مدى شلبك - النجاح الإخباري - بكل ما يحمله شهر أيلول من أحداث غائرة في ذاكرة العالم، ابتداءاً من أيلول الأسود انتقالاً إلى مجرزة صبرا وشاتيلا وصولاً إلى أحداث 11 سبتمبر، تضفي رائحة فاكهة الجوافة المنتشرة بين طرقات الأسواق الفلسطينية، دفءً يحتوي قسوة الخريف المتساقط، وحزن سبتمبر المتراكم.

وبدافع رائحتها الحاضرة وحلاوتها الخفيفة، يتوجه المواطن الفلسطيني أمام بسطة الجوافة بين الرغبة بشرائها وضيق الجيب والحال فينصرف بعيداً نحو فاكهة تتناسب مع قدرته الشرائية، نظراً لارتفاع سعر الجوافة مقارنة مع فواكه أخرى.

تكاليف إنتاج مرتفعة

تُعرض فاكهة الجوافة في الأسواق الفلسطينية بأسعار مرتفعة تصل إلى 12 شيكل للكيلو، ويعود سبب ارتفاع تكاليف زراعة الجوافة إلى حاجتها لكمية كبيرة من المياه، هذا ما قاله المزارع الفلسطيني غسان خضر من بلدة قلقيلية.

وأضاف: "يبدأ المزارعون بمضاعفة كمية المياه المستخدم لري الجوافة منذ 20_6 من كل عام، ونستمر بزيادة كمية المياه حتى نهاية المحصول"، مشيراً إلى أن موسم الجوافة المبكر يبدأ في شهر 8 حتى شهر 9.

وأشار إلى أن سعر كوب الماء مرتفع ومتفاوت من منطقة لأخرى، فمثلاً المناطق خلف الجدار يبلغ سعر كوب الماء فيها شيكلين، بينما داخل المدن والقرى فيبلغ سعر كوب الماء 70 أغورة.

 

غياب الدعم

وأشار خضر إلى أن موسم الجوافة لهذه السنة لم يكون كالمعتاد، قائلاً: "الدونم الواحد ينتج عادة (4_6) طن لكن انتاج هذه السنة كان أقل، تحديداً عند مقارنته بانتاج المزارع الجديدة، بالإضافة إلى تأخر الموسم هذا العام".

واكد أنه لا يوجد بيوت تعبئة خاصة، تحديداً وأن الجوافة فاكهة حساسة تحتاج لعناية، بالتالي تعتمد تعبئة الجوافة على اجتهاد فردي من قبل المزارع.

جشع التجارة

خلال حديثه قال خضر أن تفاوت المردود الذي يحصل عليه المزارع مقارنة بالمحصول الذي يجنيه التاجر يعد واحدة من أكبر المشاكل التي تواجه المزارع، فعلى سبيل المثال كيلو الجوافة بيع في إحدى السنوات ب10 شيقل، فيما كان سعر كرتونة الجوافة حينها 25 شيكل، علماً بأن الكرتونة تحتوي على 10 كيلو.

وأشار إلى أن حلقة الوصل بين المزارع والمستهلك هو المستفيد الأكبر وهو التاجر وليس الحسبة فالحسبة لها نسبة من الربح فقط، موضحاً أن رفع السعر ينفر المشتري بينما خفضه يزيد الإقبال على الشراء وبكميات أكبر.

وأكد خضر أن ضبط الأسعار يواجه صعوبة كبيرة، حيث أن صحة وسلامة المنتوجات الزراعية غير ثابتة، ولا يمكن التنبؤ فيها، فمن الممكن أن يبلغ سعر فاكهة ما حد معين اليوم ويتغيير في اليوم التالي.

الأردن .. وجهة أخرى للجوافة ...

وانطلقت قبل أيام أول شحنة جوافة من محافظة قلقيلية إلى الأردن ، والبالغة 65 طنا معبأة في حوالي 10 آلاف كرتونة وذلك بعد أن انهت الوزارة الفحوصات الفنية للشحنة من قبل للتأكد من جودتها.

وقال طارق ابو لبن مسؤول التسويق في وزارة الزراعة  ان السلطة حصلت على تصاريح من الاردن لتصدير 70 طنا من الجوافة وان ما تم تصديره حتى الان 20 طنا فقط وجار العمل اليوم لتصدير خمسة عشر طن آخر، مؤكدا انه في حال انتهت هذه الكمية فانه سيتم اصدار تصاريح تصدير جديدة.

وتقدر المساحة المزروعة بأشجار الجوافة بـ 3 آلاف دونم بإنتاجية تقارب الـ 15 ألف طن، وهو ما يفسر تدفق الإنتاج وتركزه في فترة قصيرة ما سنويا إلى إغراق الأسواق وتدني الأسعار ويقلل من الفائدة المرجوة للمزارع، ما دفع الوزارة لفتح باب التصدير يعمل على إيجاد أسواق وأسعار مناسبة للمزارع وزيادة ربحيته.

وتقول الوزارة  إنها تسعى الى عملية خلق توازن في اسعار الجوافة في السوق المحلي والتخلص من فائض الانتاج والحصول على اسعار جيدة للمزارع والمستهلك على حد سواء.