سائد نجم - النجاح الإخباري -  يهدد الاحتلال الإسرائيلي مسير تعليم قرابة ألفي طالب في بلدة تقوع شرقي بيت لحم، بالتوقيف والتفتيش والترهيب والملاحقة والاعتقال، من خلال حواجز عسكرية تعترض مسيرهم اليومي، وعمليات الاقتحام لمدارسهم.

يسلك الطلبة في بلدة تقوع المصنفة "C" يومياً من الشارع الرئيسي الذي يربط بيت لحم بالخليل، للذهاب إلى مدارسهم "ذكور تقوع الثانوية، وبنات الخنساء الأساسية، والجرمق"، والتي تقع على مدخل البلدة بمحاذاة مستوطنة "تكواع" الأمر الذي جعل أولئك الطلبة عُرضة للتنكيل من الاحتلال ومستوطني المستوطنة.

تصف مديرة مدرسة بنات الجرمق الأساسية هيام أبو مفرح لـ "النجاح الإخباري"، كيف حاول جنود الاحتلال قبل فترة اقتحام مدرسة الخنساء الملاصقة بمدرستها لاعتقال طفل في الصف السادس، بحجة أنه ألقى عليهم حجراً من سور المدرسة خلال فترة الاستراحة،  لولا اعتراض الهيئة التدريسية للجنود.

يتعرض الطلبة إلى مشاكلة نفسية إثر الصدمات بفعل العنف المتكرر والرعب الذي يفتعله الاحتلال بحقهم، تكمل أبو مفرح، فالأعيرة النارية والقنابل الصوتية يتسرب صوتها مع رائحة القنابل الغازية المسيلة للدموع، التي يطلقها الاحتلال على مقربة من نوافذ القاعات الدراسية.

يتعسكر الجنود على بوابات المدارس -تقول أبو مفرح-، فحالة الخوف التي يصنعها الاحتلال على الشارع الرئيس بالإيقاف والتواجد، جعلت بعض الطلبة يتغيبون قصداً، درأً عن أنفهسم التنكيل وعبئ الاحتقان اليومي بتلك المشاهد.

أمين سر حركة فتح في بلدة تقوع فؤاد سليمان يقول لـِ "النجاح الإخباري"، إن حالات متكررة سُجلت لطلبة صغار في مرحلة الإعدادي والأساسي، تعرضوا للإيقاف من قبل جنود الاحتلال بطريقة همجية، وتفتيش حقائبهم وإلقاء الكتب على الأرض وإجبارهم على جمعها من جديد، في صورة مذلة وتقشعر لها الأبدان.

يروي سليمان كيف طالت ممارسات الاحتلال المعلمين وإدارة المدرسة إلى جانب الطلبة، كان آخرها اقتحام مدرسة ذكور تقوع بشكل مفاجئ ورش الغاز السام الذي أصاب عدداً من المعلمين بالغثيان والتقيؤ والإغماء.

اقتحم في الفترة الأخيرة مستوطن مدرسة ذكور تقوع بمركبته الخاصة وصل إلى البوابة الرئيسة من المدرسة، يشير سليمان إلى أنه لولا تصدي المدير والطلبة لهذا المستوطن  لقام بعملية اختطاف، دون أن يدري عنه أحد.

يحذر رئيس بلدية تقوع حاتم صباح من خلال "النجاح الإخباري"، من خطورة تصاعد الوتيرة، فالأمر بحسب سرده وصل لملاحقة الطلبة إلى منازلهم دون وجود حجة رشق الحجارة، ولكن هذه المرة بدعوى مشاهدة من يلقونها.

وصل عدد الاعتقالات بحق الطلبة، حسب صباح، حوالي 30 طفلاً معتقلاً تحت سن 18 عاماً، كذلك كان لاستشهاد طالب توجيهي قصي العمور بداية هذا العام زيادة لمنسوب جرائم الاحتلال بحق الطلبة.

المواجهات اليومية مستمرة سواء في دوام المدارس أو بعد الدوام –يقول صباح- والاقتحامات الليلة والاعتداءات على المنازل مسيئة جداً لحياة الأهالي والطلبة على وجه الخصوص، من ناحية العنصر النفسي.

14 ألف نسمة موزعة على (خربة الدير، وتقوع الرئيسية، ومنطقة الحلقوم) يفصل بينها الشارع الرئيسي، قسمتها المستوطنات وقطعت أوصالها حواجز عسكرية تغلق وتفتح بحسب مزاج جنود الاحتلال، توج الأخير وحشية اعتداءاته بعرقلة المسيرة التعليمية والتواجد الإنساني، من خلال أطفال أفاقوا أول الأمس على الحياة.