همسه التايه - النجاح الإخباري - لم تتمكن والدة الأسير الشهيد محمد عامر الجلاد "24 عاما، والذي أعلن عن استشهاده ظهر الجمعة الموافق 10-2-2017، في مستشفى بيلنسون متأثرا بجراح أصيب بها لحظة اعتقاله، خلال زيارتها له قبل شهر تقريبا، من احتضانه وتقبيله، بسبب "الزجاج" اللعين الذي شكل حاجزا منيعا بينهما، لتبقى لغة الإشارة والشفاه والدموع هي حلقة الوصل لاشتياقهما.

لقاء يحمل بين ثناياه الحرمان والألم، ورغم ذلك، لم تتوقع والدة الأسير الشهيد أن يكون الأخير، وأنها لم تتمكن مجددا من رؤية جسد نجلها حتى من وراء الحاجز المقيت، وأن روحه المعطاءة والمحبة للجميع سترتقي إلى بارئها فجأة وبدون سابق إنذار.

مشاعر من الحزن والصدمة والألم خيمت على عائلة الأسير الشهيد الجلاد، لدرجة أنها لم تصدق نبأ استشهاده لحين ورود إتصال هاتفي من وزارة شؤون الأسرى والمحررين أكدت بالفعل إرتقاء روحه إلى السماء.

الأسير الشهيد كان يحلم بالحياة، واصل رسالته في التعليم ليكون أحد طلاب الكلية العصرية برام الله، إمتلك من الإرادة والمعنويات الشيء الكثير، خاصة بعد أن أصيب بمرض سرطاني بالغدد اللمفاوية جعله رهينا للعلاج المتكرر بالكيماوي، ورغم ذلك لم ييأس.

والدة الأسير الشهيد أكدت لمراسلة "النجاح الإخباري" أنها كانت تتمنى ملامسة جسد نجلها عند زيارته قبل عدة أسابيع، مستعرضة صعوبة الوضع الصحي لنجلها والذي لم يستطع الحديث معها لشدة تعبه.

وأكدت مكوثه بالمستشفى منذ لحظة إعتقاله بسبب تدهور و ضعه الصحي جراء الإصابة التي تعرض لها بالصدر بالإضافة إلى حاجته للعلاج بسبب مرضه المزمن. مشيرة إلى أن جلسة المحكمة كانت مقررة الأربعاء القادم وتم تأجيلها بسبب وضعه الصحي حيث لا يزال موقوفا بدون محاكمة لحين إستشهاده.

وتناشد  والدة الأسير من خلال "النجاح الإخباري كافة الجهات المعنية والمؤسسات الحقوقية ضرورة الضغط على إسرائيل من أجل تسليم جثمان الشهيد الجريح، مشددة على ضرورة الكشف عن ظروف إستشهاده.

وكان الأسير الجريح الشهيد هو آخر العنقود لشقيقين ذكور وثلاثة إناث، حيث إعتقل بتاريخ 9_11_2016 أثناء عبوره على حاجز حوارة العسكري للوصول لأحد مستشفيات مدينة نابلس لتلقي العلاج الكيماوي.

وكانت عصمت أبو صاع مديرة مكتب شؤون الأسرى والمحررين في طولكرم قد أكدت لمراسلتنا أن إستشهاد الأسير الجريح الجلاد هو بمثابة إنتهاك صارخ وجريمة جديدة تضاف إلى سجل الجرائم التي تواصل سلطات الإحتلال إرتكابها.

وأكدت أن لا معلومات وردت الوزارة بخصوص ظروف إستشهاد الأسير بإنتظار تمكن محامي الوزارة من زيارة المستشفى والحصول على تقرير مفصل.