هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - احياء لسنة إمام الموحدين النبي إبراهيم عليه السلام، وإشاعة للفرحة وإدخالها لقلوب الفقراء والمساكين والأطفال يوم العيد، وفيه  تتضاعف الأجور، وتتقرب لله عز وجل، فقال تعالى: "لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ".

ولابد من استيفاء شروط الأضحية سواء كانت من الابل أو البقر أو الغنم، مع اقتراب عيد الأضحى المبارك.

وتعود فكرة الأضحية الأم لشروع النبي إبراهيم بذبح إبنه إسماعيل قربان لله بعد أن جاءته الرؤيا في المنام، ثم افتداه لله بكبش عظيم من السماء ولذلك معروف لدى المسلمين أن الرسول صلى الله عليه وسلم سنها على المسلمين بعد صلاة عيد الأضحى خلال فترة الحج وبعد النزول من جبل عرفة.

ولكن في حديث خاص لـ"النجاح الاخباري" مع المحاضر بكلية الشريعة في جامعة النجاح الوطنية د. أحمد شرف أوضح أن العلماء اختلفوا على حكم الأضحية إذا كانت سنة أم واجبة، ويقول "ذهب جمهور العلماء من الشافعية وغيرهم إلى أن الأضحية سنة مؤكدة ويكره تركها مع القدرة عليها.

فيما ذهب الاحناف وغيرهم إلى أن الأضحية واجبة على القادر عليها ويأثم بتركها، وفقا لشرف.

سن الأضحية

ولأن الأصل في الأضحية أن يتبرع المضحي بلحمها تقربا إلى الله فقد توجب على المسلم أن يتبع عدة شروط قبل اختيار الأضحية، فيقول شرف لـ"النجاح الاخباري" يشترط في الأضحية بلوغ السن المقدر لها شرعًا، ويستشهد بقول الرسول صلى الله عليه وسلم "لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن يعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن" رواه مسلم.

وأوضح شرف أن المسنة من الإبل تعني ما لها خمس سنوات، ومن البقر والجاموس ما لها سنتان، ومن المعز ما لها سنة، اما الجذعة من الضأن ما لها ستة أشهر.

العيوب التي يجب تجنبها

أما من ناحية السلامة، نوه شرف إلى أنه يشترط في الأضحية سلامتها من العيوب التي لا تجزئ شرعًا، وذلك تبعا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "أربع لا تجزئ في الأضاحي: العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ظَلعُها، والعجفاء التي لا تنقي"، موضحا أن العجفاء هي التي ذهب مخها من شدة الهزال ويلحق بهذه الأنواع ما كان في معناها كالعمياء لأنها أشد عيبا من العرجاء وهكذا.

جواز الاشتراك في الأضحية

ولفت المحاضر في كلية الشريعة لـ"النجاح الاخباري" إلى أنه يجوز المشاركة في الأضحية اذا كانت من الابل والبقر، وعن جابر رضي الله عنه قال: "نحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بالحديبية البدنة-الابل- عن سبعة والبقرة عن سبعة"، رواه مسلم.

وقت الذبح

ويؤكد شرف على أن وقت ذبح الاضحية يكون بعد صلاة العيد وينتهي إلى مغيب شمس اليوم الرابع من ايام العيد، لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم: "من ذبح قبل الصلاة فإنما ذبح لنفسه ومن ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين"، رواه البخاري.

أجرة جازرها

لا يعطى الجازر أجرة عمله من الاضحية، ويقول شرف يأتي ذلك بناء على حديث علي رضي الله عنه قال: "أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقوم على بدنه وأن أتصدق بلحمها وجلودها وأجلتها وأن لا أعطي الجازر منها، قال: ونحن نعطيه من عندنا"، متفق عليه.

قسمتها المستحبة

يستحب أن تقسم الأضحية ثلاثا: يأكل أهل البيت ثلثا، ويتصدقون بثلث، ويهدون ثلثا، لقوله صلى الله عليه وسلم: "كلوا وأطعموا وادخروا"، رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري.

كفاية الأضحية عن أهل البيت

وحول هذا الموضوع قال د. أحمد شرف لـ"النجاح الاخباري" "إن الشاة الواحدة تجزئ عن أهل البيت كافة وإن كانوا انفارا عديدين.

وحول صحة الوكالة فيها، أفاد شرف لـ"النجاح الاخباري" بأنه يستحب للمضحي أن يذبح أضحيته بيده، وإن استناب من يذبح أضحيته فهو جائز ولا خلاف في ذلك.

التسمية والتكبير على الأضحية

يجب على الذابح أن يسمي الله تعالى ويكبر قبل أن ينهر الدم، هذا ما أكده شرف بناء على قوله تعالى: "ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه".

ما يتجنبه من عزم على الاضحية

وشدد شرف على من أراد أن يضحي أن لا يأخذ من شعره وأظفاره لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من كان له ذبح يذبحه، فإذا أهل هلال ذي الحجة فلا يأخذن من شعره ولا من أظفاره شيئا حتى يضحي"، رواه مسلم.