خاص - النجاح الإخباري - خلال السنوات الماضية تعرضت أراضي قرية فرعتا بمحافظة قلقيلية إلى جانب قرى (جيت و إماتين وتل) لتغول استيطاني من بوابة مستعمرة "جلعاد زوهر" التي تحوي كنيس يهودي ومدارس دينية متطرفة وفيها أبرز الحاخامات الذين ينادون بقتل العرب وتضم أخطر خلايا " تدفيع الثمن ".

في الأثناء، يعيش العشرات من المزارعين في المنطقة الشرقية التابعة للقرية، تحت رحمة ما يسمى بـ"التنسيق " مع سلطات الاحتلال، للسماح لهم ولعائلتهم بالوصول إلى حقولهم لقطف الزيتون.

ويؤكّد المزارع أمير مسعود، "أنَّ قوات الاحتلال تمنع وصولنا إلى أرضنا، وفي حال وصلنا يكون هناك تخوفات كبيرة من أن يهاجمنا جنود الاحتلال أو قطعان المستوطنين، الأمر الذي يضطرنا لانتظار مواعيد التنسيق".

وقال مسعود لـ"النجاح الإخباري": غالبية العائلات في القرية، تعتمد بشكل أساسي على هذا الموسم لتوفير قوت عامهم الكامل من الزيت والزيتون، كذلك نسبة جيدة منهم تعتمد على التجارة في الزيت ليكون مصدر رزق لهم ويوفر لهم دخلًا أساسيًّا يستطيعون من خلاله أن ينفقوا على عائلاتهم طيلة العام.

عاشت القرية فصولا مأساوية من اعتداءات المستوطنين خلال السنوات الماضية

بدوره يؤكد أحد الناشطين في القرية: "خلال فترة جني ثمار الزيتون في المناطق التي بحاجة إلى تنسيق، يظلّ جنود الاحتلال وما يسمى "الارتباط المدني" متواجدين بتعزيزات كبيرة بالقرب من قاطفي الزيتون، وذلك من باب التضييق على المزارعين، وليس لحماية المزارعين كما يدعي الاحتلال".

ويضيف لـ"النجاح الإخباري"، واصفًا ما يحدث في حال تدحرجت الأمور إلى الأسوأ خلال تواجد المستوطنين: "إذا تمّ الاعتداء على المزارعين خلال وجودهم في أراضيهم، فإنَّ جنود الاحتلال يطردون المزارعين ويفسحون المجال للمستوطنين لممارسة عدوانهم بكل الوسائل".

ويرى المواطنون في القرية لـ"النجاح الإخباري" أنَّ مستوطنة "جلعاد زوهر" كانت ولا تزال سببًا رئيسًا في تردي الوضع الزراعي للقرية خاصة وأنَّ نسبة كبيرة من الأرض التي يمتلكها المزارعون سخرت للاستيطان في تلك المنطقة.

" أراضينا   تشكل مصدر رزقٍ رئيسيّ لعشرات الأسر و كنا نزرعها بالزيتون كما الحبوب من قبل القمح والشعير". شدد مواطنون.

ويبدي المزارع أمين الطويل هو الأخر تخوفه من تأخر ما يسمى بـ" التنسيق" للوصول الى ارضه التي تعرضت قبل عامين الى اعتداء صارخ من قبل المستوطنين الذين قطعوا عشرات أشجار الزيتون المثمرة وردموا بئرا كان يستخدمه في ري مزروعاته.

ويتابع لـ"النجاح الإخباري" :" في كل عام، صرنا نحتاج إلى التنسيق مع الاحتلال للوصول إلى أرضي المزروعة بأشجار الزيتون، بحجّة أنها قريبة من مستوطنة "جلعاًد زوهر".

عن صفحة مركز أبحاث الأرض (ارشيفية)

وتعاني القرية حوالي (700) م عن سطح البحر، من الاستيطان الذي يحيط بها، بينما تحتاج 75% من أراضي القرية  الواقعة في المنطقة الشرقية إلى تنسيق مع سلطات الاحتلال كي يستطيع المزارعون الوصول إلى أراضيهم، آلاف الدونمات المزروعة بأشجار الزيتون، تتوزع في منطقة "السطح" والعقبة والعماير،و يُمنع أصحابها من الوصول إليها إلا بتنسيق من جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وحتى وإن تحقق" التنسيق" فإن سلطات الاحتلال"عادة من تلغيه بحجة عدم وجود قوات كافية من الجيش لحمايتهم من المستوطنين." قال أحد المزارعين.

مشهد عام للقرية نحو 1000 نسمة 

وتعتبر لجان الحراسة الشعبية احد اهم الوسائل الدفاعية بالنسبة للمواطنين في القرية والتي انتشرت خلال سنوات الإستيطان المستمر،حيث يتم تفعيلها بالقرب من المنازل المهددة بالخطر في مناطق التماس،وفي حال تعرضت القرية للهجوم يتم التعامل معه حسب حجمه ،فأحيانا يتم استدعاء الأهالي عبر مكبرات الصوت في المساجد،وأحيانا تطلب المساعدة من القرى المجاورة كقرية اماتين المتضررة أيضا من الإستيطان.

جرار زراعي تعرض للتخريب من قبل المستوطنين
الطريق الى المنطقة الشرقية حيث تجثم مستوطنة "جلعاد زوهر" محفوفة بالمخاطر

ومعروف أن شبح الاحتلال والاستيطان أهم المنغصات التي تقف في وجه المزارعين في العديد من بلدات وقرى الضفة الغربية  فهو لا يترك أشجار وثمارها تنمو بسلام ويحرمها من الرعاية اليومية من قبل أصحابها، في ظل مواصلة تخريب الأراضي والتعدي على الأشجار من قبل المستوطنين، وافتعال الحرائق سنويا والتي تأتي على عشرات الأشجار ما يهدد هذه الثروة الزراعية المهمة.