مهند ذويب - النجاح الإخباري - تدخُل مسيرة العودة الكُبرى أسبوعها الرابِع، واثقة بخطاها، وبأساليبها، وبسلميّتها المشروعة أمام بطشِ قوّات الاحتلال وقناصيه، ومدركة أنّ البوصلة تتوجّه إلى الاحتلال بشكلها الصّحيح والمَطلوب، مستمرّة حتّى تحقيق المطالب الفلسطينيّة المشروعة. 

تواصَل وحدات الكَوشوك، ووحدات المرايا، والطائِرات الورقيّة مقاومتها الفريدة، وتحضيراتِها لمواجهات الجُمعة الرابعة، فبعد جُمعة الكوشوك والمَرايا، ورفع العلم، ابتكر الشّبانُ الفلسطينيون طريقة جديدَة للنضال، فقد حُمّلت الطائِرات الورقيّة بالزجاجات الحارِقة، لتقف قوات الاحتلال مرّة أخرى عاجزة أمام هذه الابتكارات، وأمام الحرائق التي تنتشر في مناطِق ما بعدَ السّياج الفاصل، مما شكّل حالة استنزاف لقوات الاحتلال، فقائِد فرقة الاحتلال السابق في غزّة  آيتال آيزنبرغ حذّر أنّ الفلسطينيين يحاولون استنزاف القوات الإسرائيلية على الحدود، وربما يلجأون للمساسِ بالجنود الإسرائيليين، ولذلك يجب البحث عن أساليب ووسائل توقف هذه المسيرات قبل الوصول لمنتصف أيار المقبل، لأنها لن تتوقف عند هذا التاريخ، على حدّ قوله. 

وكانت صَحيفة يديعوت أحرنوت العبرية قالت: "إنّ مستوطِني غلاف قطاع غزة يعيشون حالة من القلق والهلع جراء مسيرات العَودة"، وأضافت الصحيفة: "أنّ المزارعون في مستوطنات غلاف غزة قلقون من استمرار تواجد المتظاهرين على حدود غزّة، ويخشَون تدفق آلاف الفلسطينيين عَبر الحدود للمستوطنات".

الخبير العَسكري اللّواء المتقاعد يوسف الشّرقاوي قال: " إنّ المستوطنين اعتادوا الاهتمام الدّولي وخاصّة الأوروبي بهم، فهم الطّفل المدلل لدولة الاحتلال، والمسيرات في غزّة استطاعت احراجهم واحراج الاحتلال دوليًا بسلميتها، لهذا يسعى المستوطنون للتّرويج أنّ هذه المسيرات تشكل خطرًا عليهم". 

وأكّد الشرقاوي في تصريح خاص لـ"النّجاح الإخباري": " أنّ جهات عديدة تضغط لإنهاء مسيرات العودة قبل 15/ أيار، لكنّ الشّعب في غزّة يعي أهميّة الاستمراريّة في لقطف ثمرات هذا النّضال". 

عماد الآغا، عضو اللّجنة القياديّة لمسيرة العَودة أكّد: " أنّ مسيرة العودة غدًا ستكون بعنوان يوم الشّهداء والأسرى، حيثُ سيتمّ رفعُ صور الشّهداء الفلسطينيين، والأسرى بمناسَبة يوم الأسير الفلسطيني".

وقال الآغا في تصريح خاص لـ"النّجاح الإخباري": " إنّ 22 من نيسان الجاري هو يوم أيضًا للأسرى العرب الذين اعتقلهم الاحتلال، وسيكون هناك أيضًا رفع لصورهم في المَسيرة، ونؤكّد على سلميّة المسيرات، والتي تطالب بالحقوق الشّرعيّة والوطنيّة للشّعب الفلسطيني، والتي أقرّتها الأعراف والمواثيق الدّوليّة".

وكانت الهيئة الوطنيّة لمسيرة العودة الكُبرى وكسر الحصار قالت : "إنّها نقلت مخيّمات العودة شرق قطاع غزة مسافة 50 مترًا باتّجاه الشّريط الحدوديّ،  مع قرب حلول شهر على انطلاقة الفعاليات لمسيرة العودة الكبرى.

وأكّد بيانٌ صادر عن الهيئة: " أنّه واستمرارًا للبرنامج الوطنيّ لمسيرات العودة وكسر الحصار، وكرسالة إصرار من شعبنا إلى العالم أنّنا ماضونَ قدمًا نحو أهدافنا المشروعة والثابتة، فإننا نعلن عن تقديم أماكن مخيّمات العودة مسافة 50 مترًا إلى الأمام".