نهاد الطويل - النجاح الإخباري - رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" المُحَاصر بين إخفاقاته في مواجهة الفلسطينيين، وشبح الفساد الذي يطارده بانتظار أن تُطبِق "المِقصلة" على عنقه في أيّ لحظة على ضوء الدعاوى القضائية، يقول مراقبون إنَّها لن تنتهي عند هذا الحد.

ويؤكِّد الكاتب بكر أبو بكر أنَّ الانتصارات التي حقَّقتها القيادة الفلسطينية في أكثر من محفل دولي في "​الأمم المتحدة​" أو "​اليونسكو​" أو "​المحكمة الجنائية الدوليَّة​" بتقديم دعاوى آخرها بشأن ما يتعلّق بالإستيطان، هزَّت شعبية نتنياهو وجعلته يقف في الزاوية.

وقال أبو بكر في تعليق لـ"النجاح الإخباري" الثلاثاء: إنَّه مع توجّه الرئيس ​محمود عباس​ إلى الأمم المتحدة خلال الشهر المقبل وتقديم طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين، وبذل الجهود للحيلولة دون دخول دولة الاحتلال إلى "​مجلس الأمن الدولي​"، والعمل على عدم مشاركته في "القمة الإفريقية" المقبلة. كلها ملفات وازنة ربما تقود في نهاية المطاف إلى سقوط نتنياهو.

زلزال الهزيمة ..

بدوره، رأى أستاذ العلوم السياسية إبراهيم علاونة أنَّ نتنياهو ما زال يعاني من زلزال الهزيمة التي مُنِيَ بها في مواجهة البوابات الإلكترونية التي وضعها على مداخل أبواب ​المسجد الأقصى​ المبارك، قبل إزالتها، ولم يتمكّن من السيطرة على المواجهات داخل ​القدس​ و​الضفة الغربية​ المحتلتين.

وبحسب علاونة فإنَّ نتنياهو قد يلجأ إلى استراتيجية التصعيد الإعلامي والأمني والعسكري والاقتصادي والسياسي داخليًّا وخارجيًّا للخروج "بسلام" من ورطته المتفاقمة.

ولم يستبعد علاونة في الوقت ذاته لـ"النجاح الإخباري"، أن يقوم نتنياهو بمغامرة عسكريَّة تُبعد إطباق خصومه عليه، داخل الكيان الإسرائيلي وخارجه.

وأضاف علاونة: "على الصعيد الخارجي سيعمل نتنياهو على تصدير أزمته ليضرب قطاع غزة أو تشديد القمع في الضفة الغربية، وسيفتعل أزمات جديدة مع القيادة الفلسطينية ومع عرب الداخل الفلسطيني وربما مع سوريا ولبنان ليخرج من عنق الزجاجة التي تخنقه حاليًّا".

ويسعي نتنياهو لتشريع قانون يسمح بدخول ​عمليَّة عسكريَّة​ أو حرب دون الموافقة المسبقة من الحكومة، ويسمح هذا القانون بخوض عمليَّة عسكريَّة قد تؤدي إلى حرب، دون أنْ يحتاج إلى موافقة من قِبل الحكومة، ولا حتى من كامل أعضاء المجلس الوزاري المصغّر "الكابينت"، تحت مبرّرات الحفاظ على سريَّة العمليَّة العسكريَّة المفترضة أو الحرب، وعدم تسريب أيّ معلومات من قِبل وزراء الحكومة.

تقديم لائحة اتهام ضد سارة نتنياهو،زوجة نتنياهو في عدد من ملفات الفساد سيزيد من ورطته أيضا

ورقة ترامب ..

وردًا على سؤال يتعلق باستخدام نتنياهو لورقة الإنحياز الأمريكي، رآى علاونة أنَّ الإدارة الأمريكية ستحاول تغطية عورة نتنياهو، ولكنَّها لن تفلح في هذه المرَّة إلا بشكل جزئي لأسباب داخلية وإقليمية وعالمية.

ويتوقع علاونة أن تكون نهاية نتنياهو قد اقتربت بالفعل، ويبدو أنَّه سيقدم للمحاكمة، وبالتالي اعتزال العمل السياسي.

ورجح علاونة بروز صراع على رئاسة الحكومة في تل أبيب داخل حزب الليكود خاصة وأحزاب الائتلاف الحكومي عامَّة وبعض الذين اعتزلوا السياسية الذي يرغبون في تلميع انفسهم مجدَّدًا مثل "ايهود باراك".

وبالتزامن مع التحقيقات الجارية والتي تتكثف مؤخَّرًا في قضايا الفساد ضد نتنياهو، فإنَّ الأخير يواجه أزمات أخرى في داخل حزبه، الليكود، حيث تتزايد الأصوات التي تطالب بالإطاحة به من قيادة الليكود.

نتنياهو من الداخل ..

في الأثناء تواصل الصحافة الإسرائيلية انشغالها بتورط رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو" في المزيد من قضايا الفساد التي تحقِّق فيها الشرطة الإسرائيلية، خاصة بعد تزايد الأدلة ضدَّه.

فقد ذكر محلّل الشؤون الحزبية في القناة الإسرائيلية الثانية "أمنون أبراموفيتش" في مقال بصحيفة يديعوت أحرونوت، أنَّ "نتنياهو" مشبوه معروف، فقد خضع للتحقيق الجنائي سابقًا في أربع قضايا مختلفة، واليوم هو مشبوه بأربع قضايا أخرى، ومع ذلك فإنَّ منظومة إنفاذ القانون في إسرائيل بطيئة وصامتة".

وأضاف: "يمكن القول إنَّ عصر نتنياهو يقترب من نهايته حتى لو لم ينته في السجن، لأنَّه ارتكب جملة أخطاء واضحة مضرة بإسرائيل، فقد قام باستقبال استعراضي لحارس أمن السفارة الإسرائيلية في الأردن، وعلم أنَّ من الأفضل استقباله سرًّا، لكنَّه بعناقه له ألحق ضررًا كبيرًا بالدولة، ولم يضبط نفسه".