نابلس - النجاح الإخباري -  جدد السفير الصيني لدى فلسطين قوه وي دعوة بلاده لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، يكون ذا تأثير ومصداقية، وإعادة القضية الفلسطينية إلى أجندة أولويات المجتمع الدولي.

كما جدد السفير الصيني، في مقابلة مع الوكالة الرسمية، استعداد بكين لاستضافة مفاوضات فلسطينية-إسرائيلية مباشرة على أساس حل الدولتين.

وقال وي، الذي كان يتحدث معلقا على نتائج منتدى أمن الشرق الأوسط، في نسخته الثانية، والذي عقد في 21 أيلول الجاري، وجاهة في بكين وعبر الانترنت، "إن القضية الفلسطينية تتعلق بالأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وتتعلق بالعدالة والإنصاف الدوليين، ولا يجوز تهميشها، ناهيك عن نسيانها".

وأضاف: يجب على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات ملموسة نحو حل الدولتين وإعادة مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى مسارها الطبيعي، ويجب عقد مؤتمر سلام دولي على نطاق واسع وبمصداقية أكثر وتأثير أكبر وإعادة وضع القضية الفلسطينية على أجندة الأولويات الدولية.

وشارك في المنتدى مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونائب وزير الخارجية الصيني دينغ لي، وأكثر من 70 سياسيا ودبلوماسيا وخبيرا من مختلف دول المنطقة والعالم.

وقال وي إن المشاركين أعربوا عن تقديرهم العالي لموقف الصين الواضح من القضية الفلسطينية والمبادرات التي طرحها الرئيس الصيني شي جينبينغ حولها، والأفكار ذات النقاط الثلاث لتنفيذ "حل الدولتين"، معتقدين أن الإجراءات التي طرحها الجانب الصيني المتمثلة في استعداد الصين لاستضافة مفاوضات مباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ومواصلة دعم أعمال وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى لها دور بناء مهم، وتساهم بالحكمة والحلول الصينية في حلحلة القضية الفلسطينية.

وأكد السفير الصيني أن بلاده تولي اهتماما بالغا لسلام وأمن الشرق الأوسط، حيث طرح الرئيس جينبينغ، في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية للدورة الثامنة من منتدى التعاون الصيني العربي عام 2018، إقامة إطار أمني مشترك ومتكامل وتعاوني ومستدام في الشرق الأوسط.

وقال: منذ أكثر من عام، طرح الجانب الصيني بالتوالي المبادرة ذات النقاط الخمس بشأن تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، والمبادرة ذات النقاط الأربع للحل السياسي للمسألة السورية، والأفكار ذات النقاط الثلاث لتنفيذ "حل الدولتين" بين فلسطين وإسرائيل، مساهماً بالحلول والحكمة الصينية في تعزيز الأمن في الشرق الأوسط.

كما طرح الرئيس الصيني، وفق السفير، مبادرة الأمن العالمي في نيسان الماضي، محدداً الاتجاه والطريق لتعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

وعرض السفير الصيني جملة من المقترحات التي طرحتها بلاده لتحقيق السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط، وإقامة إطار أمني جديد في المنطقة.

وقال وي إن أول هذه المقترحات أنه "ينبغي الالتزام بالمفهوم الجديد للأمن المشترك والمتكامل والتعاون والمستدام، والتمسك بمفهوم الأمن المشترك والاهتمام بالهموم الأمنية المعقولة لكافة الدول بدلا من السعي وراء الأمن المطلق أحادي الجانب، والاهتمام باتخاذ الإجراءات الشاملة لمواجهة التهديدات الأمنية التقليدية من جهة والتحديات الأمنية غير التقليدية بما فيها الجائحة والغذاء والطاقة من جهة أخرى، والتمسك بالتعاون لتحقيق الأمن عبر الحوار السياسي ومفاوضات السلام بدلا من الإدمان بالقوة أو التحركات أحادية الجانب، والسعي إلى الأمن المستدام لحل النزاعات عبر التنمية وإزالة التربة التي تولد عدم الأمن.

أما المقترح الثاني فيتمثل بالتأكيد على المكانة القيادية لدول الشرق الأوسط، وأن يكون أبناء شعوب المنطقة أسيادا لمصيرها ومستقبلها، كما يجب أن تملك دول الشرق الأوسط حق القيادة في الشؤون الأمنية.

وفي هذا السياق، قال وي: تدعم الصين مساعي دول الشرق الأوسط لإقامة إطار أمني إقليمي يتناسب مع الظروف الواقعية للمنطقة، ويراعي مصالح كافة الأطراف بشكل مستقل وبروح الاستقلالية والتقوية الذاتية، لإيجاد طريق ذي خصائص شرق أوسطية من تحقيق الأمن والأمان الدائمين.

أما المقترح الثالث فيتمثل بالالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وتنفيذ كافة القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي بشأن حل القضايا الساخنة في الشرق الأوسط، خاصة تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية، ودعم جهود الوساطة التي تبذلها الأمم المتحدة.

والمقترح الرابع يتمثل بتعزيز الحوار الأمني الإقليمي، إذ تدعو الصين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى استئناف مفاوضات السلام على أساس "حل الدولتين" في أسرع وقت ممكن، وتناشد بعقد مؤتمر سلام دولي على نطاق أوسع وبمصداقية أكثر وتأثير أكبر.

كما تدعم الصين تعزيز الحوار بين دول منطقة الخليج بهدف تخفيف النزاعات، وتدعو إلى إنشاء منصة للحوار الأمني في الخليج، في سبيل بناء الثقة المتبادلة عبر الحوار للوصول إلى الأمن المشترك.

وأشار وي إلى ترحيب المشاركين في المنتدى بمبادرة الصين لإقامة إطار أمني جديد في الشرق الأوسط، كما أعربوا عن أملهم في تمسك الصين بالعدالة والإنصاف، وعملها على تشجيع الأطراف الإقليمية على حل الخلافات من خلال الحوار بهدف تحقيق الأمن المشترك والدائم في المنطقة، وأكدوا على أنه يجب احترام استقلال دول المنطقة، وتحسين علاقاتها مع بعضها البعض، ولعب دور أكبر في دفع إقامة إطار أمني جديد في المنطقة، وعلى المجتمع الدولي، خاصة الدول الكبرى خارج المنطقة، أن تلعب دوراً إيجابيا في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين.