ساري جرادات - النجاح الإخباري - تلاحق الشقيقتين خديجة وهالة ازغير مشقات الحياة بالصوف، ويشكلن من خيوطه وألوانه دمى للأطفال، والعاب بأشكال وأحجام مختلفة، لتتغلبان على متطلبات الحياة التي تلاحقهما جراء ارتفاع حدة أسعار السلع الاستهلاكية في الأسواق المحلية، وما يقع على كاهليهما من واجب مساعدة شركائهن في توفير احتياجات المنزل.

وقالت خديجة لـ "النجاح الإخباري" بدأت قصتي مع الأشغال اليدوية منذ عهد قديم، ووجدت فيها متنفسًا لهواياتي في صناعة وتكوين الأشكال الفنية الصغيرة، وقمت بتجهز متطلبات ميلاد طفل صغير لإحدى قريباتي، ووجدت بعد انتهائي منه التشجيع والدعم الكبير لمواصلة عملي في تجهيز متطلبات ميلاد الأطفال.

وأضافت خديجة لمراسلنا "على الرغم من الانتقاد من العديد من الأقارب والمحيطين بجو العائلة، إلا أنني رفضت الاستسلام لموقفهم أو نظرتهم وتعليقاتهم على أشغالي، وواصلت شق طريقي لإعانة زوجي في إيجاد مصدر دخل إضافي من شأنه مواجهة متطلبات عائلتنا التي تنمو وتحتاج لمصاريف إضافية بشكل يومي".

وبدأت خديجة تراقص أوتار النسيج بأناملها الناعمتين، وبعناية فائقة منذ نحو خمس سنوات على صناعة العاب الدمى للأطفال من النسيج، والناظر لأشكالها يجد ذوق عال في التصميم والعمل، وجهد مكثف لإخراج الدمية إلى حيز الواقع بطريقة فنية قادرة على لفت انتباه المتسوقين وبصورة خاصة الأطفال.

ولفتت خديجة إلى أنها أنشأت صفحة خاصة لها عبر موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" لعرض وتسويق منتجاتها وأشغالها المتنوعة، ولاقت الصفحة التي تحمل اسم "شغل ايدي" رواجاً وإقبالاَ واسعاً، وزادت الطلب على أشغالها، وباتت العديد من المحال التجارية المختصة ببيع العاب الأطفال تطلب منتجاتها اليدوية.

وعلمت خديجة شقيقتها هالة التي تصغرها سنًا على عمل الأشكال والدمى من الصوف، لتلبية احتياجات السوق المحلي، وخلال فترة وجيزة كما روت خديجة لمراسلنا أن هالة تعلمت تكوين الأشكال وصناعتها بالصوف والصنارة، وتبادلت معها العديد من الأفكار التي دفعت إنتاجهن للأمام.

وأشارت خديجة إلى أنها تستخدم أنواع ممتازة من الصوف في صناعة الألعاب والدمى للأطفال، لتلاشي مشكلة تلفها بصورة سريعة، كما نوهت أنها تكفل مشغولاتها لمدة عامين لشدة قناعتها من جودتها، والتأكيد على عدم إلحاق الأذى بالأطفال أو تسبب لهم جروح وخدوش كونها مصنوعة من مادة الصوف الطرية الملمس.

ولفتت خديجة إلى "النجاح الإخباري" أنها شاركت في العديد من المعارض المحلية، وطالبت إدارة المعارض بتخفيض أسعار أجرة مواقع عروض أشغال السيدات، خاصة وأنها مرتفعة في ظل إقبال متواضع من قبل المجتمع المحلي في بعض المعارض، وتسعى خديجة لترتيب زاوية دائمة لها وسط شوارع مدينة الخليل لعرض منتجاتها.

وتطمح خديجة إلى فتح محل دائم لأشغالها الخالية من الأضرار بالبيئة والأطفال، وتعتبرها صديقة لهم، وتشغيل العديد من السيدات معها، لتوفير مصادر دخل إضافية لحياتهن، وطالبت الجهات الحكومية بايلاء الرعاية الكافية للسيدات الناشئات في أعمالهن الريادية الصغيرة.

وناشدت خديجة سيدات المجتمع الفلسطيني بضرورة العمل، وعدم الاستسلام لواقع المجتمع في كثير من الأحيان، وإخراج ما يستطعن القيام بهن من أعمال فنية أو غيرها إلى حيز الوجود والمفاخرة بأشغالهن.