همسه التايه - النجاح الإخباري - تستمر اعتداءات مستوطني "دوتان " و "حرميش" بحق أهالي خربة الحمام الواقعة شرقي قرية النزلة الشرقية شمال مدينة طولكرم، فلا تكاد خربة الحمام تخلو من المستوطنين الذين يقومون بالتجول بمقربة من منازل الخربة المبنية من الصفيح، بهدف ترهيب المواطنين وبث الرعب في قلوبهم وقلوب أطفالهم، كما تواصل الجيبات الاحتلال العسكرية اقتحامها دون أي مبررات تذكر.

وقالت أم عبد الله جالولي لمراسلة "النجاح الإخباري" في طولكرم: أنها لا تجرؤ وأبناؤها على التجول في محيط منزلهم مساءً، كون ذلك يعرضهم للخطر، مؤكدة أن المستوطنين يعترضون طريق أبنائها عند توجههم للمدارس ويرشقونهم بالحجارة.

وأضافت جالولي أنهم يعيشون حياة قاسية جراء اعتداءات المستوطنين -الذين لا تفصلهم عنهم سوى أمتار قليلة- على الأراضي الزراعية بالتدمير والتخريب.

كما تستمر ممارسات إنتهاكات السماسرة وخفافيش الليل، الذين يقومون بأعمال البحث والتنقيب عن الآثار في الخربة وتشويه معالم الأرض لسرقة تاريخ وهوية الشعب الفلسطيني، حيث تضم خربة الحمام موقعا أثريا وتاريخيا يعود للعهد الروماني، وتعتبرهدفا من أهداف الإحتلال للسيطرة على الأرض وتهجير أصحابها الحقيقيين منها.

وأضافة للمعاناة التي يتعرض لها أهالي الخربة جراء ممارسات المستوطنين وجيش الإحتلال، تعيش خربة الحمام ظروفا صعبة في ظل افتقارها لعدد من الخدمات الضرورية والشبه معدومة.

وأكد محمد الجالولي ممثل الخربة، أن اعتداءات المستوطنين بحق الخربة وأهلها لا تتوقف، مشيرا إلى أن أهالي الخربة يعيشون حياة بسيطة للغاية وبحاجة للعديد من الخدمات الضرورية، مشيرا أنهم يعيشون في منازل من صفيح لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء.

وأشار إلى أن أشكال الاعتداءات التي يتعرضون لها متعددة، فهي تتراوح  بين القذف بالحجارة وإطلاق الأعيرة النارية ومنعهم الخروج من منازلهم، وتدمير الأرض الزراعية وحرقها ومحاولة قتل الدواب التي يعتاشون منها بالسم، ومن باب التضييق عليهم يحرمهم الاحتلال من إقامة أي بناء أو منشأة، فقد هدم جيش الإحتلال 3 بركسات يملكها محمد الجالولي وعائلته دون أي مبرر.

وأشار الجالولي إلى خطورة انتشار الخنازير والكلاب الضالة، واعتداءها على الثروة الحيوانية والنباتية، والتي بدأت بالتزايد مؤخرا، مطالبا الإطلاع على معاناة أهالي الخربة، وتوفير الحماية لهم، داعيا إلى ضرورة العمل على تزويد الخربة بأسلاك شائكة لحمايتها.

وحول احتياجات الأهالي، أكد محمود الجالولي أن المياه تنقطع لأيام طويلة قد تصل إلى أسبوع، منوهاً إلى أن البئر الزراعي لا يلبي حاجة المزارعين وأهالي الخربة، مشيرا إلى أن المياه تشكل عبئا على الأهالي، فسعر الكوب يصل إلى 30 شيكل يُنقل بالصهاريج، وأنهم يجدون صعوبة في نقله بسبب وعورة الطريق.

وفي السياق ذاته، تطرق الجالولي للحديث عن تكلفة المواصلات المرتفعة، حيث يكلف الطلب الواحد للوصول لقرية النزلة 20 شيقل، بالإضافة لحاجتهم لعيادة صحية متنقلة.

جدير بالذكر أن عدد سكان الخربة حوالي 60 نسمة، ومساحة أراضيها تصل لحوالي 5000 دونما،  بالإضافة إلى  20 دونما مصنفة كأحراش يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي.