طولكرم - النجاح الإخباري - تصدرت قضية الأسرى المرضى والمعزولين والإداريين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، عنوان الاعتصام الأسبوعي الذي ينفذه أهالي الأسرى والمؤسسات الرسمية والشعبية وفصائل العمل الوطني والأطر النسوية في طولكرم.

وأصبحت المناشدات والمطالبات التي ينادي بها المعتصمون للمجتمع الدولي ومؤسساته الإنسانية والحقوقية، تحمل عنوانا واحدا هو الإفراج عن جميع الأسرى أحياء، وفي مقدمتهم المرضى وعلى رأسهم الأسير المريض معتصم رداد ابن بلدة صيدا شمال طولكرم والمحكوم (20 عاما)، قضى منها 13 عاما، بينها 11 عاما في ما يسمى مستوصف سجن الرملة نتيجة إصابته بمرض سرطان الأمعاء.

وحذرت والدة الأسير معتصم رداد من تدهور الوضع الصحي لابنها الذي يعيش عذاب الألم والوجع في جميع أجزاء جسده النحيل مع ازدياد حالة النزيف لديه لتصل نسبة دمه إلى 7 بحيث أصبح غير قادر على النوم، ويواجه خطر الموت في أية لحظة.

وقالت: "معتصم ينتظر الرحمة، ونخشى أن نتسلمه شهيدا في جنازة، أصبحنا نترقب خبر استشهاده في أية لحظة، زرته قبل ثلاثة أسابيع وكان في حالة يرثى لها، حيث أكل السرطان جسده".

وتوجهت والدة رداد بصرخة استغاثة إلى كل الجهات المعنية بحقوق الإنسان والأسرى، والمؤسسات الرسمية والشعبية إلى إنقاذ ما تبقى من حياة ابنها الذي تريده حيا وليس في جنازة، وأن تكون قضيته وقضية كافة الأسرى على سلم الأولويات في كل المحافل.

ابو بكر: اسناد قضية الأسرى واجب انساني وانتصار للحق والحرية

بدورها، قالت رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في طولكرم ندى طوير، نقف إلى جانب الأسرى في هذا اليوم لنسلط الضوء على معاناتهم داخل الأسر نظرا للممارسات غير الإنسانية من قبل الاحتلال التي تتنافى مع أبسط حقوق الإنسان والمتمثلة في الاعتقالات الإدارية ضد الأسرى والأسيرات ومنهم الأسيرة خالدة جرار التي تم تجديد اعتقالها الإداري ثلاث مرات ليصل إلى 20 شهرا، والأسيرة فداء دعمس التي صدر ضدها أمر اعتقال إداري لستة أشهر في يوم الإفراج عنها.

وأضافت: "نرفض كل ممارسات الاحتلال بحق الأسرى"، مشيرة إلى أن المطلوب هو تحرك شعبي ورسمي لمساندة الأسرى والضغط نحو إنهاء ملف الاعتقال الإداري نهائيا والإفراج عن الأسيرتين جرار ودعمس وعدم اللجوء قطعيا إلى أية إجراءات لتجديد فترات اعتقالهما، إلى جانب الأسرى المرضى فورا وفي مقدمتهم الأسير معتصم رداد ليتسنى له العيش في كنف ذويه وتلقي ما يمكن من علاج يبقيه على قيد الحياة.

وأوضح والد الأسير عبد الرحمن فودة المحكوم 17 عاما، أن جميع الأسرى يعانون معاناة شديدة بسبب سياسة الاحتلال التعسفية التي تنفذها مصلحة السجون ضد الأسرى متمثلة بالإهمال الطبي، ما فاقم من الحالات المرضية وجعلها في غاية الخطورة، ولا علاج سوى المسكنات كحالة الأسير رداد، ما يتطلب من المجتمع الدولي الوقوف عند مسؤولياته بالضغط نحو الإفراج عن جميع الأسرى من سجون الاحتلال، وتكثيف الاعتصامات الأسبوعية التضامنية معهم لرفع قضيتهم إلى العالم ومساندة صمودهم.