –21 عامًا -  اعترف، بالتهمة الموجهة إليه من تحريض (١٦) تلميذة على الأقل لقتل أنفسهن من خلال المشاركة فى جنون وسائل التواصل الاجتماعي التي يطلق عليها اسم الحوت الأزرق، ووصف الروسي، الضحايا بأنَّهن مجرد نفايات بيولوجية، وقالوا أنَّهن كانوا سعداء بالموت، وأنَّ ذلك كان تطهير للمجتمع.

موقع "إنستجرام" الذي تملكه شركة "فيسبوك" فشل في حذف جميع التدوينات التي تحرض الأطفال والمراهقين على إيذاء أنفسهم، وتدفعهم في النهاية إلى الانتحار، عبر التحدي المعروف باسم "الحوت الأزرق".

وحسب التحدي الذي انتشر على موقع "إنستجرام"، فإنَّ المستخدمين مطالبون على مدار أيام بارتكاب أفعال من شأنها إيذاؤهم ونشر صورهم بعد ذلك، منها مشاهدة أفلام رعب والاستيقاظ في أوقات غير معتادة وجرح أنفسهم.

وفي اليوم الخمسين من التحدي القاتل، يطلب مديرو اللعبة من المستخدمين الانتحار.

وتسبب التحدي الذي انتشر على مواقع تواصل اجتماعي روسية قبل نحو (4) سنوات، في انتحار أكثر من (130) مراهق في روسيا، فيما أقبلت دول عدة على تحذير المستخدمين منه.

وتطلق "فيسبوك" تحذيرات بشأن "الحوت الأزرق" على موقع "إنستجرام" لدى البحث عنه، وبإمكان المستخدمين الحصول على المزيد من الدعم والمعلومات عن اللعبة الخطرة.

وتقول الشركة: إنَّها تحذف كل التدوينات أو الصور المرتبطة بالتحدي، لكن آلاف الصور العنيفة التي تظهر أشخاصًا يجرحون أنفسهم أو مسابح مليئة بالدماء لا تزال متاحة، فضلًا عن مقاطع فيديو أخرى على موقع "يوتيوب".

وفي نوفمبر الماضي، ألقت قوات الأمن الروسية القبض على فيليب باديكين في موسكو، وهو واحد من مخترعي التحدي، بتهمة دفع مستخدمي مواقع التواصل على الانتحار.

وقال باديكين عن لعبته المميتة: إنّه "ينظف المجتمع" من الأشخاص الذين "لا يقدمون له شيئا".

وفي اخر تحديث لعدد ضحايا هذه اللعبة فقد وصلت في تونس حتى 12 مارس 2018، حالات الانتحار الى  7 أطفال من جراء اللعبة.

وفي مصر أثار انتحار نجل البرلماني المصري حمدي الفخراني بسبب لعبة "الحوت الأزرق" انتباه وسائل الإعلام إلى هذه اللعبة، وفي حين ظهرت بعض الحالات الاخرى بدء البرلمان المصري في مناقشة سن تشريعات لمعاقبة المتورطين في هذه النوعية من الجرائم الإلكترونية.

وفي بنغلادش تناقلت العديد من التقارير الإخبارية ووسائل الإعلام أخبار محاولات انتحار على صلة باللعبة.

وكانت فتاة (في سن المراهقة) قد انتحرت، وزُعم أنها قامت بذلك بسبب إدمانها للعبة "الحوت الأزرق" في تشرين الأول/أكتوبر عام 2017. 

وفي البرازيل ربطت العديد من التقارير الإخبارية في وسائل الإعلام حالات إيذاء النفس ومحاولة الانتحار للأطفال بلعبهم لعبة الحوت الأزرق.

وقد قامت الشرطة بعدد من التحقيقات؛ لكن لم يتم تأكيد أي حالة رسمية حتى الآن. هذا وتجدر الإشارة إلى أن ثمانية برازيليين حاولوا الانتحار بعدما كانوا قد عرضوا نفسهم للتعذيب، لذلك يًشتبه في أن يكون هذه الحادث له صلة مع اللعبة.