غزة - خاص - النجاح الإخباري - يعاني أهالي قطاع غزة من حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، من قصف وتفجير المنازل وتشريد العائلات والاعدامات المتتالية، بالإضافة إلى نزوح غالبية سكان القطاع في الخيام التي لا تحميهم من برد الشتاء القارص ولا حتى من حر الصيف.

وارتفعت حصيلة عدد الوفيات بسبب البرد القارس وموجات الصقيع التي تضرب قطاع غزة، حيث بلغ عدد الضحايا 8 حالات وفاة حتى الآن. الأمر الذي يكشف عن تفاقم معاناة سكان الخيام في ظل الأجواء الشتوية الباردة.

وأشار المكتب الإعلامي إلى أن العدد مرشح للزيادة في ظل استمرار موجة الصقيع الشديدة التي تعصف بالمنطقة، خاصة مع افتقار العديد من الأسر النازحة إلى المأوى والوسائل الأساسية للتدفئة. وتعتبر هذه الحوادث بمثابة انعكاس للمعاناة المستمرة التي يعيشها المدنيون الفلسطينيون جراء التصعيد العسكري والظروف القاسية التي تسببت فيها الاعتداءات الإسرائيلية.

البرد القارص

الحاجة أم أحمد خضر نازحة من بيت لاهيا شمال القطاع إلى جنوبه بمدينة خانيونس، تقول إن "هذه الخيام لا تقيهم من الشتاء وبرده القارص".

وتضيف خضر لـ"النجاح"، أن الأطفال عندها لم يعرفوا طعماً للنوم بسبب الصقيع والبرد الشديد، مطالبة جميع المعنيين بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.

يؤيدها المواطن خلدون زياد، نازح من منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة إلى المنطقة الوسطى بالنصيرات، الذي أكد أنه "حان الأوان لوقف إطلاق النار، والتوصل لتهدئة طويلة".

وقال في حديثه لـ"النجاح"، إن المطر دخل إلى خيامنا وغرقنا أكثر من مرة هذا العام، ولا نعلم المرات القادمة هل سنغرق أم ماذا؟.

وأضاف أن هذه الحرب كانت شرسة عليهم من جميع الجوانب، سواء من القصف والدمار أم من خلال النوم في الخيام.

ويعاني نحو مليوني نازح، تعيش غالبيتهم العظمى في خيام بمناطق ممتدة من مواصي رفح جنوباً وصولاً إلى خان يونس المجاورة حتى شواطئ دير البلح والزوايدة والنصيرات وسط القطاع، ظروفاً قاسية، خصوصاً أن هذا هو فصل الشتاء الثاني على التوالي الذي يعيشونه في ظروف مماثلة، لكنَّ الفصل الحالي أكثر اشتداداً مع تكدسهم في تلك المناطق، بعد أن سيطرت إسرائيل على غالبية مدينة رفح التي كانت بأكملها إلى جانب خان يونس مأوى لهؤلاء السكان.

نزلات البرد

والدة الطفلة الرضيعة سيلا الفصيح (التي تبلغ من العمر أسبوعين)، التي توفت بعد أن توقف قلبها داخل خيمة عائلتها في مواصي خان يونس، تقول "ماتت سيلا من البرد، كنت أقوم بتدفئتها واحتضانها، لكن لم تكن لدينا ملابس إضافية لتدفئتها".

في السياق، قال الشاب فضل أحمد النازح من مدينة غزة إلى خان يونس، إنه يعيش في خيمة صغيرة وتعرضت للغرق عدة مرات بمياه الأمطار، مما أدى إلى تضررها عدة مرات، الأمر الذي أثَّر عليه وعلى زوجته التي كانت حاملاً ورُزقت قبل أشهر بطفل يبلغ حالياً من العمر 8 أشهر.

وأوضح خالد لـ"النجاح" إلى أن طفله أصيب عدة مرات من نزلات البرد، مشيراً إلى أن أكثر من يتضررون بشكل أكبر هم الرضع.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، قالت في بيانلها، إن أطفال قطاع غزة يعانون من البرد والمرض والصدمة، ويستمر الجوع وسوء التغذية، وظروف المعيشة المزرية على نطاق أوسع، في تعريض حياة الأطفال للخطر، مشيراً إلى أنه وعلى مدى أكثر من 14 شهراً، كان الأطفال على حافة الكابوس خصوصاً بعد التقارير التي تؤكد مقتل أكثر من 14500 طفل وإصابة الآلاف.

وقالت مسؤولة الاتصالات في «يونيسيف» روزاليا بولين: "لقد حلَّ الشتاء الآن على غزة. الأطفال يشعرون بالبرد وحفاة الأقدام. ولا يزال كثير منهم يرتدون ملابس الصيف. ومع نفاد غاز الطهي، يبحث كثيرون بين الأنقاض عن قطع بلاستيكية لإحراقها. وتدمر الأمراض أجساد الأطفال الصغيرة، في حين تعاني المستشفيات من الفقر وتتعرض للهجوم المستمر. والرعاية الصحية في حالة يرثى لها".