نابلس - النجاح الإخباري -  أحيت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في مدينة رام الله، تحت رعاية سيادة الرئيس محمود عباس، الذكرى السنوية الأولى لوفاة القائد الوطني عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" حنا عيسى.

وحضر إحياء الذكرى، اليوم الأربعاء، في مسرح بلدية رام الله والذي تخلله عرض لفيلم حول حياة الراحل حنا عيسى، أعضاء من اللجنة التنفيذية والمجلس الوطني لمنظمة التحرير، وأعضاء من اللجنة المركزية والمجلس الثوري لحركة "فتح"، والمشرف العام على الإعلام الرسمي الوزير أحمد عساف، وممثلون عن اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين والهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، وجمع من الفعاليات الوطنية والمجتمعية.

وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي، إن الراحل كان أخا ورفيق درب ونائبا له في العلاقات العربية والصين الشعبية، وأنه عرفه عن قرب بحسن الخلق والنزاهة والطهر ونقاء السريرة ووجدانه النظيف، وأنه بمجرد الحديث عنه نستذكر قائدا استثنائيا ثوريا وأكاديميا كاتبا وباحثا في السياسة والقانون الدولي، باحث عن حياة كريمة لشعبه لا يمكن تحقيقها إلا بالاستعداد الدائم للتضحية وتقديم كل جهد ممكن في مواجهة الاحتلال ولإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس التي عشقها عيس بكنائسها ومساجدها وتراثها العربي والإسلامي الأصيل.

وأضاف ان حنا عيسى هو الذي ترأس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات سنين طويلة، وكان مثالا للضمير الوطني الحي والحر والذي شكل نموذجا راقيا للتآخي الإسلامي المسيحي في فلسطين، مشيرا إلى أنه كان مؤمنا بقانون سنّه الرئيس الراحل ياسر عرفات وهو قانون المحبة والتسامح، وأن المقاومة بكل أشكالها هي أقصر الطرق لتحرير فلسطين.

بدوره، قال رئيس دائرة المغتربين في اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير فيصل عرنكي، إن حنا عيسى واحد من القامات العربية الوطنية النضالية التي أفنت حياتها من أجل قضية عروبة فلسطين، وإنه كان ممن أنعم الله عليهم بالذكاء وسرعة البديهة والذاكرة القوية لينتزع بحق لقب "الموسوعة الحية بالقلب واللسان".

وأضاف ان عيسى وظف قامته باستعمال الكلمة للدفاع عن قضيتنا العادلة، مصارعا رواية الاحتلال بحقائق واضحة وبصمود وعناد في الدفاع الحق وبنشر الحقيقة، وأنه كان متميزا في دفاعه عن عروبة فلسطين وعروبة وقدسية القدس بتاريخها ومعالمها الروحية المسيحية والإسلامية.

وأشار إلى أن اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين وبتوجيهات من سيادة الرئيس محمود عباس عملت على جمع أعمال الراحل حنا عيسى وتدوينها وأرشفتها؛ من أجل تعزيز المكتبة الوطنية الفلسطينية بشكل عام والمكتبة المسيحية العربية بشكل خاص.

ومن جهته، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف، ممثلا عن القوى والفصائل الوطنية، إن خسارة القائد الوطني حنا عيسى كانت فادحة على صعيد حركة فتح والعمل الوطني ككل، حيث إنه كان موسوعة على كل المستويات الفكرية والثقافية والقانونية، حيث كان عيسى دائما يؤكد ويتمسك بالوحدة الوطنية الفلسطينية والسياق ليكون في مقدمة الصفوف على كل المستويات.

وأضاف أنه كان في حياته لديه بشكل شبه يومي دراسات على المستوى القانوني والسياسي والثقافي، وأن كان لا يكاد يمر يوم إلى وهناك أطروحة أو دراسة أو مناقشة يرسلها للجميع، وكان فعلا موسوعة كبيرة وأنه منذ أن عرفه متمسكا بقضية شعبنا، مدركا لحتمية الانتصار وإقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس في ظل التضحيات الجسام التي قدمها شعبنا الفلسطيني.

من جانبه، قال أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح" ماجد الفتياني، إن حنا عيسى كان رجلا يحمل فكرا وطنيا فلسطينيا من فكرة الثورة المستمرة التي اختارتها حركة فتح، التي لم تنحز يوما لفكر جامد إنما كان انحيازها للهوية والوطنية الفلسطينية في مرحلة كانت جموع هذه الأمة غارقة في ظلام وظلمة حكامها، فاختار حنا أن يكون ابنا بارا لفلسطين من خلال حركتها التي حاولت وما زالت تحاول جمع الكل الفلسطيني.

وأضاف ان عيسى لم يكن مجرد رج قانون أو مفكراً في الشون الفلسطينية، بلا كان باحثا متعمقا في الحضارة الإنسانية وعلاقتها والأديان جميعا بفلسطين، فاستحق من كل من عرفه أن يسمى "عاشقا لفلسطين ومقدساتها المسيحية والإسلامية"، وأنه كان خير من دافع عن مقدساتها أقصاها وقيامتها.

بدوره، قال الارشمندريت عبد الله دانيل يوليو ممثلا عن الهيئة الإسلامية المسيحية للقدس والمقدسات، إنه في هذا اليوم يستذكر اليوم الأول بالراحل حنا عيسى، عندما زاره في مكتبه وهو وكيل للشؤون المسيحية في وزارة الأوقاف بعد عودته من إيطاليا، وانه لم يكن اللقاء الأخير وتبعته لقاءات عديدة تخللتها عدة نقاشات حول أمور كثيرة، وانهم كانوا يتفقون تارة ويختلفون أخرى، ولكن كان يجمعهم الاحترام المتبادل والمحبة لفلسطين، والمشروع الوطني الفلسطيني رغم المخططات الاستيطانية والمؤامرات الخبيثة التي تستهدف قضيتنا الفلسطينية وشعبها.

من جانبه، أكد منسق المشاريع والبرامج بوكالة بيت مال القدس الذراع الميداني للجنة القدس التي تشرف عليها المملكة المغربية إسماعيل الرملي، أن حنا عيسى كان يحظى بالاحترام والتقدير من المملكة المغربية على المستويين الرسمي والشعبي، وأن صورته ظلت بفكره وما يحمله من مشروع متميز عالقة بالأذهان كرمز فلسطيني وخامة فريدة نضالية فلسطينية بشكل عام ومقدسية بشكل خاص تدافع عن السلام في أرض السلام.

وأضاف أن وكالة بيت مال القدس الشريف ولجنة القدس تجتهد بقدر إمكاناتها للتجاوب بقدر إمكاناتها مع حاجات أهل القدس وفق اختصاصاتها، ملتزمين بتوجيهات جلالة ملك المملكة المغربية محمد السادس رئيس لجنة القدس، والذي يشرف على عمل اللجنة بشكل مباشر، مشيرا إلى أنهم يعتزون بما يجدونه من دعم لجهودهم من القيادة الفلسطينية ومؤسساتها الشرعية وعلى رأسها فخامة الرئيس محمود عباس، إضافة إلى التنسيق مع باقي المؤسسات العاملة في القدس حفاظا على هويتها الإسلامية والمسيحية.

وقالت عبير حنا عيسى هيلانة، إنه في رحلة الحياة هناك من يزدادون برحيلهم بهاء وبغيابهم حضورا، فترسخ في القلب والعقل والوجدان، وان والدها واحد من أولئك الذين رحلوا جسدا وبقوا روحا وفكرا، وانه ولو غيبه القدر إلى أن عطاءه ما زال ماثلا وفكره ما زال متقدا.

وأضافت أن والدها حمل طوال حياته رسالته الإنسانية بكل إخلاص وأمانة ينثرها بكل سخاء أينما حل، وأنه بعد سنة من رحيله، تستذكره اليوم وكل يوم بقلب حزين وشوق لا مثيل له، وأنها تستذكر مواقفه الوطنية التي تسجل حقيقة لا مجال لتغييبها في عتمة التغييب والنسيان، وأنه ليس فقيد عائلته الصغيرة التي فجعت برحيله، بل هو فقيد الوطن الفلسطيني بأسره.

وختاما كرم أعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة فتح والمشرف العام على الإعلام الرسمي، رفيقة درب القائد الوطني حنا عيسى زوجته ليليان هيلانة.

ــــــ