مدى شلبك - النجاح الإخباري - أثبتت مواقع التواصل الاجتماعي وجودها في الحياة اليومية، فعلى مدار أكثر من عشر سنوات أخذت بالانتشار والتوسع، حتى باتت حياة موازية للواقع الذي نعيشه وجزء صعب الانفصال أو التخلي عنه.

وتلقى بعض الصفحات رواجًا بين المتابعين وتفاعلاً كبيراً، ووفقا للناشط والسوشلجي محمود حريبات فإن اكتساب بعض الصفحات عددًا كبيرًا من المتابعين، يعتمد على ذوق المتابع الشخصي واهتماماته فهناك من يهتم بالرياضة مثلا أو الأزياء أو الفن.. فيتابع صفحات تعرض مضمون يهمه، بالإضافة إلى مدى توافق المحتوى المعروض مع اهتمامات الشارع سواء كان المحتوى يعرض على شكل معلومات أو على شكل مواد مسلية.

تطبيقات متنافسة

وأوضح حريبات في حديث لـ"النجاح الإخباري"، أن ارتفاع عدد المستخدمين على فيسبوك يعود للمزايا التي يوفرها الفيسبوك نفسه، فالقدرة على التفاعل فيه مرتفعة عن طريق "اللايك" أو "الشير" أو "الكومنت"، كما أن مجتمع الفيسبوك متنوع، وفقًا لحريبات بالإضافة إلى عدد الحروف غير المحصور للمنشور الواحد.

وأضاف، أن نقطة عالمية ساهمت بانتشار الفيسبوك وهي استحواذ الشركة على تطبيقات أخرى كـ"إنستغرام" و "سناب شات"، الأمر الذي يساعد على اكتساب متابعين إضافيين، لافتًا إلى أن هذه الأسباب زادت التفاعل على فيسبوك، فيما حصرته على تويتر في فلسطين والأردن ومصر، علما بأن مستخدمي توتير على المستوى العربي يتركزون في دول الخليج العربي.

وأشار إلى أن عدم وجود 3G في فلسطين لمدة طويل، عمل على الحد من انتشار عدة تطبيقات كـ"تويتر" و"إنستغرام" و"سناب شات"  كونها تستخدم على الهواتف الذكية أكثر من استخدامها على أجهزة الحاسوب، وفي ظل إطلاق الـ 3G فإنهمن المتوقع أن تلقى هذه التطبيقات انتشارًا أكبر.

وأكد حريبات، على أهمية "توتير" في دعم ونشر الحملات الفلسطينية تحديدًا وأنه تطبيق جدي وتنحصر أحرف التغريدة الواحدة فيه لـ280 حرف، الأمر الذي يدفع المغرد لكتابة أهم النقاط في التغريدة الواحدة لمحدودية حروفها، بالإضافة إلى خصائص مهمة في تويتر كخاصية "الليستيغ" التي تتيح إنشاء قائمة تضم أهم المتابعين، إلى جانب القدرة على التفاعل مع المتابعين عن طريق المينشن أو إعادة التغريد، مشيرًا إلى أن توتير من أهم المنصات التي يستخدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما يدفع الإعلام التقليدي لمتابعة أخباره على صفحته على "توتير".

يذكر أن شركة "آيبوك" التي تُعنى بدراسة أداء مشتركي مواقع التواصل الاجتماعي أطلقت تقريرها السنوي "#سوشال_فلسطين" والذي ترصد فيه أداء وسائل التواصل الاجتماعي لعام 2017.

وبين التقرير أن تصفح موقع فيسبوك بلغ 69.20% بين عمري 15-29، فيما تبلغ نسبة حصة مستخدمي فيسبوك من الإناث في فلسطين %55.4، أما موقع تويتر، فيرى نحو %23 من الفلسطينيين بأنه موقع "النخب والنشطاء"، وفقا للتقرير.

حرية متواصلة

وأكد حريبات أن الاحتلال الإسرائيلي دائما يحاول إسكات الصوت الفلسطيني والصورة الفلسطينية سواء على أرض الواقع أو في الفضاء الافتراضي.

وقال: "كما يوجد حواجز على أرض الواقع وهدم بيوت واقتحامات، يوجد محاولة طمس للهوية والصوت الفلسطيني على مواقع التواصل الاجتماعي".

وأوضح أن الاحتلال يدرك مدى قدرة "السوشال ميديا" على التأثير لذلك أعاق على مدى سنين طويلة البدء باستخدام الـ 3G في فلسطين، مشددًا على أنه بالتزامن مع كثرة اعتقال الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، يوجد هناك أعداد كبيرة من المغردين والنشطاء يواصلون نشر أفكارهم.

يشار إلى أن تقرير شركة "آيبوك" ذاته بين أن إجمالي الاعتقالات والانتهاكات بحق النشطاء عبر مواقع التواصل في سجون الاحتلال الإسرائيلي بلغ ما يزيد عن 220 فلسطيني، على خلفية حرية الرأي والتعبير.