النجاح الإخباري - بدأ المئات من الاسرى الفلسطينيين شهرهم الثاني من الاضراب عن الطعام، ودخلوا بذلك في مرحلة  تزداد فيها الخطورة على صحتهم وعلى حياتهم، ويشارك فيها ما يقارب 1500 اسير.

فكيف يكون رد فعل جسم الانسان مع الاضراب عن الطعام؟

يجيب زيراتسيون هيشال الطبيب لدى الصليب الاحمر الدولي، وهو من الاجانب القلائل الذين تمكنوا من زيارة المعتقلين المضربين، ان الاضراب عن الطعام لا يعني الشعور بالجوع الشديد والدائم،  فالمضرب عن الطعام لا يشعر بأنه يموت من الجوع سوى خلال يومين او ثلاثة أيام، يتوق فيها الجسم بصورة يائسة لتناول الطعام، وهو ما يسبب آلاما حادة في المعدة والبطن.

بعد ثلاثة ايام تُوجه المعدة رسالة الى الدماغ مفادها أن الطعام غير متوفر، ويقبل الدماغ بها، في معظم الحالات تختفي آلام المعدة لأنها لم تعد تتوقع الحصول على طعام، بدلا من ذلك، يبدأ الجسم في استهلاك مخزونه من الدهون.

خلال شهر وبعد استهلاك كل كمية الدهون، يتغذى الجسم على بروتيناته من العضلات، ولاحقا من الاعضاء، محافظا في الوقت نفسه على الدماغ والكبد والكليتين والقلب، وخلال الاضراب عن الطعام يأكل الجسم نفسه.

يقول الطبيب انه عادة خلال أول أسبوعين يشعر الافراد بالفرح والسعادة بسبب التغيرات الهرمونية، يكون مزاجهم جيدا عندما تتحدثون اليهم فهم لا يشعرون بآلام حادة لانها تأتي في مرحلة لاحقة، بعد اسبوعين يبدأ الشعور بالدوار والصداع وآلام المفاصل، وتتقلب الإفرازات الهرمونية ومعها المزاج.

خلال الاسبوع الثالث أو الرابع يمكن أن يبدأ المضربون بالتقيؤ بطريقة خارجة عن السيطرة عدة مرات في اليوم لمدة ثلاثة الى أربعة أيام.

واضاف "قد يتقيؤون في كل مرة يتناولون فيها الماء، يشعرون بالتعب وتخور قواهم ويرغبون بالخلود الى النوم، ولا رغبة لديهم في الكلام، يستحوذ عليهم هنا نوع من الاكتئاب، نادرا ما ينامون ولا يتجاوز نومهم ساعتين او ثلاثة ليلا، نظراً لأنهم ينامون طوال النهار، وتجعل آلام المفاصل الشديدة مع أقل حركة، النوم أصعب.

بعد ثلاثة او أربعة اسابيع يكون المضربون قد خسروا حوالى 10% من وزنهم، ما يعني ان عليهم نظرياً الخضوع لفحوص منتظمة بحسب هيشال.

وبعد شهر تزداد المخاطر بشكل كبير، لان فقدان الوزن قد يصل الى 20%، ويستلزم الامر النقل الى المستشفى، ويطرح نقل مئات الاشخاص الى المستشفى تحديا لوجستيا كبيرا بالنسبة الى إسرائيل.

ولتفادي ذلك تحديدا، تبنت اسرائيل قانونا يسمح لها باللجوء الى التغذية القسرية،  ويصطدم هذا الاسلوب بمعارضة نقابة الاطباء.

يصبح الخطر كبيرا جداً بعد خمسين يوما من الاضراب ويعاني المضربون من دوار شديد ولا يتحكمون بحركة عيونهم، وتتباطأ دقات قلبهم، ويصبح لون البول بنياً داكناً، وهو من أعراض توقف عمل الكليتين، ويكون المضربون قد خسروا عندها 30% من وزنهم، وتصبح العضلات عاجزة عن تحمل الهيكل العظمي، ويجدون صعوبة في الوقوف.

اعتبارا من هذه المرحلة يمكن توقع مضاعفات خطيرة مثل فشل الاعضاء فالوفاة، وعموما يتوفى المضرب عن الطعام بأزمة قلبية.

وأضاف "لكن كلما ازداد عدد أيام الاضراب عن الطعام زادت المضاعفات على الصحة وصولاً إلى الوفاة".